31/10/2016 - 11:13

الدورة الشتوية للكنيست: تحديات "المشتركة" ومصير حكومة نتنياهو

تفتتح اليوم الإثنين، الدورة الشتوية للكنيست وسط تحديات كبيرة للقائمة المشتركة والنواب العرب، في ظل حكومة يمينية متطرفة تسعى إلى فرض هيمنتها من خلال سن قوانين عنصرية

الدورة الشتوية للكنيست: تحديات "المشتركة" ومصير حكومة نتنياهو

نتنياهو في الكنيست (أرشيف - رويترز)

تفتتح اليوم الإثنين، الدورة الشتوية للكنيست وسط تحديات كبيرة للقائمة المشتركة والنواب العرب، في ظل حكومة يمينية متطرفة تسعى إلى فرض هيمنتها من خلال سن قوانين عنصرية مجحفة تجاه المواطنين العرب ونوابهم، وإلى تقييد حرية التعبير السياسي وفرض خطاب تحريضي عليهم.

وتنطلق الدورة عصر اليوم الإثنين، بخطابات لكل من رئيس الكنيست يولي ادلشتين ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ.

ومن المتوقع أن تشهد الكنيست في هذه الدورة الكثير من الأزمات، ضمن قضايا سياسية حساسة، قد تؤدي إلى حلها، وبالتالي إلى انتخابات جديدة، لا سيما القضية التي يطرحها حزب البيت اليهودي، وهي إخلاء مستوطنة عمونا التي اقيمت على أراضٍ بملكية فلسطينية في الضفة الغربية.

غطاس: متوقع المزيد من توغل يميني عنصري

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. باسل غطاس إنه 'متوقع المزيد من توغل يميني عنصري لحكومة نتنياهو ضد العرب وضد حرية الرأي ومختلف حقوق الإنسان الأساسية، وإزاء ترهل وتساوق ما يسمى المعارضة المبنية على كتلتي 'المعسكر الصهيوني' و'يش عتيد' مع هذا الائتلاف. لذا، فإن على 'القائمة المشتركة' أن تكون رأس الحربة في مقاومة الموجة العنصرية القادمة'.

وأضاف غطاس:  'لكي تقوم المشتركة  بهذا الدور التاريخي في هذه المرحلة، عليها أن تكون كتلة فاعلة ومبادرة، وأن ترتكز في إستراتيجية عملها على خطاب قوي ومتين يقوم على مركبين أساسيين، الأول، إننا مواطنون أصحاب حق، وأن لا أحد يصنع معنا معروفا في أي حق مدني أو خدمات أساسية أو تطوير، فهذه أمور تنبع من حقوقنا الأساسية كمواطنين. أما المركب الثاني، فهو إبراز حقوقنا القومية  الجماعية كجماعة قومية أصلانية. لقد خضنا في هذا الجانب في مقالات سابقة بتوسع، ويهمنا هنا أن نذكر أن هذا المركب في خطابنا معترف به دوليا، وتحكمه إعلانات ومواثيق دولية تمككنا من أن نطور إستراتيجيات عمل 'المشتركة' بشكل يوفر لنا نقاط قوة إضافية. هذا المركب هو ما يضع روايتنا التاريخية بعنفوان وبتحد أمام الرواية الصهيونية'.

وخلص غطاس إلى القول إنه 'من المطلوب منا في 'المشتركة' اليوم هو إستراتيجية عمل تتلاءم مع فهم دورنا باعتبارنا الكتلة البرلمانية الأساسية والوحيدة التي تقوم بدور المعارضة البرلمانية في الكثير من الأحيان. يجب أن تتضمن هذه الإستراتيجية أساليب عمل ومبادرات سواء بالتشريعات المقترحة أو سائر الأدوات البرلمانية المعمول بها لتحقق من توطيد حقوقنا المدنية كمواطنين أصحاب حق'.

غنايم: مهام صعبة أمامنا

بدوره قال النائب عن الحركة الإسلامية في 'القائمة المشتركة' مسعود غنايم لـ'عرب ٤٨' إنه 'تقف أمامنا الكثير من المهام الصعبة في هذه الدورة، في ظل القوانين العتصرية المتوقع طرحها في هذه الدورة، لا سيما قانون القومية الجديد وقضية مستوطنة عمونا وميزانية الدولة'.

