24/10/2019 - 23:29

"كاحول لافان" لنتنياهو: رئاسة الحكومة أولا أو تمثيل كتلة اليمين

مع انسداد أفق التوصل إلى مخرج للأزمة السياسية التي تواجهها إسرائيل بعد جولتين انتخابيتين لم تأتيا بنتائج حاسمة توفر أغلبية كافية في الكنيست لتشكيل ائتلاف حكومي، أشار تقرير صحافي إلى أن "كاحول لافان" تدرس تقديم عرض لليكود

(أ ب)

مع انسداد أفق التوصل إلى مخرج للأزمة السياسية التي تواجهها إسرائيل بعد جولتين انتخابيتين لم تأتيا بنتائج حاسمة توفر أغلبية كافية في الكنيست لتشكيل ائتلاف حكومي، ازداد التوقعات بالتوجه لانتخابات ثالثة، فيما أشار تقرير صحافي إلى أن "كاحول لافان" تدرس تقديم عرض لليكود، قد يقود إلى تسوية قد تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة.

وبعد نحو 24 ساعة من تكليف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلن، لرئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية اللاحقة، كشف تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أن الأخير يدس عرض تسوية على الليكود من شأنها أن تؤدي إلى انفراجة بالمشهد السياسي الإسرائيلي.

وقالت القناة إن العرض الذي يدرسه غانتس قبل عرضه على الليكود يقترح على نتنياهو التنازل عن أحد الشرطين الصعبين اللذين حددهما للمشاركة في حكومة تضم "كاحول لافان"، وهما أن يتولى رئاسة الحكومة أولا بموجب اتفاق تناوب مع "كاحول لافان"، والشرط الثاني يتمثل بتمسكه بـ"كتلة اليمين" وإصراره على التفاوض باسم جميع مركبات الكتلة.

وبموجب مقترح التسوية الذي بدأ طاقم تفاوض "كاحول لافان" بالعمل على صياغته عقب تكليف غانتس، سيكون نتنياهو مخيرًا إما بالتخلي عن شراكته بـ"كتلة اليمين"، وتولي رئاسة الحكومة أولا، وإما القبول بحكومة وحدة واسعة مع "كاحول لافان" تضم شركائه في كتلة اليمين، على أن يتولى المنصب ثانيًا بموجب اتفاق تناوب مع غانتس.

 ولفتت القناة إلى أن الهدف من هذا العرض هو توجيه رسالة مباشرة لنتنياهو تدعوه للتخلي عن تعنته، والتنازل عن الشروط "التعجيزية" التي حددها للمشاركة في حكومة مع "كاحول لافان"، وأشارت إلى إدراك قيادات "كاحول لافان" أن تنازل نتنياهو عن أحد الشرطين ليس ضمانة لتشكيل الحكومة، وإنما مؤشرات على جدية نتنياهو وتمسكه بخيار الوحدة.

وأضافت القناة أن بالنسبة لـ"كاحول لافان" فإن تحقيق الشرطين اللذين وضعهما نتنياهو ليس ممكنا بأي حال من الأحوال، وبالتالي، فإن عرض من هذا القبيل، قد يبين نوايا نتنياهو الحقيقية في ما يتعلق بفرص تشكيل حكومة وحدة، ويبين كذلك مدى حرصه على إجراء انتخابات جديدة ثالثة بأي ثمن في أقل من عام.

يشار إلى أن نتنياهو اجتمع أمس بقادة كتلة اليمين، وجدد شراكته معهم، واتفقوا على أن الوزيرين ياريف ليفين زئيف إلكين يمثلان الكتلة في أية مفاوضات مستقبلية مع "كاحول لافان".

ورفض قادة الكتلة التي تضم الليكود (32 مقعدا) "يهدوت هتوراه" (7 مقاعد)، "شاس" (9 مقاعد)، "إلى اليمين" (7 مقاعد)، في وقت لاحق من مساء الأربعاء، الاجتماع مع طاقم مفاوضات "كاحول لافان"، وشددوا على أن طاقم مفاوضات الليكود، يجري المفاوضات باسم الكتلة مجتمعة.

ومع تكليف غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بات من الواضح أن المهمة ليست سهلة، وتكاد تكون شبه مستحيلة؛ وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي يوسي فيرتر، في صحيفة "هآرتس"، الخميس، أن احتمالات تشكيل حكومة ضئيلة، وتقترب من الصفر، ومن المؤكد أنه في حال تشكيلها ستكون أيامها قصيرة، وفي حال لم تتفكك كتلة اليمين، فإن غانتس لا يمكنه الاعتماد على أحد في تشكيل.

واعتبر أن غانتس وجه رسالتين في خطابه الذي ألقاه بعد تسلمه كتاب التكليف، الأولى تهديد لنتنياهو بأن الشعب سيحاسبه إذا وضع مصلحته الشخصية والقضائية قبل مصلحة الجميع في حال أصر على التناوب؛ والثانية موجهة إلى "الشريك الإستراتيجي"، أفيغدور ليبرمان، الذي تعهد مرة أخرى بتشكيل "حكومة وحدة ليبرالية".

وعن احتمالات إجراء مفاوضات مع "الليكود"، فإنه في حال أصر الأخير على التفاوض باسم 55 عضو كنيست (كتلة اليمين التي شكلها نتنياهو)، فإنه "لن يساوم على رئاسة الحكومة. وحتى لو رغب بذلك، فإن شركاءه، يائير لبيد وموشيه يعالون وغابي أشكنازي لن يسمحوا بذلك".

وتوقع فيرتر ألا يحصل أي تقدم في الأسابيع الأربعة الأولى، وأن التقديرات تشير إلى أنه ترتيب الأوراق قد يحصل بعد العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، مع انتهاء مدة تكليف غانتس، وفي المدة الزمنية التي تصل إلى 21 يوما الأخيرة، التي ستأتي بعدها الانتخابات المقبلة.

ويخلص إلى أن حكومة الأقلية التي سيجري الحديث عنها كثيرا في الأسابيع القريبة ستكون على الورق فقط، فاحتمالات تشكيلها ضئيلة لدرجة تقترب من الصفر. وفي حال تشكلت فإن أيامها ستكون "قصيرة وعاصفة ومريرة. وإذا لم تتفكك الكتلة اليمينية – الحريدية في الأيام الـ28 القريبة، فإنه لا يمكن لغانتس الاعتماد على أحد لتشكيل الحكومة إلا المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت".

 

التعليقات