14/06/2019 - 18:09

ترامب ومهمة ضمان فوز نتنياهو... مرورًا بـ"صفقة القرن"

تشير تحليلات إسرائيليّة وأميركيّة إلى أن الإدارة الأميركيّة تنشغل منذ فشل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومته وحلّ الكنيست، بوضع خطة سريعة هدفها ضمان فوز نتنياهو بالانتخابات المقبلة.

ترامب ومهمة ضمان فوز نتنياهو... مرورًا بـ

نتنياهو وكوشنر وترامب (رويترز)

تشير تحليلات إسرائيليّة وأميركيّة إلى أن الإدارة الأميركيّة تنشغل منذ فشل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومته وحلّ الكنيست، بوضع خطة سريعة هدفها ضمان فوز نتنياهو بالانتخابات المقبلة.

ونقلت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، عن دبلوماسي غربيّ يقيم في واشنطن شهير بأنه "مختصّ بالشرق الأوسط قوله إن "نتنياهو، صديق الرئيس الأميركي وحبيبه موجود في ضائقة، وضمان مستقبله السياسيّ هو مهمّة ملحّة يقدّر البيت الأبيض أنه يمكن تحقيقها".

وبحسب الصحيفة، فإن فشل نتنياهو أثار حالةً من الذهول في البيت الأبيض، عبّر عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عندما صرّح، نهاية أيار/ مايو الماضي أنّ "نتائج الانتخابات شكّلت انتصارًا مطلقًا لنتنياهو. خسارة، إنه رجل كبير. الإسرائيليّون لا يحتاجون (هذه الانتخابات). لديهم ما يكفيهم من المشاكل".

غير أن ما يشغل ترامب، بحسب "معاريف"، ليس مصير نتنياهو فحسب، "لترامب قلق أكبر وملّح أكثر: بحسب ما يتم تداوله في البيت الأبيض، فإن نتنياهو إن خرج منتصرًا في الانتخابات المقبلة، فلن يتم الإعلان عن ’صفقة القرن’ قبل حلول تشرين ثانٍ/ نوفمبر المقبل. وهي مرحلة بداية الانتخابات التمهيديّة لرئاسة الانتخابات الأميركيّة"، ورغم أن هناك شكوكًا بأن ينافس أحد ترامب من داخل الحزب الجمهوري، إلا أن شعبية المرشح المحتمل عن الحزب الديمقراطي، جو بايدن، الآخذة بالازدياد، خصوصًا في أوساط المستقلّين، بدأت تثير قلق ترامب، خصوصًا في المناطق المحسوبة على الحزب الجمهوري، والتي حقّق فيها ترامب انتصارًا في الانتخابات الماضية.

ففي ولاية بنسلفينيا "المهمّة والمركزية"، بحسب وسائل الإعلام الأميركيّة، أعطت استطلاعات الرأي بايدن 52٪ من الأصوات، مقابل 45٪ لترامب.

شعبية بايدن تثير قلق ترامب (أ ب)
شعبية بايدن تثير قلق ترامب (أ ب)

وفي الانتخابات المقبلة، سيكون ترامب بحاجة إلى دعم الأنجليكانيين البروتستانت المحافظين، المعروفين بانحيازهم الواسع لنتنياهو، ويخشى ترامب أن يصوّبوا غضبهم تجاهه إن خسر نتنياهو، "لذلك في الأسابيع المقبلة، بدل أن ترى مباحثات للدفع بالسلام، سنرى جهودًا لضمان فوز نتنياهو".

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة قولهم إنّ "خطّة السلام (’صفقة القرن’) في صياغتها الأخيرة لن تكون مستندًا ينحاز مضمونه لإسرائيل فقط، إنما سيشكّل تسوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة ذكرت، مؤخرًا، أن صفقة القرن "تغيّر اتجاهها" وأن كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، "سيغّير مضمون الخطّة لمساعدة نتنياهو".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن هناك أهمية للقاء كوشنر ونتنياهو، غداة حلّ الكنيست، أكبر مما يجري تقديرها، "ووفقًا لمصادر في واشنطن، فإنّه اتفق خلال اللقاء على أن يبذل البيت الأبيض كل ما في وسعه لمساعدة نتنياهو على الفوز في الانتخابات المقبلة"، كما أن نتنياهو وكوشنر، بحسب "نيويورك تايمز"، ناقشا إمكانيّة "ضم هضبة الجولان".

وبدلًا من دفع نتنياهو للتنازل أمام الفلسطينيين، "فإن كوشنر، بعد لقائه نتنياهو، سيكون أمام ضغوطات لأن تكون خطّته منحازة للإسرائيليين أكثر"، بحسب "نيويورك تايمز"، التي أضافت أن "’صفقة القرن’ بدل أن تكون خطّة شجاعة وجريئة تطمح إلى وضع حدّ لعشرات السنوات من العداء بين الطرفين، فإنها ستكون أداةً لضمان مستقبل نتنياهو السياسي وللدفاع عن ترامب".

وبحسب الصحيفة، فإنّ "كوشنر خرج من لقائه نتنياهو مع جدول مواعيد واسع جدًا لنشر الخطّة، ومع مهمّة دبلوماسيّة ضيّقة جدًا".

وبداية شهر حزيران/ يونيو الجاري، نقل موقع "جيروزاليم بوست" عن السّفير الأميركي السابق في تل أبيب، دان شابيرو، قوله إنّه "كان واضحًا أثناء الانتخابات التي انتهت لتوّها أن نتنياهو لا يريد لخطّة السلام أن تعرض قبل انتهاء المعارك الانتخابيّة (المقبلة)، في حال كان عليه أن يوافق على شيء يدينه سياسيًا"، وأضاف شابيرو "أثناء مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي، عندما تكون الأمور غير مستقرّة، فمن المستحيل الدفع بعمليّة السلام... ما يعني أننا لن نرى خطّة السلام ليس قبل 17 أيلول/ سبتمبر، إنما ليس قبل نوفمبر، عندما تتشكّل حكومة جديدة".

لكن ذلك لا يعني، بحسب شابيرو، أن طرحها بات مؤكدًا في نوفمبر المقبل، "لأنه حينها، سيكون على ترامب التفكير كيف سيؤثر عرض الخطّة على مستقبله السياسي، خصوصًا إن طلب من إسرائيل التوصل إلى تسويات كبرى، ما سيفقده دعمه قاعدته التصويتيّة".

واستنتج شابيرو "لن نرى صفقة القرن هذا العام... وربمّا للأبد".

أمّا بخصوص ورشة البحرين الاقتصاديّة، فرجّح شابيرو أنها ستعقد، لكنّه قلّل من "تأثيرها المحدود"، معللًا ذلك بأنّه "لا أحد سيصرف أموالا حقيقيّة وسيكون داعمًا لخطّة اقتصاديّة ما لم ترافقها خطّة سياسيّة".

التعليقات