وتابع غنايم عن القانون العنصري الجديد المتوقع طرحه في الدورة الشتوية من قبل النائب الليكودي بيني بيغين،  إنّ 'قانون القومية اليهودية الذي سيُضع على الطاولة من جديد، هو نفس القانون المجحف الذي كان مطروحا في الفترة السابقة بشكل آخر، وهو خير دليل على سياسة الحكومة الممنهجة تجاه المواطنين العرب، ويصبو القانون إلى نفس الهدف، تمييز واجحاف وضرب حقوقنا بعرض الحائط'.

واستبعد غنايم أن تسقط حكومة نتنياهو في هذه الدورة، وقال إن الامتحان لدى نتنياهو هو في قضية عمونا والميزانية، وإذا ما تخطاها، سوف تستمر الحكومة ولن تسقط. وأضاف أن ما أتوقعه أن الحكومة سوف تعبر هذا الحاجز بسلام.

وختم غنايم حديثه بالقول: 'نحن المعارضة الوحيدة في الكنيست، الأحزاب الصهيونية الأخرى في المعارضة لا يمكننا أن نسميها معارضة، هي تشكل ذيل للحكومة، وفي الكثير من الأحيان صوتت لصالح الحكومة. ونحن بدورنا سوف نستمر بما بدأناه بمحاولة عرقلة كل تلك القوانين المجحفة'.

جبارين: اليمين لا يريد إسقاط حكومة نتنياهو

وقال النائب عن الجبهة في القائمة المشتركة د. يوسف جبارين لعرب ٤٨ إننا 'نواجه مع افتتاح الدورة الجديدة تحديات كبيرة، فحكومة نتنياهو تستمر بسياساتها المعادية للمواطنين العرب بالبلاد وللحريات الأساسية، كما تواصل سياسات توسيع الاستيطان وهي تقوم بذلك أيضًا من خلال مشاريع قوانين تهدف إلى قوننة هذه السياسات'.

وأشار إلى  أنه 'أتوقع لذلك أن نواجه المزيد من اقتراحات القوانين العنصرية وغير الديمقراطية خلال الأسابيع المقبلة، مثل توسيع قانون الإرهاب وغيره، بالإضافة الى المزيد من مشاريع القوانين التي توفر الامتيازات الاقتصادية للمستوطنين والمستوطنات'.

ورجح جبارين أنّه 'وكما يبدو فإن الحكومة ستعبر هذه الدورة بسلام بعد توسيعها بنهاية الدورة الأخيرة وضم حزب ليبرمان. اليمين معني بالحفاظ على حكمه وعلى سيطرته وهو يجتهد لإيجاد الصيغ التي تُبقي على هذه الحكومة، وكل ذلك على حساب ما تبقى من الهامش الدمقراطي بالبلاد ونحو قبر فرص أية تسوية حقيقية في عملية السلام، غير القائمة أصلًا.'

اقرأ/ي أيضًا| مواطنون أصحاب حق

وأضاف جبارين: 'في الكثير من الأحيان نشعر أننا فعلًا المعارضة الوحيدة، وخصوصا في القضايا السياسية أو ما يسمى القضايا الأمنية التي يظهر فيها دائمًا الإجماع الصهيوني الذي يوحّد كل الأحزاب تقريبًا. وللحقيقة، ففي قانون 'إبعاد النواب' رأينا مشهدًا مغايرًا حين صوتت المعارضة بشكل جماعي ضد القانون، وآمل ان يتكرر هذا المشهد بالدورة الجديدة، لكني أدرك أن هذا الأمل محدود. من هنا فإن الصوت الدمقراطي والإنساني الحقيقي هو ذلك الصوت الذي يخرج من نواب المشتركة وينعكس في مواقفنا الجماعية. علينا أمام هذا الواقع أن نصون وحدتنا الوطنية وأن نرسّخ من التعاون والتنسيق بيننا، خصوصا وأننا نتوقع تصعيدًا في حملات التحريض وسحب الشرعية ضد القيادة السياسية في المشتركة وضد الأقلية العربية عمومًا'.

التعليقات