18/10/2018 - 18:55

مدير "بتسيلم" لمجلس الأمن: حان وقت العمل ضد الاحتلال

ألقى مدير عام "بتسيلم – مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"، المحامي حغاي إلعاد، خطابا أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك شرح فيه الأوضاع في الضفة والقطاع، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الاحتلال وممارساته

مدير

إلعاد في مجلس الأمن الدولي، اليوم

ألقى مدير عام "بتسيلم – مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"، المحامي حغاي إلعاد، خطابا أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الخميس، وأكد في نهايته على أنه "حان الآن وقت الفعل" من أجل وقف الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وإنهاء الاحتلال. ويعقد مجلس الأمن كل ثلاثة أشهر جلسة لمناقشة الأوضاع في الاراضي الفلسطينية.

وقال إلعاد في مستهل خطابه إنه "من الصّعب جدا، إن لم يكن مستحيلا، أن أنقل لكم الصّورة الكاملة للإهانة والغضب والألم التي يحسّها شعب تُسلب منه حقوق الإنسان طيلة أكثر من خمسين سنة. يصعب هنا في هذه القاعات التعبير بصيغ تنقل بدقّة معنى الحياة المكشوفة والمُستباحة التي يعيشها الفلسطينيون. ولكن مهما كان صعبًا وصف ذلك فإن المشقّة الحقيقيّة هي في المعيشة التي لا تُطاق - مجابهة مستمرّة على نحو يوميّ: الكفاح من أجل العيش ورعاية أسرة وتنمية مجتمع في مثل هذه الظروف".

وأشار إلعاد إلى خطابه السابق أمام مجلس، قبل سنتين، ليصف حياة الفلسطينيين وتنكيل إسرائيل بهم خلالهما. "منذ خطابي الأخير قُتل 317 فلسطينيا على يد قوات الأمن الإسرائيلية وقُتل 13 إسرائيليًّا على يد فلسطينيين. هدمت إسرائيل 294 منزلًا فلسطينيا وواصلت حملات الاعتقالات اليوميّة بما في ذلك اعتقال القاصرين. وخرب المستوطنون الإسرائيليون الحقول الفلسطينية وأبادوا آلاف أشجار الزيتون وشجيرات الكرمة وواصلت قوات الأمن الإسرائيلية اقتحاماتها العشوائية لمنازل الفلسطينيين في دُجى الليل أحيانا حيث تُفزع الأطفال من نومهم لكي تسجل أسماءهم وتلتقط صورا لهم. وأيضا خلال السنتين الأخيرتين خسر الفلسطينيون آلاف الساعات في طوابير الانتظار على حواجز التفتيش دون توضيح أي سبب. وهكذا يواصل الاحتلال مسيرته الروتينية دون عائق".

ولفت إلى أن "هذا الواقع يوصف في معظم الأحيان بعبارة ’الوضع القائم’ رغم أنّه لا شيء قائم ولا ثابت في هذا الواقع. إنها عملية محسوبة ومقصودة لتجزئة الشعب وتفتيت أرضه وشرذمة حياته: فصل غزة عن الضفة الغربية وفصل الضفة الغربية عن القدس الشرقية وتشظية بقية أراضي الضفة الغربية إلى جيوب منفصلة وإنشاء جدار يعزل القدس عن بقية أراضي الضفة الغربية. ما يتبقى في نهاية المطاف قطع منفصلة من الأسهل التحكم بها".

وأكد أن "لا شيء من هذا يجري عشوائيا. إنها سياسة ممنهجة. إثنان من أكثر الأمثلة وضوحا مؤخرا: ممارسات إسرائيل في مواجهة احتجاجات غزة الأخيرة والمخططات التي وضعتها لخان الأحمر التجمّع الرّعويّ الفلسطيني. أكثر من 200 شخص لا يفصلهم عن القدس سوى بضعة كيلومترات يعيشون في منطقة عزمت إسرائيل على تقليص الوجود الفلسطيني فيها لأجل توسيع المستوطنات... تدّعي إسرائيل أنّ لممارساتها شرعيّة قانونيّة: ألم تمنحها المحكمة العليا مصادقتها؟".

ووصف إعلاد قطاع غزة بـ"السجن المفتوح". وتطرق إلى مظاهرات مسيرات العودة، مشددا على أنه "خرج نزلاء السجن في الأشهر الستة الماضية محتجين على أوضاعهم بعد أن عانوا طيلة أكثر من عشر سنوات تحت وطأة حصار تفرضه إسرائيل، حصار أدى إلى انهيار اقتصاد القطاع وارتفاع حادّ في معدلات البطالة وتلوّث مياه الشرب وتناقص إمدادات الطاقة الكهربائية وفي نهاية المطاف أدى إلى حالة يأس عميق. منذ الـ30 من آذار/مارس الماضي، جُرح أكثر من خمسة آلاف فلسطيني بنيران إسرائيلية وقُتل أكثر من 170 بينهم 31 قاصرًا ومنهم أطفال صغار: مجدي السطري وياسر أبو النجا وناصر مصبح قُتلوا ولمّا يتجاوز أيّ منهم الـ11 من عمره. وكما في حالة خان الأحمر قررت محكمة العدل العليا في إسرائيل أن سياسات إسرائيل تجاه قطاع غزة ’قانونيّة’ في عدّة قضايا مختلفة منها شرعنة بعض أبعاد الحصار وشرعنة تعليمات إطلاق النار التي تبيح للقناصة الإسرائيليين مواصلة قنص المتظاهرين داخل القطاع من بعيد".

وشدد إلعاد على أن "المشكلة الوحيدة مع هذا كله هي أنه لا شيء منه في الواقع قانوني أو أخلاقي... وعلى عكس ما تدعي إسرائيل، لا علاقة لأي من هذه الأفعال والممارسات بالأمن".

وحول سعي حكومة اليمين المتطرف الحالية في إسرائيل إلى قمع المنظمات الحقوقية، قال إلعاد إن "المساعي الحثيثة لسن القوانين ضد منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية يلازمها جنبا إلى جنب المساواة بين رفض الاحتلال والخيانة. تصريحات حكومة إسرائيل قبَيل انعقاد جلسة مجلس الأمن اليوم هي مثال آخر مؤسف على روح العصر. ولذلك أتوجّه إلى رئيس الحكومة نتنياهو لأقول له التالي: لن تستطيع إسكاتنا أبدا لا نحن ولا آلاف الإسرائيليين الذين يرفضون الحاضر القائم على الفوقية والاضطهاد ويصرون على مستقبل قوامه المساواة والحرية وحقوق الإنسان. أنا لست خائنا ولست بطلا أيضا. الأبطال هم الفلسطينيّون الذين يتحملون هذا الاحتلال بشجاعة ومثابرة، الصامدون على أرضهم رغم علمهم أن وصول الجرافات مسألة وقت فقط".

وختم خطابه بالقوله إنه "أودّ أن نعود معا إلى خان الأحمر. الحاجة إلى خطوة فعلية في هذا الشأن باتت ملحة وعاجلة. وفيما تختبر إسرائيل تصرف المجتمع الدولي لترى بأية سرعة وإلى أي مدى سوف يتحرك، ما قد يحصل الآن في كل يوم في الخان الأحمر سوف يحدد مصير التجمعات الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية... وردت إسرائيل على ندائكم بمواصلة الاستعدادات للهدم والاقتلاع... أعضاء مجلس الأمن، لقد تكلمتم وقد جاءكم رد إسرائيل. أما الآن فقد حان وقت الفعل".

التعليقات