26/01/2020 - 13:49

ضغط العمل بين أسباب الانتحار: دعوة الأطباء لتلقي علاج نفسي

أقدم طبيب (37 عاما)، يتخصص في الأمراض الباطنية، على الانتحار في مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع، أمس السبت. وهذا الطبيب الرابع في المستشفى نفسه الذي يقدم على الانتحار، خلال السنة ونصف السنة الأخيرة

ضغط العمل بين أسباب الانتحار: دعوة الأطباء لتلقي علاج نفسي

مستشفى سوروكا (موقع "فيكيويكي")

أقدم طبيب (37 عاما)، يتخصص في الأمراض الباطنية، على الانتحار في مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع، أمس السبت. وهذا الطبيب الرابع في المستشفى نفسه الذي يقدم على الانتحار، خلال السنة ونصف السنة الأخيرة.

وعزا طبيب في المستشفى انتحار زملائه إلى ضغط العمل، وقال للقناة 12 التلفزيونية اليوم، الأحد، إنه "حدثت أربع حالات انتحار وستحدث حالات أخرى. الإدارة معزولة عن الواقع. ولا يوجد رد على الضائقة. وسوروكا هو أسوأ مكان في البلاد من حيث الازدحام وضغط العمل".

من جانبه، دعا رئيس رابطة الأطباء النفسيين في إسرائيل، الدكتور تسفي فيشل، الأطباء في البلاد إلى التوجه إلى علاج وعناية نفسية. "في قَسم الأطباء العالمي مكتوب أنه ’أتعهد أولا بالاهتمام بصحتي كي أتمكن من معالجة الآخرين’. وأحيانا ننسى هذا الأمر ولا نتلقى العلاج".

وأوضح فيشل، للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أنه "ينبغي أن يكون هناك تراكم لعدة أمور كي تدفع إلى الانتحار. والإنسان يولد مع بعض هذه الأمور، مثل الحاجة إلى الامتياز، التضحية، العمل في جميع الظروف، واستعداد أقل لتلقي العلاج بنفسك".

وقال فيشل إن أحد الأسباب الرئيسية للانتحار هي الاستنزاف من جراء العمل. "الاستنزاف الذي يسببه الضغط والانشغال بالأمور الإدارية وأمور تتجاوز المعالجة المباشرة. وهذا ضغط في العمل يقود إلى أن لا يكون هناك وقتا كافيا للتحدث مع المريض، وهذا يجعلك تخسر أمورا أخرى".

وأضاف فيشل أن الشعور بالفشل له تأثير على حالة الطبيب النفسية. "إننا نعتقد أنه ينبغي أن تكون هناك مرافقة نفسية بسبب هذه الحالات خصوصا. والطبيب يقف يوميا مقابل أشخاص يعجز الطب عن مساعدتهم، رغم محاولاته غير المنتهية لمساعدتهم. ولذلك، فإن المرافقة النفسية هامة، وينبغي إزالة الوصمة من جراء ذلك. وهذا لا يستوجب التوجه لعلاج نفسي كل أسبوع. وأنصح الجمهور أيضا بالتوجه إلى عناية نفسية. وينبغي خفض عدد حالات الانتحار في إسرائيل".

وحذرت رئيسة "كيرشام"، وهي منظمة الأطباء المتخصصين، الدكتورة راي بيطون، في رسالة إلى مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، موشيه سيمان طوف، من "الكارثة المقبلة"، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق "فورا، وغير منحازة، من أجل التدقيق في حالات الانتحار في سوروكا".

وأشارت بيطون إلى ضغط العمل والظروف التي يعمل فيها الأطباء الذين يتدربون على اختصاصات. "بالطريقة التي يعمل بموجبها جهاز الطب العام اليوم، يتم إلقاء معظم عبء العمل على الأطباء الذين يقومون بالتخصص، والذين يعملون بورديات تمتد إلى 26 ساعة وأكثر من 270 ساعة شهريا، تحت ضغط وعنف وصعوبة بالغة ولا يتلقون ردا نفسيا من الجهاز".

وتعقد إدارة مستشفى سوروكا اجتماعا طارئا، اليوم، للبحث في الخطوات التي ينبغي اتخاذها في أعقاب حالات انتحار الأطباء.

ويشار إلى أن حالات انتحار الأطباء في إسرائيل مرتفعة نسبيا. ودلت معطيات سابقة، وغير دقيقة، على انتحار 50 طبيبا خلال 15 عاما، لكن هناك معلومات عن انتحار أطباء آخرين. وللمقارنة، فإن طبيبا واحدا ينتحر كل يوم في الولايات المتحدة.

التعليقات