26/06/2016 - 21:15

تركيا وإسرائيل تتوصلان لاتفاق مصالحة

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أنّ المصالحة المزمع توقيعها بين إسرائيل وتركيا، أرجئت إلى يوم غد، الإثنين. وسوف يعقد نتنياهو، غدًا، مؤتمرًا صحافيًّا في العاصمة الإيطاليّة، روما

تركيا وإسرائيل تتوصلان لاتفاق مصالحة

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أنّ المصالحة المزمع توقيعها بين إسرائيل وتركيا، أرجئت إلى يوم الإثنين.

وسيعقد نتنياهو، الإثنين، مؤتمرًا صحافيًّا في العاصمة الإيطاليّة، روما، في تمام السّاعة الواحدة ظهرًا بتوقيت القدس، للإعلان عن التّوصّل إلى مصالحة نهائيّة، تنهي أزمة العلاقات التّركيّة الإسرائيليّة. وفي التّوقيت ذاته، سوف يعقد الرّئيس التّركيّ، رجب طيّب إردوغان، مؤتمرًا صحافيًّا في أسطنبول، بالشّأن ذاته، وفق ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيليّة، فيما يبدو على أنّه تسريب رسميّ متعمّد من مكتب نتنياهو، تحضيرًا وتهيئة للرأي العامّ في هذا السّياق. 

ويشار إلى أنّ الإعلان عن التّوصّل إلى مصالحة بين الإسرائيليّين والأتراك، كان من المفترض أن يتمّ إعلانه، مساء اليوم، الأحد.

وقد وصل نتنياهو، ظهر اليوم الأحد، إلى العاصمة الإيطاليّة، روما، حيث تجتمع طواقم التّفاوض بين الجانبين، كما أن من المقرر أن يلتقي نتنياهو وزير الخارجية الأميركي، جون كيري. 

أمّا أهمّ ما جاء في اتّفاقيّة المصالحة بين إسرائيل وتركيا، فتتركز في النّقاط التّالية:

1. ستدفع إسرائيل ما يعادل 21 مليون دولار لصندوق مساعدات إنسانيّة سوف يُقام لمنح عائلات القتلى الأتراك الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيليّ على سفينة 'مافي مرمرة'.

2. ستسمح إسرائيل لتركيا بإنشاء وتطوير مشاريع بنى تحتيّة في قطاع غزّة، دون تدخّل، مثل إقامة مستشفى، محطّة طاقة ومنشأة لتحلية المياه، طالما تمّ نقل الموادّ التي ستستخدم لهذه المشاريع عبر الميناء الإسرائيليّ في مدينة أسدود.

3. ستمرّر تركيا قانونًا يلغي كلّ الدّعاوى التي تمّ تقديمها ضدّ جنود وضبّاط إسرائيليّين، وسيحظر تقيم دعاوى مستقبليّة.

4. سيتم تطبيع للعلاقات الإسرائيليّة التّركيّة، عبر رفع مستوى التّمثيل الدّبلوماسيّ، إعادة السّفراء إلى أنقرة وتل-أبيب، وإزالة القيودات المختلفة التي وضعتها الدّولتان، واحدة ضدّ الأخرى.

5. تعهّدت أنقرة بعدم إقدام حركة حماس على تنفيذ أيّ عمليّة ضدّ إسرائيل، من مقرّ تواجدها في تركيا، إذ قال 'تعهّدت تركيا أن تطبّق الأمر، سيكون الشّأن جزءًا لا يتجزّأ من الاتّفاقيّة'.

وتحدّث نتنياهو قبل سفره إلى روما، مع نائب مستشار الأمن القوميّ، يعكوف نيغيل، المتواجد في روما، برفقة المبعوث للمفاوضات التّركيّة، يوسف تشاخنوفر. وأطلع نيغيل نتنياهو بالتّقدّم في المحادثات حتّى الآن. وقال المسوؤل الإسرائيليّ، لموقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإلكترونيّ، إنّ إسرائيل طرحت، خلال المفاوضات مع الأتراك، قضيّة الجنديين الإسرائيليّين المفقودين، المتواجدين بيد حماس، في قطاع غزّة، مشدّدًا على أنّ حماس لم تشكّل طرفًا في هذه المفاوضات، بأيّ شكل من الأشكال.

وأضاف المسؤول الإسرائيليّ أنّه في أعقاب العدوان الإسرائيليّ الأخير على غزّة، عام 2014، في الحرب التي أطلق عليها الاحتلال اسم 'الجرف الصّامد'، أعطى رئيس الحكومة الإسرائيليّة أمرًا بعدم تقديم أيّ مساعدات إنسانيّة من قبل إسرائيل، لعائلات من ينتمون لحركة حماس، مضيفًا أنّه لم تمنح أيّ حصانات لقيادات حماس، من خلال المصالحة المتواجدة بمراحلها النّهائيّة، قبيل التّوقيع غدًا، الإثنين.

