22/04/2018 - 19:29

أنظمة عسكرية إسرائيلية بحوزة الجيش الأذري: تعاون ضد إيران؟

كشف شريط مصوّر أُعد للترويج للجيش المحلي في أذربيجان استخدام المؤسسة العسكرية الأذرية لأنظمة أسلحة متقدمة من تطوير شركات صناعات الأسلحة الإسرائيلية، يتم الكشف عنها لأول مرة، إذ لم يتم الإعلان عنها مسبقًا من الجهات الرسمية للبلدين، وسط تقارير صحفية

أنظمة عسكرية إسرائيلية بحوزة الجيش الأذري: تعاون ضد إيران؟

توضيحية (شاشة)

كشف شريط مصوّر أُعد للترويج للجيش المحلي في أذربيجان استخدام المؤسسة العسكرية الأذرية لأنظمة أسلحة متقدمة من تطوير شركات صناعات الأسلحة الإسرائيلية، يتم الكشف عنها لأول مرة، إذ لم يتم الإعلان عنها مسبقًا من الجهات الرسمية للبلدين، وسط تقارير صحفية تشير إلى اتخاذ إسرائيل لأذربيجان قاعدة للعمليات الاستخباراتية وجمع المعلومات ضد إيران.

وظهر بشريط مصوّر من بطولة فنانة محلية، صمم لتمجيد الجيش الأذري، طائرات انتحارية بدون طيار من صناعة شركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، وأنظمة صاروخية من صناعة "رفائيل – شكبة تطوير الوسائل القتالية" الإسرائيلية.

وكانت وسائل إعلامية عالمية، قد أكدت في مناسبات سابقة، أن إسرائيل تبيع أنظمة رادارية لأذربيجان بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، وتقنيات تكنولوجية متطورة تتعلق بالطائرات المسيّرة، في مقابل اتخاذها من الحدود الأذرية الجنوبية مع إيران منطقة نفوذ استخباراتية وقاعدة لجمع المعلومات ضد إيران.

وبيّن الشريط المصور طائرات من طراز "هاروب" (HAROP)، من صناعة شركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، والتي للأغراض عسكرية. حيث تتميز الطائرة بحمل رؤوس صاروخية متفجرة، وتعتبر قذيفة لتتبع العدو في معارك القتال، إذ تدمر أهدافها بالسقوط المباشر عليها.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد كشفت قبل نحو العامين أن الطائرة تم توثيقها في القطاع الأرمن لجمهورية ناغورنو كرباخ غير المعترف بها، حيث اندلعت معارك ضارية بين الجنود الأذرية والأرمن. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، حينها، لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، أن أشرطة الفيديو تظهر الطائرة المسيرة الإسرائيلية تستهدف حافلة مليئة بالمتطوعين الأرمن، وقتلت سبعة منهم. واحتجت أرمينيا كثيرًا ضد توريد الأسلحة الإسرائيلية إلى الجيش الأذري.

وتشغيل الطائرة المسيرة "هاروب" يتم من الأرض ومن السفن وحاملات الطائرات والبارجات الحربية، ويتم إطلاقها من منصة إطلاق تركّب عادة في شاحنة، وباستطاعة الطائرة المزودة برؤوس هجومية، البقاء في الجو لأكثر من ست ساعات، الوقت الذي يعد طويل نسبيا، لاختيار وقت الهجوم الدقيق. ما يتيح السيطرة عليها حتى تصل الهدف، أو إعادتها إلى الأرض دون تفجيرها.

ويظهر خلال الشريط نظام "تايفون" المدفعي، من صناعة "رفائيل"، والذي يطلق صواريخ "سبايك" من السفن البحرية الأذريّة. ويسمح النظام بالتحكم التام بالصواريخ من لحظة الإطلاق حتى إصابة الهدف أو تحويلها دون إصابته في حالة إلغاء الهجوم. وبعض هذه الطرازات قد يصل مداها إلى 25 كيلومترًا، وأنظمة السفن لها نطاقات أقصر، علمًا بأن الأجهزة الأمنية في إسرائيل بدأت في استخدام صواريخ "سبايك" منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وردًا على ظهور الأنظمة العسكرية الإسرائيلية في خدمة الجيش الأذري في شريط الفيديو ذاته، رفضت شركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، و"رفائيل – شكبة تطوير الوسائل القتالية" الإسرائيلية، التعقيب على ذلك، وقالت إنها لا تقوم بالكشف عن الأمور التي تتعلق بصفقاتها وعملائها.

وخلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو إلى أذربيجان، قبل عامين، قال الرئيس الأذري إلهام علييف إن بلاده وقعت مع إسرائيل عقود لشراء "معدات دفاع" بقيمة 4.85 مليار دولار. وقال علييف إن التعاون الأمني ​​كان مثمرا وما زال مستمرا منذ سنوات عديدة. وأضاف علييف "لقد تم بالفعل إتمام صفقات وفقًا للعقود المبرمة، ونحن سعداء للغاية بنطاق التعاون".

يذكر أنه في السنوات الأخيرة، ارتفعت وتيرة رحلات طائرات الشحن بين أذربيجان وإسرائيل. حيث تصل بشكل منتظم حوالي ثلاث مرات في الأسبوع، طائرات شحن تابعة لشركة "سيلك واي" الأذرية إلى مطار اللد (بن غوريون)، ووفقًا للمطارات الدولية، هبطت طائرات وزارة الدفاع الأذرية ست مرات خلال العامين الماضيين في قاعدة عسكرية في جنوب البلاد، ثم أقلعت بعد ساعات قليلة من تحميلها أو تفريغ حمولتها.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان في عام 1992، بعد وقت قصير من انسحاب أذربيجان من الاتحاد السوفيتي. حيت تملك إسرائيل سفارة في باكو، إلا أن الأذريين لم يرسلوا بعد سفيرًا لبلادهم إلى إسرائيل. وتحد أذربيجان من الجنوب الجمهورية الإسلامية في إيران، وهو موقع يلعب دوراً مركزياً في العلاقات مع إسرائيل. فيما تعتمد إسرائيل على أذربيجان بتزويدها بثلثي النفط المستهلك في إسرائيل، بموافقة الرئيس علييف.

التعليقات