كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الأربعاء، النقاب عن أن أري هارو، المدير السابق لمكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حصل على مبلغ 105 آلاف دولار مقابل خدمات استشارة قدمها لجمعية أميركية يديرها إيلان روث المقرب من الملياردير رون لاودر والذي يعتبر الصديق الشخصي لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
في آذار/مارس 2010، أنهى هارو عمله في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، وبعد ذلك بفترة قصير حصل على الأموال من المنظمة الأميركية، المقربة من الملياردير لاودر وهو يهودي من أصل أميركي وصديق شخصي لرئيس الحكومة نتنياهو الذي استعان به حتى في بعثات دبلوماسية.
المنظمة الأميركية التي دفعت هذا المبلغ إلى هارو، لم تعتاد بالسابق دفع مبالغ بهذه القيمة عن خدمات استشارة، حيث أسست في العام 2000، باسم One Jerusalem، من قبل شخصيات محسوبة على اليمين بأميركا، وفي البلاد كان مندبها الوزير السابق نتان شيرانسكي.
وهدفت المنظمة عند تأسيسها مواجهة إيهود باراك ومنع أي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم القدس، وفي العام 2007، خرجت المنظمة بحلمة مناهضة لقمة انابوليس، وهي الحملة التي ركزها يحيئيل ليطر المقرب من نتنياهو والذي رفض في حينه الكشف عن من قام بتمويل الحملة، وعمل لاحقا مع هارو في شركة الاستشارة H3.
وفي العام 2010 أبلغت المنظمة سلطة الضريبة الأميركية أنها دفعت مبلغ بقيمة 105 آلاف دولار، وذلك ضمن القانون الذي يلزم المنظمات والجمعيات تقديم تقارير مالية والتبليغ عن المدفوعات التي تتجاوز مبالغ الـ100 ألف دولار.
ويستدل من الوثائق والتقارير المالية التي قدمت أن مبلغ 105 آلاف دولار دفعت إلى المستشار هارو، ويعتبر المبلغ وحتى الدفع إلى هارو غير اعتيادي بالنسبة للمنظمة، خاصة وإنه قبل ذلك لم تدفع المنظمة مبالغ بهذا الحجم لأي شخص أو جهة مقابل خدمات استشارة، علما أن مصروفات المنظمة في ذاك العام وصلت 682 ألفا منها مبلغ 105 آلاف دولار دفعت إلى هارو.
وبحسب التقرير المالي للمنظمة، فإن مبلغ 315 دولار دفعت وحولت إلى هيئات محافظة بأميركا، بضمنهم الجسم المحافظ Citizen United، الذي حصل على مبلغ125 ألف دولار، وباقي المدفوعات لا تشير على أي نشاط جوهري للمنظمة.
هارو وهو يهودي من أصول أميركية، عمل مع نتنياهو عندما كان رئيسا للمعارضة، وعندما عين نتنياهو بالعام 2009 رئيسا للحكومة قام بالاستعانة بخدمات هارو وتعينه مديرا لمكتبه، وفي العام 2010 أعلن هارو عن الاستقالة من منصبه بسبب أوضاعه الصحية، وأعلن لاحقا عن افتتاح شركة لتقديم الاستشارة الإستراتيجية والتي بسببها أخضع للتحقيق بالشرطة بشبهة فسادة ورشوة، حيث تقدر الشرطة أن هارو كان صاحب هذه الشركة خلال عمله مديرا في مكتب نتنياهو.
وقبل أيام وقعت النيابة العامة الإسرائيلية، على اتفاق 'شاهد ملك' مع هارو، المدير السابق لمكتب رئيس الحكومة، بنيامين، وذلك في أعقاب مفاوضات بين الجانبين جرت في الأيام الماضية.
ويتوقع أن يشهد هارو ضد نتنياهو، ويقدم للشرطة معلومات حول 'القضية 1000'، ويشتبه فيها نتنياهو بتلقي هدايا من أثرياء بمبالغ طائلة، و'القضية 2000'، ويشتبه فيها نتنياهو بإجراء محادثات مع ناشر صحيفة 'يديعوت أحرونوت' وعرض رشوة عليه، كما يتوقع أن يقدم معلومات تتعلق بقضية الغواصات أو 'القضية 3000'.
التعليقات