12/12/2018 - 13:15

سالفيني يتملق إسرائيل ويهاجم الاتحاد الأوروبي

نتنياهو يرحب بالوزير الإيطالي المعروف بمواقفه الفاشية، ويصفه بأنه "صديق كبير لإسرائيل" كما يطالب قوات اليونيفيل، التي يقودها ضابط إيطالي، بدور "قوي وصارم" لمنع حزب الله من القيام بعمل هجومي

سالفيني يتملق إسرائيل ويهاجم الاتحاد الأوروبي

نتنياهو وسالفيني (مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي)

وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف، ماتيو سالفيني، بأنه "صديق كبير لإسرائيل".

وفي اجتماعه مع سالفيني، المعروف بمواقفه الفاشية، في القدس، رحب نتنياهو بزيارته لإسرائيل، وقال إنه في الجولة التي أجراها، يوم أمس، على الحدود مع لبنان، رأى بنفسه الأنفاق التي يحفرها حزب الله.

وأضاف نتنياهو أن حفر الأنفاق هو "عمل هجومي واضح لحزب الله ضدنا، وضد تقاليد المجتمع الدولي"، على حد تعبيره.

كما قال إن المسؤولية تقع على عاتق قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في "منع حزب الله من تنفيذ عمل هجومي ضد إسرائيل"، مضيفا أن قوات اليونيفيل، التي يقودها الضابط الإيطالي، ستيفانو دل كول، يجب أن تقوم "بدور أقوى وصارم، وأنه في نهاية المطاف تقع المسؤولية على المجتمع الدولي.

هاجم وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف، يوم أمس الثلاثاء، وزارة الأمن الإيطالية والاتحاد الأوروبي وحزب الله، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في القدس خلال زياته إلى البلاد، حيث اتهم الاتحاد الأوروبي بالانحياز ضد إسرائيل.

وكان سالفيني قد صرح، لدى زيارته إلى حائط البراق (ما يسميه الاحتلال بـ"حائط المبكى")، أنه ملك للجميع. وردا على سؤال صحيفة "هآرتس" حول ما إذا كان الحائط هو جزء من إسرائيل رغم أنه جزء من "القدس الشرقية"، قال إن "هذا المكان هو ملك للجميع".

وكان قد تلقى سالفيني انتقادات في بلاده، بعد أن وصف عناصر حزب الله بأنهم "إرهابيون إسلاميون"، خلال زيارته للمنطقة الحدودية مع لبنان.

وكانت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، قد عقبت على تصريحات سالفيني بالقول إنها "تسببت بالحرج لإيطاليا، ومست بمكانتها كوسيط غير منحاز في المنطقة".

يذكر في هذا السياق أن إيطاليا تشارك في قوات الطوارئ الدولية في لبنان (اليونيفيل)، كما أن قائد اليونيفيل هو إيطالي.

وقالت الوزيرة الإيطالية إن "تصريحات سالفيني تضع جنودنا العاملين في الحدود الجنوبية للبنان في وضع صعب".

وردا على ذلك، هاجم سالفيني، في مؤتمر صحفي بالقدس، وزارة الأمن في بلاده، وقال "لا أفهم لماذا يتفاجأون لهذه الدرجة لأنني وصفت حزب الله بالإرهابيين الإسلاميين"، مضيفا أنه لا يعتقد أن حزب الله يحفر الأنفاق "من أجل القيام بمشتريات"، على حد تعبيره.

وردا على سؤال "هآرتس" بشأن نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس المحتلة، لم يجب بإجابة قاطعة، وقال إنه سيفكر بذلك عندما يكون في منصب يستطيع فيه اتخاذ قرار بهذا الشأن، مضيفا أنه الآن وزير داخلية وليس وزير خارجية.

وردا على سؤال بشأن عدم لقائه بممثلين فلسطينيين، أجاب سالفيني أنه سيفعل ذلك في زيارته القادمة.

كما هاجم سالفيني الاتحاد الأوروبي بشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وادعى أن موقفه غير متوازن، وزعم أن الاتحاد الأوروبي "يدين إسرائيل كل ربع ساعة".

كما زعم أن "جزءا كبيرا من معاداة السامية وإسرائيل في أوروبا مصدره الهجرة من الدول الإسلامية".

يذكر أن سالفيني، وهو من أشد المعارضين لاستيعاب مهاجرين، كان قد صرح، قبل وصوله إلى البلاد، أن "معاداة السامية المتصاعدة تتماشى مع التطرف الإسلامي". كما صرح أنه "ليس ملزما في كل مرة لتبرير زياراته لإسرائيل".

يذكر في هذا السياق أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، كان قد اجتمع مع سالفيني، وطلب منه أن يهتم برفع فعالية قوات الطوارئ الدولية، التي يقودها ضابط إيطالي، مقابل حزب الله، وأن تعمل على فرض قرارات الأمم المتحدة في المنطقة، مضيفا أنه "في المستقبل، لن يكون أمام إسرائيل خيارات سوى مهاجمة لبنان لتحييد حزب الله"، على حد قوله.

وكان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، قد صرح أنه لن يجتمع مع سالفيني. وبحسب مكتب الرئيس فإن ذلك يعود إلى جدول أعماله، علما أن ريفلين كان قد صرح خلال الشهر الجاري أنه "يجب عدم الترحيب بالحركات النيو فاشية".

أما رئيسة "ميرتس"، تمار زندبرغ، فقد صرحت، هذا الأسبوع، أن سياسة نتنياهو الخارجية تجر إسرائيل بشكل منهجي ومتواصل إلى تحالفات مع الشخصيات المريبة في السياسة العالمية على حساب الديمقراطية الليبرالية. وأنه "بدلا من الحرية والمساواة والحقوق، فإن نتنياهو يمد اليد لقادة فاشيين معادين للسامية وكارهين للأجانب".

التعليقات