06/05/2018 - 16:33

غلعاد: الانسحاب من الاتفاق النووي يصب بمصلحة إيران

قال رئيس قسم السياسة والأمن السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يصب في مصلحة إيران ويخدمها، وأنه على الرغم من تحفظه على الاتفاق، إلى أن الإبقاء عليه هو الحل الأقل ضررًا

غلعاد: الانسحاب من الاتفاق النووي يصب بمصلحة إيران

عاموس غلعاد

قال رئيس قسم السياسة والأمن السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال احتياط عاموس غلعاد، إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يصب في مصلحة إيران ويخدمها، وأنه على الرغم من تحفظه على الاتفاق، إلى أن الإبقاء عليه هو الحل الأقل ضررًا في الوقت الحالي.

وأكد يادلين، الذي شغل منصب منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة، أن الأرشيف الذي نهبته شعبة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) من إيران حول ملف الأخيرة النووي لا يثبت أنها خرقت الاتفاق الموقع في العاصمة النمساوية فيينا عام 2015 مع الدول العظمى.

وتابع غلعاد خلال مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، أنه "على إسرائيل وضع التهديدات التي تواجهها على رأس سلم أولوياتها، ففي حال واصلت إيران تجميد برنامجها النووي لمدة ثماني أو 10 سنوات بحسب الاتفاق، سنتمكن من التركيز على التهديد الوشيك، وهو تعزيز الوجود العسكري لإيراني في سورية، وكذلك لتحضير الجيش للتعامل مع البرنامج النووي في حال حدثت المواجهة".

وأشار إلى أن أي من الدول، باستثناء الولايات المتحدة، لم تلمح للانسحاب من الاتفاق النووي بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

واعتبر غلعاد أن "روسيا شريكة إستراتيجية لإيران في سورية، وللصين علاقات تجارية وثيقة مع إيران، في حين لم تغير أي من الدول الأوروبية موقفها. الإعلان الأميركي للانسحاب سيمنح إيران الفرصة لدق إسفين بين الدول العظمى ولزعزعة الاتحاد والتحالف ضدها وتخفيف المراقبة الدولية على برنامجها النووي، في حال أرادت أميركا الانسحاب عليها إيجاد بدائل، أنا لا أرى أنها تفعل ذلك".

ورغم اختلافه مع نتنياهو حول الاتفاق النووي، إلا أنه يرى ضرورة مواصلة الأسلوب الهجومي في سورية، وقال إنه "تعلمنا درسًا تاريخيًا صعبًا، رأينا حزب الله يتسلح ويزداد قوة طيلة 30 عامًا حتى بلغ الحد الذي يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولم نحرك ساكنًا. وفي حال سمحنا لإيران بفعل ذات الشيء في سورية، سنواجه جبهة أخرى مع صواريخ من العمق السوري وميليشيات شيعية في هضبة الجولان. هذا جزء من الخطة الإيرانية لبناء إمبراطورية إقليمية صغيرة، إذا لم نوقف هذه المحاولة الآن فسندفع ثمنًا باهظًا في المستقبل".

ويرى غلعاد أن إسرائيل لا زالت تملك الفرصة لمنع تعزيز الوجود العسكري الإيراني في سورية بدون جر المنطقة لحرب جديدة، لافتًا إلى أنه "يتطور في إيران صراع داخلي عنيف يمكن ملاحظته في المظاهرات الحاشدة التي يهتف فيها الشعب ضد تمويل حزب الله وسورية. هناك كثير من التيارات في طهرات التي تبنت مبدأ ’خسارة أن نهدر أموالنا’، في حال نفذت العمليات الإسرائيلية بسرية ومهنية، سيضطرون لإعادة التفكير في إستراتيجيتهم بالشمال من جديد".

وتابع "شخصيًا، لم أمن لأتحمل مسؤولية إسرائيلية على أي من الهجمات التي شنت في سورية، يجب الحفاظ على الغموض، لأن أي إعلان رسمي، حتى في حال معرفة الجميع للفاعل، ستسبب الإهانة للطرف الآخر وتجبره على الرد".

ويتولى غلعاد حاليًا رئاسة مؤتمر هرتسليا للأمن القومي، الذي سيبدأ أعماله يوم الثلاثاء القادم ويمتد على ثلاثة أيام، وسيشارك فيه أكثر من 300 خبير أمني واستراتيجي وأكثر من 40 ضيفًا من خارج البلاد، ومن بين المتحدثين سيكون رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ووزراء ومسؤولين، إذ يعتبر هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات الأمنية التي تعقد في إسرائيل.

التعليقات