15/08/2018 - 19:43

الاحتلال يغلق ملف التحقيق بمجزرة رفح صيف 2014

المدعي العسكري العام الإسرائيلي قرر ألا تفتح الشرطة العسكرية تحقيقا في هذه المجزرة وعدم اتخاذ أي إجراء جنائي أو عسكري ضد الضباط الضالعين في المجزرة، جراء استخدام نظام "حنيبعل" بادعاء أسر الجندي هدار غولدين

الاحتلال يغلق ملف التحقيق بمجزرة رفح صيف 2014

الدمار الذي خلفه القصف الوحشي الإسرائيلي في رفح (أ.ب.)

أعلن المدعي العسكري العام الإسرائيلي، شارون أفيك، اليوم الأربعاء، أنه قرر إغلاق ملف التحقيق في واحدة من أكبر وأبشع مجازر جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة عام 2014، والتي يشار إليها في الصحافة الإسرائيلية بـ"يوم الجمعة الأسود". في ذلك اليوم، الأول من آب/أغسطس 2014، نفذ جيش الاحتلال ما يصفه بـ"نظام هنيبعل"، لمنع أسر أحد جنوده، وأطلق نيران كثيفة للغاية من البر والجو والبحر باتجاه منطقة في مدينة رفح. وأسفر إطلاق النار عن مقتل أكثر من 150 فلسطينيا، إضافة إلى مقتل الجندي هدار غولدين، الذي ما زالت جثته محتجزة في قطاع غزة.

وقرر أفيك ألا تفتح الشرطة العسكرية تحقيقا في هذه المجزرة وعدم اتخاذ أي إجراء جنائي أو عسكري ضد الضباط الضالعين في المجزرة. وجاء هذا القرار رغم اعتراف أفيك بأنه استخلصت عبرا حول عيوب عسكرية عديدة، امتنع عن تفصيلها، في إطار التحقيق العسكري الذي أجراه جيش الاحتلال. ونشر جيش الاحتلال في حينه معطيات كاذبة حول الضحايا الفلسطينيين لهذه المجزرة، وقال أن عددهم قليل، بينما قال في بيان صادر عن الجيش اليوم إن عدد الشهداء المسلحين بلغ 42 مقاتلا وعدد الشهداء المدنيين وصل إلى 70 على الأقل.

يشار إلى أن المجزرة وقعت بعد ساعة واحدة من دخول تفاهمات وقف إطلاق نار حيز التنفيذ. وبحسب التفسير الإسرائيلي للهذه التفاهمات، فإنه كان بإمكان قوات الاحتلال القيام بدوريات في المنطقة التي اجتاحتها شرقي رفح من أجل الكشف عن أنفاق، وخلال ذلك اشتبكت قوة إسرائيلية تابعة للواء "غفعاتي"، بقيادة الضابط بينيا شرئيل، مع قوة تابعة لكتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، وقتل في الاشتباك شرئيل وغولدين وجندي آخر يدعى ليئيل غدعوني. وبعدها تمكن مقاتلو حماس من دخول نفق حاملين غولدين معهم.

ودخلت قوة صغيرة من "غفعاتي" إلى النفق في أعقاب مقاتلي حماس، لكن القوة الإسرائيلية لم تتمكن من إعادة جثة غولدين. بعد ذلك، أعلنت فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال عن تنفيذ نظام "حنيبعل"، وبدأت قوات "غفعاتي" بإطلاق نار كثيف تحت قيادة قائد اللواء حينها، عوفر فينتر، المعروف بأفكاره اليمينية المتطرفة. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه خلال المجزرة لم يكن معروفا له أن غولدين قُتل.

وكانت صحيفة "هآرتس" نشرت تحقيقا صحفيا، قالت فيه إن استخدام نظام "حنيبعل" خلال هذه المجزرة كان الأشد في تاريخ الجيش. وإلى جانب قوات "غفعاتي، توغل إلى المنطقة المأهولة في رفح قوة مؤلفة من 6 كتائب عسكرية ورتل دبابات ومدرعات بشكل سريع، بادعاء منع هروب مقاتلي حماس، أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية أكثر من ألف قذيفة مدفعية و240 قذيفة هاون، كما أطلقت الطائرات الحربية القنابل والصواريخ بصورة وحشية ضد عشرات المواقع. وفي ذلك اليوم دمر جيش الاحتلال قرابة 200 مبنى.

منظمات حقوقية محلية ودولية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالنظر في هذه المجزرة بعد تقديم تقارير وتحقيقات بشأنها إلى المحكمة، كما حقق فيها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

 

التعليقات