30/08/2019 - 17:26

أي طريق سلكت الطائرات الإسرائيليّة لقصف العراق؟

ثلاثة سيناريوهات: طائرات "إف 35" من فوق السعوديّة | مسيّرات من داخل العراق | مسيّرات من قواعد قوات سورية الديمقراطية في سورية

أي طريق سلكت الطائرات الإسرائيليّة لقصف العراق؟

نتنياهو وإف 35 (مكتب الصحافة الحكومي)

شنّت الطائرات الإسرائيليّة، خلال الأسابيع الأخيرة، هجمات على قواعد أو قوافل عسكريّة في العراق، آخرها يوم الأحد الماضي، بذريعة محاربة "نقل أسلحة من إيران إلى لبنان" و"منع تحوّل العراق إلى منصّة لانطلاق الهجمات ضدّ إسرائيل".

وتطرح الغارات الإسرائيليّة في العراق أسئلة عدّة، أبرزها عن نوعية الطائرات التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم، وما هي الطرق التي سلكتها هذه الطائرات.

وخلال الأسبوع الأخير برزت 3 سيناريوهات لنوعية الطائرات ومساراتها المحتملة.

السيناريو الأوّل: طائرات "إف 35" من فوق السعوديّة

هدّد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، منتصف تمّوز/ يوليو الماضي، أثناء استقبال طائرتي "إف 35" بشنّ هجوم جوّي على إيران، قال فيه إن "إيران تهدد مؤخرا بتدمير إسرائيل. يجب أن تتذكر إيران أن هذه الطائرات تستطيع أن تصل إلى كل مكان في الشرق الأوسط، وأيضا إلى إيران وبكل تأكيد إلى سورية، أيضا".

رسم توضيحي لعملية أوبرا (ويكيبيديا)
رسم توضيحي لعملية أوبرا (ويكيبيديا)

وتركت هذه التصريحات انطباعات أنّ الغارات الإسرائيليّة في العراق تنفّذ بواسطة طائرات "إف 35"، وما عزّز هذه الانطباعات تصريح لرئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) سابقا، ورئيس المعهد لدراسات الأمن القومي، عاموس يدلين، قال فيه إنه "من المنطقي استخدام طائرات شبح" مثل "إف 35"، "لأنّ الأميركيين لا يحبون أن تهاجم إسرائيل العراق، لأن ذلك يخلق لها مشاكل مع الحكومة العراقية".

أمّا أي طريق سلكت طائرات "إف 35" في طريقها إلى العراق، فلم يستعبد محلّل الشؤون الاستخباراتيّة في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، أن تكون هذه الطائرات حلّقت فوق السعوديّة.

فكتب ميلمان، في مقاله الأسبوعي في السادس عشر من آب/ أغسطس الجاري، "إن نجح طيّارو سلاح الجو في التحليق فوق السعوديّة لتنفيذ مهمّة قصف المفاعل النووي العراقي قبل 38 عامًا، فليس هناك ما يمنع فعل ذلك الآن، لأنه حسب التقارير الكثيرة في وسائل إعلام أجنبيّة هناك علاقات وطيدة جدًا بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتيّة الإسرائيليّة والأسرى الحاكمة في السعوديّة".

السيناريو الثاني: مسيّرات من داخل العراق

ما كان تسريبات وأسرارًا حتى الأسبوع الماضي، أكّدته صحيفة "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، بكشف مسؤولين أميركيين لها أن إسرائيل شنّت هجمات في العراق باستخدام طائرات مسّيرة.

واللافت هو ذكر المسؤولين الأميركيين أمرين، أولهما الأزمة بين الحكومة الإسرائيليّة وبين وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) حول هذه الهجمات، وثانيهما أن المسيّرات الإسرائيلية انطلقت من داخل العراق.

وبطبيعة الحال لا علاقات إسرائيلية مع العراق ولا تملك قواعد عسكريّة علنيّة هناك، ما يثير عددًا من الاحتمالات عن تعاون ميليشيات محليّة مع إسرائيل؛ أو استخدام سلاح الجو الإسرائيلي لقواعد عسكريّة أميركية أو أجنبية في العراق؛ أو حتى امتلاك إسرائيل لقاعدة سريّة داخل الأراضي العراقيّة.

السيناريو الثالث: مسيّرات من داخل سورية

سيناريو آخر نقله موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الثلاثاء الماضي، عن مسؤول في الاستخبارات العراقيّة، أن يعتقد أن هجمات المسيرات الخمس الأخيرة انطلقت من قواعد تتبع لقوات سورية الديمقراطية (تستند أساسا إلى مقاتلين أكراد).

السبهان في قواعد قوات سورية الديمقراطية (حسابه في تويتر)
السبهان في قواعد قوات سورية الديمقراطية (حسابه في تويتر)

وزعم المسؤول العراقي أنّ الغارات نفّذتها إسرائيل، بدعم سعوديّ "وتفهّمات" من قوات سورية الديمقراطيّة، بسبب أن "المسيرات الإسرائيلية لا تملك القدرة على الوصول إلى المجال الجوي العراق".

وقال المسؤول العراقي إنّ خطّة قصف القواعد العسكرية "نبعت" عندما زار الوزير السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، القواعد العسكريّة لقوات سورية الديمقراطيّة شماليّ العراق، في حزيران/ يونيو الماضي.

التعليقات