27/10/2019 - 22:42

تشكيل الحكومة الإسرائيلية: "صمت إيجابي" قد يحدث تقدما

فيما لم يتحدث البيان المشترك الذي صدر عن "كاحول لافان" والليكود، بعد الاجتماع الذي أعقب اجتماع طاقمي المفاوضات للجانبين، عن تحقيق انفراجة في الأزمة السياسية غير المسبوقة في إسرائيل، لفت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تقدم محتمل وشيك في هذا الشأن.

تشكيل الحكومة الإسرائيلية:

(أ ب)

اجتمع رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، مساء اليوم، الأحد، برئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، لإجراء محادثات في محاولة لتشكيل ائتلاف حكومي، وذلك في أول محادثات مباشرة بينهما منذ أن كُلّف غانتس، بمهمة تشكيل حكومة، يوم الأربعاء الماضي.

وفيما لم يتحدث البيان المشترك الذي صدر عن "كاحول لافان" والليكود، بعد الاجتماع الذي أعقب اجتماع طاقمي المفاوضات للجانبين، عن تحقيق انفراجة في الأزمة السياسية غير المسبوقة في إسرائيل، لفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تقدم محتمل وشيك في هذا الشأن.

وجاء في البيان المشترك أن الطرفين تباحثا في إطار الخيارات السياسية القائمة. كما تم الاتفاق على أن فرق التفاوض ستظل على اتصال"، فيما أضاف أنه "من المتوقع عقد اجتماع آخر بين نتنياهو وغانتس" خلال الفترة المقبلة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي (كان) عن مقرب من غانتس قوله: إن الأخير ونتنياهو نجحا بـ‘تنظيف الطاولة‘ خلال اجتماعهما، وبناء نوع من العلاقة التي قد تساعد في وقت لاحق، مع استئناف المفاوضات بشكل مكثف".

وأشارت هيئة البث إلى أن "كاحول لافان" امتنعوا عن مناقشة كل القضايا التي تحدد علاقة الدين والدولة، وركزوا على الأمور التقنية التي تتعلق بالتناوب على منصب رئاسة الحكومة، بين غانتس ونتنياهو.

وفيما أعلن طاقمي التفاوض عن عدم حصول أي تقدم وعدم التوصل لتفاهمات، قالت كتلة "كاحول لافان" في ختام اجتماع مندوبيها مع مندوبي حزب الليكود، إن "الليكود استمر طوال الاجتماع بالإصرار على أنه يمثل كتلة اليمين المؤلفة من 55 عضو كنيست وليس مستعدا لأية مساومة في الموضوع".

بينما قال الليكود إن "مندوبي كاحول لافان رفضا مرة أخرى الموافقة على خطة رئيس الدولة والتعهد بعدم تشكيل حكومة أقلية". ويعني إصرار كل طرف على مواقفه أن المفاوضات تراوح مكانها. ورغم ذلك، في حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر من الطرفين، إن الجانبين اتفقا على مواصلة المفاوضات.

من جانبها، أشارت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، أن هذا اللقاء الأول الذي يجمع غانتس بنتنياهو منذ الانتخابات في أيلول/ سبتمبر الماضي، ولم تنته بتبادل علني للاتهامات، مشددا على أنه، رغم ذلك، لم يحصل أي تقدم عملي في الاجتماعين، وأن الطرفين اتفاقا على أمر واحد، وهو تجنب انتخابات ثالثة، وبناء على ذلك قرر الجانبان "مواصلة الاتصالات" وعقد جلسة إضافية.

وخلال اجتماع مندوبي الليكود و"كاحول لافان"، ناقش الطرفان الخطوط العريضة لخطة رئيس الدولة، بحسب القناة 12، ولفتت القناة إلى أنه بينما طالب الليكود بأن يكون نتنياهو أول من يتولى منصب رئيس الحكومة لمدة عام على الأقل، طلب مندونو "كاحول لافان" بفحص هذا الخيار، على ضوء التقدم بالإجراءات القانونية ضد نتنياهو.

وعرض الجانبان، خلال اجتماع طاقمي التفاوض، الخطوط الحمراء التي يصر عليها كل طرف. طالب مندوبو "كاحول لافان" بتولي غانتس منصب رئاسة الحكومة أولا بموجب اتفاق تناوب، كذلك طلب مندوبو الليكود، الذين شددوا على تمثيل كامل كتلة اليمين.

