09/11/2016 - 17:36

تحليل: نتنياهو يتوجس من فوز ترامب

عندما يكون ترامب هو الرئيس، الذي عبر عن دعمه للبناء في المستوطنات، ستنتهي حجج نتنياهو أمام اليمين المتطرف، وعندها ستخضع سياسة نتنياهو الحقيقية في الضفة الغربية للامتحان أكثر من أي وقت مضى

تحليل: نتنياهو يتوجس من فوز ترامب

(رويترز)

يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيكون فرحا بنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، التي أعلنت صباح اليوم الأربعاء. فقد نشر مستشارا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشؤون الإسرائيلية، جيسون غرينبلات وديفيد فريدمان، قبل أسبوعين، وثيقة السياسة الرسمية وتبين أنها تضمنت بنودا تظهر كأنها منسوخة من ورقة مواقف كتبها نتنياهو عشية الانتخابات العامة الأخيرة للكنيست، في آذار/مارس العام الماضي.

وجاء في الوثيقة أن ترامب يعتقد أن حل الدولتين ليس ممكنا طالما أن الفلسطينيين لا يعترفون بإسرائيل 'كدولة يهودية' ولا يتوقفون عن 'التحريض'. كما أنه لا يوافق على أن إسرائيل هي دولة احتلال وأن أي انسحاب من الضفة الغربية ينبغي أن يكون في إطار حدود بإمكان إسرائيل حمايتها. ولم تذكر الوثيقة حدود 1967، كما أن الوثيقة لا ترى أية مشكلة بالمستوطنات، وأن القدس 'العاصمة الأبدية وغير القابلة للتقسيم للدولة اليهودية'، وأنه سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.  

رغم ذلك، إلا أن المراسل السياسي لصحيفة 'هآرتس'، باراك رافيد، رأى في تحليل نشره في موقع الصحيفة الالكتروني، اليوم، رأى أن نتنياهو متشكك حيال ترامب. ونقل عن مسؤول سياسي إسرائيلي تحدث مع نتنياهو خلال الشهرين الأخيرين قوله إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بدا قلقا تقريبا حيال إمكانية فوز ترامب، وأنه لغز مطلق وسياسي غير متوقع، وأن التعامل معه سيكون بمثابة 'رحلة نحو المجهول'، وليس واضحا كيف ستكون سياسته تجاه القضية الفلسطينية أو الإيرانية أو السورية.  

وشدد رافيد على أن ثمة سببا آخر للقلق بالنسبة لنتنياهو، وهو أن فوز ترامب يعزز بشكل كبير قوة اليمين المتطرف داخل حزب الليكود وخارجه. فقد حصل ترامب على مشورة من أشخاص يمينيين متطرفين، وحتى أكثر تطرفا من نتنياهو. ولذلك، وفقا لهذا التحليل، جاءت تعقيبات اليمين المتطرف على فوز ترامب منفلتة ومتحمسة ومبتهجة إلى أبعد حد، حتى أن رئيس كتلة 'البيت اليهودي' ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، أعلن أنه 'انتهى عهد الدولة الفلسطينية'، بينما جاءت تهنئة نتنياهو لترامب منضبطة نسبيا.

وكتب رافيد أنه لو فازت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، لتمكن نتنياهو من التلويح بتهديد كلينتون على إسرائيل بسبب بناء في المستوطنات وأنه يعمل على صد ضغوطها، مثل فعل طوال السنوات الثماني الماضية حيال الرئيس باراك أوباما.

وأضاف رافيد: 'لكن عندما يكون ترامب هو الرئيس، الذي عبر عن دعمه للبناء في المستوطنات ويعتزم تعيين نيوت غريتغريتش كوزير للخارجية، وهو الذي صرح بأنه لا يوجد شعب فلسطيني، عندها ستنتهي حجج نتنياهو. وفي هذه الحالة ستخضع سياسة نتنياهو الحقيقية في الضفة الغربية للامتحان أكثر من أي وقت مضى'.  

وأشار رافيد إلى كلمة ألقاها سفير أميركا في تل أبيب، دان شابيرو، في 'معهد أبحاث الأمن القومي' في جامعة تل أبيب، صباح اليوم، وألمح فيها إلى أن تصريحات ترامب بعد توليه الرئاسة ستكون مختلفة عن تلك التي أطلقها أثناء الحملة الانتخابية، وإلى أنه طوال الثلاثين عاما الماضية اتبع رؤساء جمهوريون وديمقراطيون السياسة نفسها بخصوص المناطق المحتلة والمستوطنات. 

التعليقات