09/04/2018 - 19:58

تحت غطاء السرية والتمويه: النفط العراقي يصل إسرائيل

بيّن تحقيق، نشر مؤخرا، أن سفن نفط عراقية تنقل النفط من كردستان إلى إسرائيل عن طريق ميناء جيهان التركي، وذلك من خلال سلسلة من عمليات التمويه، بضمنها تغيير أسماء السفن تباعا قبل رسوها قبالة شواطئ يافا (تل أبيب)

تحت غطاء السرية والتمويه: النفط العراقي يصل إسرائيل

صورة توضيحية (Pixabay)

بيّن تحقيق، نشر مؤخرا، أن سفن نفط عراقية تنقل النفط من كردستان إلى إسرائيل عن طريق ميناء جيهان التركي، وذلك من خلال سلسلة من عمليات التمويه، بضمنها تغيير أسماء السفن تباعا قبل رسوها قبالة شواطئ يافا (تل أبيب).

وأكدت ذلك المؤرخة إيلين ويليد، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في العدد الأخير من مجلة الجامعة الأميركية في القاهرة، وذلك استنادا إلى تحقيق أجراه سمير مداني، وهو كويتي يعيش في السويد، يتصل بمتابعة النفط وتأثيراته على العلاقات الدولية خلال السلم والحرب، ويتركز في تجارة النفط في الشرق الأوسط، وأقام لهذا الغرض موقعا يطلق عليه "TankerTracker.com" لمتابعة تحركات ناقلات النفط.

وبحسب ويلد، فقد اكتشف مداني أن ناقلة النفط التي تحمل الاسم "Valtamed" توجهت إلى قناة السويس من ميناء جيهان، الذي يصل إليه النفط من شمالي العراق، وتوقفت فجأة خارج المياه الإقليمية لإسرائيل، قبالة شواطئ يافا. وبعد عدة أيام عادت وظهرت من جديد، وهي تبدو أقل وزنا مما كانت عليه.

وخلص إلى نتيجة مفادها أن النفط يتدفق من كردستان العراق عن طريق تركيا إلى ميناء جيهان يصل من هناك إلى إسرائيل تحت غطاء من السرية.

وتبين أيضا أن السفينة ناقلة النفط قد غيرت مسارها، وتوجهت نحو قبرص، وعادت فارغة إلى الميناء الذي خرجت منه، وتم تحميلها بالنفط من جديد، وأبحرت ثانية في المسار ذاته مستخدمة عمليات تمويه.

وتشير ويلد في مقالها إلى منطقة إستراتيجية شمالي العراق، تحمل الاسم بابا كركر، قرب كركوك، والتي يتدفق فيها النفط فوق سطح الأرض منذ آلاف السنين، إلى حين تم اكتشاف أحد أكبر حقول النفط في العالم فيها عام 1927، وبتكلفة استخراج منخفضة جدا.

وكانت بريطانيا قد عملت على مد أنابيب لنقل النفط عام 1934 من كركوك حتى ميناء حيفا، لنقل النفط منه إلى أوروبا. وظل الخط، وطوله 950 كيلومترا قائما حتى العام 1948. وفي السنوات الأخيرة تم مد خط أنابيب جديد من كركوك إلى ميناء جيهان، ومن هناك يوزع إلى العالم.

وبينت التقديرات أنه على الرغم من أن خط الأنابيب القديم لم يعد فعالا، إلا أن النفط العراقي من كركوك يصل إلى سرا إلى مصانع التكرير في إسرائيل. ونشر في حساب تويتر للموقع المشار إليه، على سبيل المثال، أنه في الشهور الأخيرة ظهرت ناقلة النفط "كريتي دياموند" فجأة باسم "كيتون"، وتقوم بتفريغ حمولتها من النفط في إسرائيل، وتعود إلى الاسم "كريتي دياموند" بعد أن تبتعد عن المنطقة غربي البحر المتوسط عائدة إلى تركيا.

وتبين أيضا أن ناقلة النفط "مبروك" التي خرجت من ميناء جيهان نفذت الأمر نفسه، وعندما وصلت إلى إسرائيل تغير اسمها إلى "مارو"، وهي سفينة ليس لها تاريخ أو تسجيل، واختفت بعد عدة أيام، لتظهر مجددا باسم "مبروك".

كما أن السفينة "والزينا" أبحرت في نهاية شباط/فبراير الماضي من ميناء جيهان جنوبا، وتوقفت لفترة زمنية قبالة شواطئ إسرائيل، وخرجت بعد ذلك من البحر المتوسط وتوجهت إلى بولندا.

التعليقات