13/12/2016 - 10:19

جنود الاحتلال يخفون أدلة بعد إعدام فلسطينيين

مع اتساع الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين والتي ينفذها جنود الاحتلال الإسرائيلي بالقدس والضفة الغربية المحتلتين، يتضح بحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، أن الجيش اعتاد على طمس وإخفاء أدله من ميادين الإعدام.

جنود الاحتلال يخفون أدلة بعد إعدام فلسطينيين

أكد مسؤولون كبار في النيابة العامة والشرطة في إسرائيل على أن جنود الاحتلال يرتكبون جرائم إعدام فلسطينيين مشتبهين بتنفيذ عمليات طعن. والأمر الجديد الذي كشفته النيابة العامة والشرطة، هو تحذيرهم سلطات الجيش من أن جنود الاحتلال درجوا على طمس وإخفاء أدلة على جرائمهم، الأمر الذي يمنع استنفاذ التحقيقيات في هذه الجرائم، على حد زعم النيابة والشرطة.

ويذكر أنه منذ اندلاع الهبة الفلسطينية، ارتفع بشكل هائل إعدام الفلسطينيين والفلسطينيات بنيران جنود الاحتلال، بزعم تنفيذ عمليات طعن غالبا لا يصاب فيها إسرائيليين.

وتأتي عشرات الإعدامات الميدانية لفلسطينيين على الحواجز العسكرية، في ظل اعتماد سياسة سرعة الضغط على الزناد للجنود، بتشجيع من القيادة السياسية الإسرائيلية وقادة المستوطنين. وبعد ذلك يتعمد الجنود إخفاء الأدلة والتشويش على ساحات العمليات حتى قبيل وصول طواقم التحقيق.

وسبق للمسؤولين في النيابة العامة والشرطة أن توجهوا برسائل رسمية للجيش، حذروا من خلالها من وجود أساليب منهجية يعتمدها الجنود بمواقع العمليات التي يتم استهداف الفلسطيني المشتبه بالرصاص الحي، بحيث يتم إخفاء أدله من الموقع، والتشويش على مجريات التحقيق، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.

وتحذر سلطات القانون من أن هذه النمط الذي يتم اعتماده من قبل الجنود يحول دون استنفاذ مجريات التحقيق، وهذا الأمر من شأنه أن "يؤدي إلى إرباك لدى سلطات الجيش"، وقد يحول دون توفير الحماية القانونية للجنود الذين يواجهون محاكمات وتحقيقات بملفات ذات صلة.

وكانت النيابة الإسرائيلية قد توجهت لسلطات الجيش برسالة رسمية حذرت من خلالها من النهج الدارج بين الجنود حيال التعامل مع ساحات العمليات، وذلك قبل أسبوع من إقدام الجندي القاتل، إليئور أزريا، على إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف في تل الرميدة في الخليل، بإطلاق رصاصة على رأسه.

وكشفت التحقيقات التي أجراها الجيش النقاب عن إخفاء الجنود أدلة وبينات من مواقع جرائمهم، وكذلك تلاعب الجنود بها وبساحات العمليات قبل وصول ضباط الشرطة العسكرية للمكان، كما تبين دخول الكثير من المستوطنين والجنود لساحة العمليات ومساسهم بالأدلة، الأمر الذي من شأنه المس بعمل خبراء التشخيص الجنائي.

وحيال ذلك، تبدي السلطات الإسرائيلية مخاوفها من تحريك دعاوى قضائية بالمحافل الدولية ضد جنود وضباط بالجيش في أعقاب جرائم إطلاق النار على فلسطينيين خلال المواجهات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.

ولا تستبعد النيابة الإسرائيلية إقدام مؤسسات حقوقية فلسطينية وجمعيات ومنظمات إنسانية دولية بتقديم قضايا ضد جنود وجيش الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بعد أن رصدت هذه المنظمات والجمعيات الكثير من الوقائع والحوادث التي توثق مقتل الفلسطينيين على الحواجز العسكرية وفي مناطق مختلفة بالضفة بنيران جنود الاحتلال.

وشرعت النيابة العسكرية بالاستعداد وفحص الملفات والحالات التي قتل الجنود خلالها فلسطينيين، ويدور الحديث عن عشرات الملفات التي تم فحصها وأتضح وجود صعوبات بالأدلة والبينات التي تحول دون الوصول إلى عمق الحقيقة بسبب نهج الجنود بتعمدهم إخفاء الأدلة من ساحات العمليات.

التعليقات