وسيلتقي نتنياهو، خلال زيارته في روما، بوزير خارجيّة الولايات المّتحدة الأميركيّة، جون كيري، ليتباحثا مبادرة السّلام الفرنسيّة وتقرير الرّباعيّة في موضوع المفاوضات العالقة بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، والذي من المفروض أن ينشر في الأيّام القليلة القادمة، والذي سيحمل في طيّاته، انتقادًا لاذعًا لسياسة إسرائيل في الضّفّة الغربيّة المحتلّة.

نتنياهو يقرّ بجهود إسرائيليّة لاستعادة جثماني الجنديين المحتجزين لدى حماس

وقال نتنياهو، في مستهلّ جلسة الحكومة الإسرائيليّة الأسبوعيّة، حسب بيان أصدره مكتبه، 'نواصل باستمرار بذل جهود علنيّة وسريّة من أجل استعادة الجنديّين أورون شاؤول وهدار غولدن، والمواطنيْن الإسرائيلييْن المحتجزيْن في غزة'.

وأضاف 'إنّنا على علاقة مستمرّة مع العائلات ولن يهدأ لنا بال حتى نستعيد أبناءنا'.

وخلال الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على قطاع غزّة صيف العام الماضي، أعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس في 20 من تمّوز/يوليو 2014، عن أسرها الجنديّ الإسرائيليّ، شاؤول آرون.

وتتّهم إسرائيل حركة حماس باحتجاز جثّة ضابط آخر يدعى هدار غولدن، قُتل في اشتباك مسلّح شرقيّ مدينة رفح، يوم 1 آب/أغسطس 2014.

وتقول إسرائيل إنّ الجنديّين شاؤول وغولدن، قتلا في المعارك، لكن حركة حماس ترفض تقديم أيّ معلومات حولهما، وتشترط إفراج إسرائيل أوّلًا عن فلسطينيّين أعادت اعتقالهم بعد خروجهم من السّجن في صفقة تبادل أبرمت عام 2010.

ونشرت كتائب القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس، في نيسان/إبريل الماضي، صورًا لأربعة جنود إسرائيليّين فقدوا خلال المعارك، اثنين منهما هما 'غولدن وآرون'، في حين لم تكشف عن هوية البقيّة.

من جانب آخر، أعلن نتنياهو أنه سيغادر إسرائيل بعد عدة أيام البلاد في زيارة رسمية إلى أربع دول إفريقية. وأضاف 'ستشكّل تلك الزّيارة جزءًا من الجهود التي نبذلها من أجل العودة إلى إفريقيا بشكل واسع النّطاق'.

زعبي: اعتراف إسرائيلي بالجريمة

عقبت النائبة عن التجمع في القائمة المشتركة، حنين زعبي، على توصل تركيا وإسرائيل إلى اتفاق مصالحة ينهي الأزمة بين البلدين، بالقول إن 'المفاوضات التي تجري بين تركيا وإسرائيل تقوم بناء على المصالح الإستراتيجية بين الطرفين ودون أي تنسيق مع الفلسطينيين، أصحاب القضية وضحايا الحصار'.

وأوضحت أنه 'لقد ضحى شعبنا بآلاف الشهداء نتيجة للاحتلال، ونتيجة لمطلبه العادل بالحرية، وحتى النشطاء الأتراك والدوليين والعرب قاموا بما قاموا به نتيجة لإيمانهم بحق الفلسطينيين في الحرية وفي الحياة الكريمة، وهم ليسوا رهائن للسياسة التركية ومصلحة نظامهم الآن بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل'.

وشاركت النائبة زعبي في العام 2010 بأسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وكانت على متن سفينة 'مافي مرمرة' التي اختطفتها قوات الاحتلال. وتعرضت زعبي فيما بعد لحملة تحريض وملاحقة سياسية بسبب مشاركتها في أسطول الحرية وتصديها لاعتداءات القوات الإسرائيلية على المتضامين الذين كانوا على متن السفينة، إذ قررت لجنة الآداب في الكنيست إبعادها عن أعمال اللجنة والهيئة العامة، كما قامت لجنة الانتخابات المركزية بشطب ترشيحها لكن المحكمة العليا ألغت الشطب.

وتابعت زعبي أنه 'تشير موافقة إسرائيل على دفع تعويضات للأتراك بقيمة 21 مليون دولار، إلى اعتراف إسرائيلي بالجريمة التي ارتكبت، وبضرورة دفع ثمنها، ولو كان بخسًا مقابل 10 شهداء دفعوا حياتهم ثمنا للحصار ولغزة ولصمود أهلها'.

وشددت على أن 'قبول إسرائيل بهذه الشروط التي كانت قد رفضتها سابقًا دليل على كذبها المتواصل، وعلى كذب تقرير لجنة تيركل وحجج وحدة القرصنة 13 (وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلي 'شاييطت 13')، التي تصرَّفت بشكل إرهابي وقامت باختطاف سفينة من المياه الدولية، وبالهجوم على ركابها'

التعليقات