16/06/2019 - 15:00

مسؤولون أمنيون إسرائيليون يدعون نتنياهو لتطبيق تفاهمات مع حماس

بعث مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي برسائل إلى نتنياهو، دعوه فيها إلى تهدئة الوضع الأمني المتوتر في قطاع غزة، والدفع نحو تطبيق تفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصر، من أجل إزالة احتمال "صدام عسكري"

مسؤولون أمنيون إسرائيليون يدعون نتنياهو لتطبيق تفاهمات مع حماس

مواجهات عند السياج الأمني المحيط بالقطاع، أول من أمس (أ ب أ)

بعث مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي برسائل إلى رئيس الحكومة ووزير الأمن، بنيامين نتنياهو، دعوه فيها إلى تهدئة الوضع الأمني المتوتر في قطاع غزة، والدفع نحو تطبيق تفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصر، من أجل إزالة احتمال "صدام عسكري"، حسبما ذكر موفع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأحد.

وأضاف "واللا" أنه على الرغم من هذه الرسائل، التي جاءت بعد إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع وغارات إسرائيلية في غزة وإثر استمرار تظاهرات مسيرة العودة عند السياج الأمني المحيط بالقطاع، إلا أنه لا تلوح في الأفق بوادر لعقد مداولات جدية حول هذا الموضوع، رغم انعقاد المجلس الوزراي الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، اليوم.

واتهم المحلل العسكري في "واللا"، أمير بوحبوط، الذي يستمد معلوماته من ضباط في الجيش الإسرائيلي خصوصا، في تقريره، الحكومة الإسرائيلية بأنها تنأى بنفسها عن منطقة "غلاف غزة"، ولا تجري حوارا مباشرا مع السكان هناك "ولا تعترف بالحقيقة التي بموجبها: بالوتيرة الحالية – إرهاب إشعال الحرائق، البالونات الحارقة والمظاهرات العنيفة عند الحدود ستستمر حتى إشعار آخر طالما لا تكون هناك تطورات سياسية. وإلى حين يتم ذلك، سيبقى الجيش (الإسرائيلي) السفير والدرع الواقي السياسي الذي ينقل رسائل تهدئة إلى رؤساء البلدات والسلطات" في "غلاف غزة".

وترددت، اليوم، تقارير حول زيارة السفير القطري، محمد العمادي، وإجرائه محادثات في إسرائيل وقطاع غزة واحتمال إدخال المنحة الشهرية القطرية، بمبلغ 15 مليون دولار، إلى قطاع غزة. لكن بوحبوط أشار إلى أن قيادة حماس في قطاع غزة، برئاسة يحيى السنوار، تطالب بتطبيق تفاهمات، تم التوصل إليها بوساطة مصر، وتقضي بتوفير أماكن عمل بواسطة مناطق صناعية، تحسين البنية التحتية للمياه والكهرباء والصرف الصحي. "وهم معنيون أيضا ببدء محادثات حول ميناء وتصاريح خروج من قطاع غزة".

وأضاف بوحبوط أنه "بكلمات أخرى، حماس معنية بأن يقلص المستوى السياسي في إسرائيل من سياسة الفصل بين يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) وقطاع غزة مقابل وقف الإرهاب والعنف عند الحدود. لكن المؤسسة السياسية (الإسرائيلية) ليست ناضجة وليست معنية، في هذه المرحلة قبل الانتخابات في إسرائيل، بتوزيع هدايا على الفلسطينيين في غزة. وذلك خصوصا، فيما رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لا يتعاون وبإمكانه أن يهزّ أي قرار لا يمر من خلاله بواسطة عقوبات ووقف أموال الرواتب ودعم حكومي لدفعات المياه والطاقة".   

ورأى بوحبوط أن "السنوار يعرف قراءة الخريطة السياسية في إسرائيل بصورة جيدة، ويدرك أن نتنياهو سيواجه صعوبة بتوزيع هدايا في الوقت الحالي فيما تجري معركة انتخابية، لكن لا يبدو أنه بقي أمام قيادة حماس خيارات كثيرة. وأشهر الصيف الملتهبة دائما تسخن الأجواء في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بكل معنى الكلمة، والتخوف من انتقال الانتقادات الشعبية من حدو إسرائيل – غزة إلى قادة حماس ورموز الحكم بات ملموسا في الأشهر الأخيرة".   

وتابع بوحبوط أن "السؤال الأكبر هو كم من الوقت سيبقى نتنياهو مستعدا لامتصاص انتقادات شعبية حول الحرائق وتنقيط القذائف الصاروخية من غزة، واتباع توجه لا يبادر إليه وإنما يردّ عليه، بصورة مدروسة ومنضبطة. وحتى حسم الموضوع، ستكون الحكومة الحالية منشغلة بالأساس بكسب الوقت، وتتوقع أن القوات الميدانية ستعرف كيف تحتوي الأحداث التي تتفجر".

وخلص بوحبوط إلى أن قوات سلاح الهندسة التابعة لقيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلية أبطلت، مساء أمس، مفعول متفجرات ألقاها ناشطون فلسطينيون أثناء المظاهرات عند السياج الأمني، أول من أمس. "وهذا مؤشر على أن الواقع عند حدود القطاع بإمكانه أن ينقلب في أي وقت، وغذا لم يحسم المستوى السياسي ما الذي يريده حقا، باستثناء كسب الوقت، فإن بإمكان خطأ واحد صغير أو حدث واحد غير مألوف، أن يجر الجيش الإسرائيلي إلى أكثر من أيام قتالية".   

التعليقات