أزمة الصهيونية الدينية: دعوات للاتحاد خوفا من نسبة الحسم

بيرتس وبن غفير يعلنان وحدة ويدعوان سموتريتش، وبينيت يصر على خوض الانتخابات مستقلا مع شاكيد بـ"اليمين الجديد"، ونشطاء بارزون ينظمون عريضة للاتحاد، ويهددون بأن عشرات الآلاف سيصوتون لليكود إذا لم يحصل اتحاد كامل

أزمة الصهيونية الدينية: دعوات للاتحاد خوفا من نسبة الحسم

بينيت وشاكيد، العام الماضي (أ.ب.)

تواجه أحزاب الصهيونية الدينية، "اليمين الجديد" و"البيت اليهودي" و"عوتسما يهوديت"، أزمة في نتائج جولتي الانتخابات الأخيرتين للكنيست، وعلى ما يبدو في الانتخابات الثالثة، وتحاول هذه الأحزاب الخروج من أزمتها من خلال تحالفات بينها.

وأعلن رئيسا حزبي "البيت اليهودي"، رافي بيرتس، و"عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، عن خوض الانتخابات الثالثة للكنيست في قائمة واحدة، مثلما فعلا في انتخابات نيسان/أبريل الماضي، لكن بن غفير لم يدخل الكنيست حينها، ولم يتجاوز نسبة الحسم في انتخابات أيلول/سبتمبر. ودعا الاثنان حزب "الوحدة القومية"، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، إلى الانضمام للكتلة الجديدة. ويشغل بيرتس وسموتريتش مناصب وزارية في الحكومة الانتقالية الحالية.

وفي الانتخابات الماضية، تمكن "البيت اليهودي" من دخول الكنيست بفضل تحالفه مع حزب "الوحدة القومية" وحزب "اليمين الجديد" برئاسة نفتالي بينيت وأييليت شاكيد.

وقال بيرتس وبن غفير في بيان مشترك تحت عنوان "ملتزمون بالوحدة – ملتزمون بحكومة يمين"، إن "الانتخابات القريبة ستكون مصيرية بالنسبة لمستقبل دولة إسرائيل ولمعسكر اليمين خاصة، والجمهور متعب من الصراعات والخلافات ويريد وحدة في الصهيونية الدينية ومعسكر اليمين – ليس تطابقا (بالمواقف) وإنما وحدة. والطريق لإنقاذ حكومة اليمين تمر بتحالف جميع الأحزاب على يمين الليكود. ويحظر أن نصل إلى وضع لا يتجاوز فيه أحد الأحزاب نسبة الحسم ونتيجة لذلك يتم إلقاء آلاف الأصوات إلى السلة".

واعتبر بن غفير، الذي يمثل حزبه أتباع الحاخام الفاشي مئير كهانا، أن "التحالف بين عوتسما والبيت اليهودي سينقذ اليمين ويجلب 61 عضو كنيست لتشكيل حكومة يمين"، بعد أن فشل زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، بتحقيق أغلبية كهذه بعد جولتي الانتخابات السابقتين.

وفي سياق متصل، أعلنت شاكيد، أمس، أنها قررت البقاء في "اليمين الجديد" وخوض الانتخابات المقبلة من خلاله وتحت قيادة بينيت لهذا الحزب. واتفق بينيت وشاكيد على أن يعين كل منهما نصف قائمة الحزب للانتخابات. ويشار إلى أن "اليمين الجديد" بشكله الحال لم يتجاوز نسبة الحسم في انتخابات نيسان/أبريل، وتمكن من دخول الكنيست في الانتخابات الماضية بفضل تحالفه مع "البيت اليهودي" و"الوحدة القومية". لكن هذه القائمة انقسمت فور ظهور نتائج الانتخابات في أيلول/سبتمبر.

يصرّ بينيت على خوض الانتخابات المقبلة على رأس "اليمين الجديد" وعدم تشكيل قائمة واحدة لأحزاب اليمين، لأنه يريد البقاء رئيسا لهذا الحزب. وفي المقابل، حاولت شاكيد إجراء انتخابات داخل أحزاب اليمين، التي بادر إليها ناشطان بارزان في الصهيونية الدينية، هما إيتاي غرنيك ويوسف روسو، وفتحا صفحة خاصة في "فيسبوك" بعنوان "قوتنا بوحدتنا" ووقع على عريضة فيها بهذه الروح عشرات الآلاف.  

ونقلت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، اليوم، عن غرنيك قوله إن "الصهيونية الدينية موجودة في حضيض غير مسبوق. فقدنا الثقة بهذه الأحزاب وقررنا أنه لم تتحد وتجري انتخابات داخلية مفتوحة، فإننا لن نصوت لأي من أحزاب الصهيونية الدينية".

وأضافت كدمون أن سموتريتش وافق على هذه المبادرة، واشترط تنفيذها بموافقة شاكيد وبيرتس، وليس بن غفير فقط. وأيد بيرتس المبادرة من خلال منشور في "فيسبوك".

ويرفض بينيت هذه المبادرة. لكن غرنيك عبر عن ثقته بأن بينيت سيعود للانضمام إلى كتلة أحزاب الصهيونية الدينية بعد أن تظهر استطلاعاته أن "اليمين الجديد" لن يتجاوز نسبة الحسم. "ويوجد جمهور كبير يعتقد أنه لا مكان لحزبين على يمين الليكود. وإذا حصل هذا، فالأفضل أن نمنح أصواتنا لليكود".  

التعليقات