01/09/2019 - 23:20

هل انتهى رد حزب الله؟ وهل وقعت إصابات إسرائيلية؟

يطرح في إسرائيل التساؤل عما إذا كان حزب الله سيكتفي بالهجوم الذي نفذ عصر الأحد، بأربع قذائف صاروخية على موقع ومركبة عسكريين إسرائيليين، كما تطرح عدة تساؤلات بشأن مروحية إسرائيلية تنقل مصابين وحقيقة وقوع أو عدم وقوع إصابات

هل انتهى رد حزب الله؟ وهل وقعت إصابات إسرائيلية؟

صحافيون ولبنانيون قرب مارون الراس يراقبون القصف الإسرائيلي (أب)

يطرح في إسرائيل التساؤل عما إذا كان حزب الله سيكتفي بالعملية التي نفذها عصر الأحد، بقذائف صاروخية مضادة للدبابات على موقع ومركبة عسكريين إسرائيليين. وبينما لا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع لبنان وسورية، فقد عادت الحياة الاعتيادية إلى كافة المناطق الشمالية.

كما طرحت تساؤلات بشأن حقيقة وقوع إصابات في استهداف المركبة العسكرية الإسرائيلية، حيث تحدثت تقارير أولية عن وقوع "إصابات" (ليس "مصابين")، قبل أن تمنع الرقابة العسكرية أي نشر عن ذلك، خاصة بعد أن قال حزب الله إنه "قتل وأصيب من كان في المركبة العسكرية".

وفي وقت لاحق، سمحت الرقابة العسكرية، في ساعة متأخرة من مساء اليوم، بالنشر أن مشهد الطائرة المروحية العسكرية تقلع من مكان الإصابة متجهة إلى مستشفى "رامبام" في حيفا كان من قبيل الخداع، وإيهام حزب الله بوقوع إصابات حقيقية.

هل انتهى رد حزب الله؟

وضمن الأسباب التي تستدعي هذه التساؤلات هو إعلان حزب الله أن العملية تأتي ردا على على مقتل حسن زبيب وياسر ضاهر في غارة إسرائيلية استهدفتهما قرب دمشق. كما أعلن حزب الله أن العملية نفذتها مجموعات الشهيدين زبيب وضاهر.

وربما يكون هذا الإعلان ليس من قبيل الصدفة، خاصة بعد أن هدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بالرد على هجوم الضاحية بطائرات مسيرة إسرائيلية، ما يفتح الباب على احتمالات التصعيد مجددا، رغم رغبة جميع الأطراف بعدم دهورة الأوضاع إلى حالة حرب.

في المقابل، فإن إسرائيل، ورغم عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي في البلدات الحدودية، فإن الجيش يواصل البقاء في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع سورية ولبنان، تحسبا من تجدد المواجهات.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن مجموعة من عناصر حزب الله أطلقت 3 أو 4 قذائف صاروخية مضادة للدبابات من مسافة 4 كيلومترات، واستهدفت مركبة وموقعا عسكريين، ورد سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مصادر النيران، قبل أن تطلق المدفعية نحو 100 قذيفة باتجاه أهداف مختلفة، كما قصفت مروحية إسرائيلية مبنى.

وبحسب الصحفي والمحلل الإسرائيلي، أمير بوحبوط، فإنه لم يتضح بعد ماذا حصل، و"ما إذا كان حزب الله قد أظهر مستوى مهنيا منخفضا، أم أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية النوعية ومستوى المهنية في قيادة الشمال في الجيش الإسرائيلي كان لها تأثير على النتائج"، دون أن يستثني إمكانية "أن الطرفين بذلا جهودا لتجنب الانجرار نحو الحرب".

ويضيف أنه رغم الإعلان عن انتهاء "الحدث" في "أفيفيم"، إلا أنه بناء على تعليمات رئيس أركان الجيش، آفيف كوخافي، فإن الجيش يبقى في حالة تأهب مستعدا لكافة السيناريوهات إلى حين التيقن من الهدوء في المنطقة.

ولفت إلى أن حزب الله هدد بالرد على مقتل عناصره، قبل أسبوع، في سورية، إلا أن "حادثة واحدة"، على الأقل، لا تزال مفتوحة (الإشارة إلى هجوم الضاحية)، ولذلك فإن الجيش يبقى في حالة تأهب.

إلى ذلك، أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن، مساء السبت، عن تأجيل مناورة عسكرية واسعة النطاق بهدف الحفاظ على حالة التأهب، ما يعني أن ذلك كان بمثابة "مصادقة رسمية على أن حزب الله تمكن من تشويش جدول أعمال الجيش".

