17/03/2019 - 19:08

تقديرات إسرائيلية: منفذ عملية "أرئيل" مُدرب عسكريًا وعمل وحيدًا

رجحت التقديرات الأمنية الإسرائيلية الأولية، أن تكون عملية الطعن وإطلاق النار التي وقعت صباح اليوم، الأحد، قرب مستوطنة "أرئيل"، من تخطيط وتنفيذ "منفذ عملية واحد"، وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنه "بارد الأعصاب بشكل غير عادي وحازم"

تقديرات إسرائيلية: منفذ عملية

من مكان العملية (أ ب)

رجحت التقديرات الأمنية الإسرائيلية الأولية، أن تكون عملية الطعن وإطلاق النار التي وقعت صباح اليوم، الأحد، قرب مستوطنة "أرئيل"، من تخطيط وتنفيذ "منفذ عملية واحد"، وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنه "بارد الأعصاب بشكل غير عادي وحازم"، ورجحت أن يكون قد تلقى "تدريبًا عسكريًا".

وذكر المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن تقديرات الأجهزة الأمنية، تشير إلى أن المنفذ عمل وحيدًا، دون أن يكون مرتبطًا بخلية ساعدته على تنفيذ العملية أو الانسحاب من مكان تنفيذها، رغم أن العملية كانت مركبة ولا تشبه سابقاتها.

وبحسب بن يشاي، فإن المنفذ اقترب من مجموعة جنود تعمل على تأمين إحدى محطات الحافلات التي تقع عند مفرق مدخل مستوطنة "أرئيل"، فيما كان يخفي سكينًا في ثيابه حتى لحظة اقترابه من الجندي، حيث استل سكينه وطعنه طعنة قاتلة، واستولى على سلاحه وأطلق النار باتجاه الجنود الذين تواجدوا في المحطة.

وشدد بن يشاي استنادًا على أقوال مستوطنين تواجدوا في المحطة خلال تنفيذ العملية، أن المنفذ تلقى تدريبًا عسكريًا جيدًا، حيث تمكن من استخدام السلاح الذي استولى عليه مباشرة في إطلاق النار باتجاه جنود مستوطنين آخرين في الموقع.

وبحسب المعلومات، فإن المنفذ استقل مركبة صاحبها هرب منها قرب المحطة وقادها غربًا عدة كيلومترات باتجاه مفرق "جيتي أفيشار" جنوب نابلس، حيث أطلق النار على مستوطنين تواجدوا في محطة حافلات هناك، وتابع تقدمه حتى اقترب من المنطقة الصناعية الاستيطانية "بركان"، حيث شعر أن المركبة باتت تشكل تهديدًا عليه، فركنها على جانب الطريق، وتابع سيرًا على الأقدام.

ووفقًا لتقديرات أجهزة الاحتلال الأمنية، فإن المنفذ من المنطقة، حيث يعرف تفاصيلها كما يعرف المناطق والبيئة المحيطة جيدًا، ما مكنه من الاختباء والاختفاء عن قوات الاحتلال التي شرعت بمطاردته وأطلقت الرصاص الحي باتجاهات عديدة خلال عملية البحث، حيث ا أفادت وسائل إعلام فلسطينية، نقلا عن شهود عيان، بسماع أصوات إطلاق نار بسبب اشتباك بين جنود الاحتلال ومنفذي العملية في منطقة "بركان".

وادعى بن يشاي، أنه على الرغم من هذه الدلائل، فإن المنفذ ربما انتمى لإحدى الفصائل الفلسطينية وشاركه في التخطيط خليه تعمل في منطقة نابلس في الضفة الغربية، وربط بين العملية وبين استهداف الاحتلال الإسرائيلي ليلة الخميس- الجمعة الماضية، لمكاتب قيادة الضفة الغربية التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلال غارات الاحتلال على غزة.

وقتل جدي إسرائيلي، وأصيب آخران أحدهما في حالة حرجة جدا والآخر بجروح خطيرة، صباح الأحد، في عملية الطعن وإطلاق النار التي وقعت قرب مستوطنة "أرئيل"، وسط الضفة الغربية.

توظيف العملية في الدعاية الانتخابية

وسرعان ما شرعت الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في انتخابات الكنيست المقررة في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل، في محاولة لتوظيف العملية في الدعاية الانتخابية، علّها تنجح في استقطاب المزيد من الأصوات.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف (الليكود)، إن تحالف "كاحول لافان"، بقيادة بيني غانتس ويائير لبيد، سيتسبب في شن المزيد من العمليات ضد الإسرائيليين.

وادعت ريغيف في تصريحات صحفية، أن "غانتس ولبيد يسعيان إلى الاتفاق" مع قوائم الأحزاب العربية الذين "يرفضون إدانة الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين"، واعتبرت أن شراكة غانتس ولبيد- المزعومة- مع الأحزاب العربية "ستؤدي إلى وقوع المزيد من الهجمات"، على حد تعبيرها.

المركبة التي استخدمها المنفذ للانسحاب من موقع العملية (أ ب)

وسارع قادة تحالف الجنرالات "كاحول لافان "، وهم غانتس ولبيد وموشيه يعالون وغابي أشكنازي، إلى نشر بيان مشترك هاجموا فيه ريغيف.

وكتبوا على "تويتر": "لم يحدث في تاريخ إسرائيل أن استغل وزير مقتل إسرائيليين في هجمات، من أجل الدعاية الانتخابية حتى قبل دفن القتلى، احتراما للضحايا لن نرد بأكثر من هذا حاليا".

وفي تعليق إضافي، قال أشكنازي: "استمعت لأقوال وزيرة الثقافة (...) لم يتم دفن القتلى، وهي منشغلة في السياسة الرخيصة والرقص على الدماء... هذا عار"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

في حين كتب يعالون على "تويتر": "لم تجف الدماء (...) ومطاردة المنفذ لا تزال في أوجها، ووزيرة ‘قلة الثقافة‘ تستغل ذلك استغلالا سياسيا دنيئا بشعا وغير مسبوق".

وأضاف إن "بقي لدى (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو (الليكود) أية مسؤولية تجاه الدولة فعليه أن يطردها من حكومته".

كما هاجم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان (يسرائيل بيتينو)، نتنياهو قائلا إن سياساته "تمس بقوة الردع الإسرائيلية، فهجوم اليوم هو نتيجة مباشرة لسياسة استسلام الحكومة أمام غزة".

بدوره، رأى عضو الكنيست، المنشق عن الليكود، أورن حزان، أن "من يشجع العمليات هو نتنياهو.. يديه ملطختان بدماء القتلى والجرحى الإسرائيليين"، وتابع "من يدفع الأموال لحركة حماس، ومن يبحث عن الأعذار لتجنب المواجهة في غزة، عندما تطلق منها الصواريخ، هو من يتسبب بالهجمات علينا".

 

التعليقات