وذكر القناة أنه خلال الاجتماع خاض الطرفان نقاشات عميقة حول خطة رئيس الدولة (تقضي بتشكيل حكومة وحدة مع اتّفاق تناوب بين نتنياهو وغانتس، وفي حال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في قضايا فساد، ويتعذر عليه القيام بمهام منصبه، يتسلم غانتس مهام رئيس الحكومة، من دون أن يضطر نتنياهو إلى تقديم الاستقالة من المنصب)، فيما تمثلت المعضلة حول السؤال: "إذا ما تولى نتنياهو رئاسة الحكومة أولا، كيف سنحدد مدة بقائه في المنصب؟".

وبحسب القناة، فإنه في الليكود مصرون على أن يتولى نتنياهو منصب رئاسة الحكومة أولا لمدة لا تقل عن عام، إذ يعتقدون أنه "ليس لديهم مصلحة في الموافقة على صفقة تتضمن رئاسة نتنياهو للحكومة لمدة أقل من عام، بخلاف ذلك، يفضلون إجراء انتخابات جديدة قد تعيدهم إلى الحكم".

في حين، اعتبروا في "كاحول لافان" أن المشكلة لا تتمحور حول المدة التي قد يقضيها نتنياهو في رئاسة الحكومة بموجب اتفاق تناوب، وإنما ما قد يتمخض عن العملية القانونية ضد نتنياهو والقرار الذي سيصدر عن المستشار القضائي للحكومة في هذا الشأن، إذ وعدوا في "كاحول لافان" جمهور ناخبيهم على عدم المشاركة في حكومة يترأسها نتنياهو بعد توجيه لائحة اتهام ضده.

وأضافت القناة، أنه بينما وعد الليكود بضمانات تتمثل بسن تشريعات حول تنحي نتنياهو أو الإعلان أنه يتعذر عليه القيام بمهام منصبه، إذا ما قُدمت ضده لائحة اتهام، غير أن كل طرف تحصن في موقعه وظل مصرا على موقفه.

وأشارت القناة إلى أن أهمية كل اللقاءات التي جمعت نتنياهو بغانتس، تكمن في أنها أقيمت أصلا، غير أن أهمية لقاء اليوم تكمن في الصمت "الإيجابي" الذي تلاه، مشددة على أنه "هذه هي المرة الأولى التي تنتهي فيها المباحثات بين نتنياهو وغانتس دون تبادل للاتهامات".

وأضافت القناة أنه رغم إصرار كل طرف على موقفه، غير أن "مصادر من كلا الطرفين أكدت أن الاجتماع كان أفضل من أي اجتماع عقد حتى الآن".

وبحسب القناة، انتهى الاجتماع المباشر بين غانتس ونتنياهو، بـ"صمت إيجابي" والاتفاق على عقد جلسات تفاوض في الأيام المقبلة، ولفتت إلى أن هذا" لا يزال بعيدًا عن كونه النور في نهاية النفق، ولكن للمرة الأولى تعقد اتصالات أكثر إيجابية بين الطرفين، والتي لم تتمحور حول تبادل التهم حول هوية المسؤول عن انتخابات ثالثة قد تعقد قريبًا.

ويذكر أن مسألة كتلة اليمين، المؤلفة من الليكود والأحزاب الحريدية وكتلة "إلى اليمين"، كانت أبرز أسباب رفض "كاحول لافان" الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، بسبب معارضة واسعة في "كاحول لافان" للمشاركة في حكومة واحدة مع الأحزاب الحريدية.

وقالت "كاحول لافان" في بيان إن لقاء مندوبي الحزبين كان يهدف إلى "تنسيق مواعيد للقاءات أخرى بينهما في الأيام القريبة، لبحث احتمالات تشكيل حكومة ومناقشة خطوطها العريضة، وأن التفويض هو بأيدي رئيس كاحول لافان، بيني غانتس، ولذلك هو سيكون رئيس الحكومة".  

وقالت مصادر في الليكود إن مندوبه في المحادثات، الوزير ياريف ليفين، حذر خلال الاجتماع من تشكيل "كاحول لافان" حكومة أقلية تستند إلى دعم أحزاب عربية، مبررا ذلك بأنها "ستكون خطيرة بالنسبة لإسرائيل"، وأن "مندوبي كاحول لافان رفضا التعهد بعدم تشكيل حكومة أقلية خطيرة كهذه".

التعليقات