وكتب أن نصر الله يسعى بدوره إلى تغيير قواعد اللعبة، ومنع دخول طائرات الاستطلاع الإسرائيلية إلى الأجواء اللبنانية، التي تشكل مصدر قلق بالنسبة لحزب الله، حيث أن استمرار تحليقها في الأجواء اللبنانية يعني مدخلا للنشاط الإسرائيلي المتنوع، لا يقتصر على جمع المعلومات الاستخبارية، وإنما قد تصل حد الاغتيالات الموضعية.

وكتب أيضا أنه يطرح الآن السؤال بشأن خطوات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، القادمة، وما إذا كان سيكتفي بالهجوم على ’أفيفيم’ لإغلاق الملف، أم يوجد تفاصيل غير معروفة قد تبقي المنطقة في حالة غليان.

وبدوره يطرح التساؤل بشأن الرد على دخول الطائرات المسيرة الإسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، مضيفا أن "الطرفين اللبناني والإسرائيلي معنيين بالهدوء وعدم إشعال المنطقة".

وفي الإطار ذاته، تشي تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مساء اليوم، بأن العملية كانت هي الرد، حيث صرح أن "حزب الله استطاع أن يثبت معادلة القوة في لبنان"، مضيفا أن الحزب "يريد المحافظة على الردع وقواعد الاشتباك ونحن في الخط المنصور قولًا وعملا"، وأن "المقاومة أرغمت إسرائيل على قواعد اشتباك أدت إلى ردعها".

هل وقعت إصابات إسرائيلية؟

بينما تحدث حزب الله عن إيقاع إصابات وقتلى في استهداف المركبة العسكرية الإسرائيلية، وتحدثت تقارير إسرائيلية عن وقوع "إصابات"، وليس "مصابين"، منعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بداية أي نشر عن وقوع إصابات.

ولاحقا سمح بالنشر أن الجيش أجرى عملية خداع لإيهام حزب الله بوقوع إصابات، شملت إخلاء جنود معصوبين إلى مستشفى "رامبام" في حيفا، بعد استهداف المركبة المدرعة، التي تستخدم كسيارة إسعاف، كما قام الجيش باستدعاء مروحية لنقل جنديين إلى المستشفى.

ونشر مستشفى "رامبام" بيانا قال فيه إنه استقبل جنديين. وبعد نحو ساعة نشر المتحدث باسم الجيش، رونين منليس، بيانا نفى فيه وقوع إصابات في وسط الجنود، ورفض التطرق إلى توثيق إنزال جنديين في مستشفى "رامبام" بمروحية.

وادعى منليس أنه ليس من قبيل الصدفة أن مرت نحو ساعة بين إعلان المستشفى عن استقبال مصابين، وبين إعلان الجيش عن عدم وقوع إصابات. ورفض الحديث عن تسلسل الأحداث.

وبعد بيان الجيش، أعلن مستشفى "رامبام"، في بيان بشكل غير متبع، أن الجنود الذين نقلوا بمروحية إلى المستشفى قد خضعوا للفحص، وتم تسريحهم لكونهم غير مصابين.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، رفض الجيش الحديث عن إمكانية أن الحديث عن عملية خداع لحزب الله أعدت مسبقا لتزويده "بصورة وضع" تجعله يرضى بأنه حقق الرد الذي يسعى إليه.

في المقابل، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها الإلكتروني أن "إخلاء الجرحى" إلى مستشفى "رامبام" كان عملية "خداع وحرب نفسية ضد حزب الله أعد لها مسبقا".

وأضافت أنه "تم صبغ الجنود باللون الأحمر، وجرى تعصيبهم، وأنزلوا من المروحيات بنقالات إسعاف. وبعد أن ساد الهدوء المنطقة الحدودية، تم تسريحهم من المستشفى".

يذكر أن البيانات الأولية بعد العملية تحدثت عن وقوع إصابات، ومنع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الوزراء من التحدث مع وسائل الإعلام، بعد أن نفى الوزير يوآف غالانت وقوع إصابات، بيد أن المسألة ظلت في حالة ضبابية ولم يعلن أي توضيح لمدة ساعة على الأقل.

وكتب مراسل "يديعوت أحرونوت" للشؤون الأمنية والعسكرية، يوسي يهوشوع، في تغريدة على تويتر أن أحد صواريخ "كورنيت" التي أطلقها حزب الله أخطأ مركبة كانت مليئة بالجنود.

وكتب أن الجيش الإسرائيلي لم ينشر عن عملية الخداع، مشيرا إلى أن الجيش سبق وأن مارسها من قبل إلا أن "أحدا ما أفسد ذلك".

وأضاف أنه كان في "الحدث" (عملية حزب الله) أمران مهمان جدا لا يعرفهما حزب الله أديا إلى هذه النتيجة الجيدة.

وبحسبه، فإن "الحظ هو الذي جعل صاروخ الكورنيت يخطئ مركبة كانت تعج بالجنود".

 

التعليقات