03/06/2020 - 12:22

جنود إسرائيليون نفذوا "تدفيع ثمن" وضباطهم تستروا عليهم

الجنود من وحدة في لواء "غولاني" اعتدوا على سيارات وثقبوا إطاراتها في مخيم في نابلس، بعد حملة اعتقالات، وقائدهم أطلق يدهم لتنفيذ ذلك للانتقام من العرب بعد حادث طرق لقي ثلاثة جنود مصرعهم إثر اصطدام سيارتهم بشاحنة يقودها مقدسي

جنود إسرائيليون نفذوا

(وفا)

أكد تحقيق صحافي على انتشار ثقافة الكذب على الجمهور الإسرائيلي لدى قيادة الجيش الإسرائيلي ومحاولة طمس جرائم بحق الفلسطينيين يرتكبها جنودهم، ويكشف التحقيق الذي نشرت صحيفة "هآرتس" مقاطع منه اليوم، الأربعاء، أن قيادة كتيبة ولواء زعموا أنهم يجرون تحقيقا في اعتداءات ضد الفلسطينيين، لكن يتبين أن هذا لم يكن سوى تغطية على ممارسات جنودهم، الأمر الذي من شأنه تشجيع جنود آخرين على ارتكاب جرائم مشابهة.

وتطرق التقرير إلى قيام جنود من سرية لواء "غولاني" بحملة اعتقالات في قرية قرب نابلس، ليلة 15 – 16 شباط/فبراير العام 2018. وبعد انتهاء الاعتقالات، قام جنود الاحتلال بالاعتداء على سيارات في القرية وإلحاق أضرار بها، ثم ثقب إطارات سيارات، إضافة إلى تهديد مواطنين فلسطينيين تواجدوا في المكان. وقد تم توثيق كل ذلك بمقطع فيديو نُشر في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لاحقا.

ويتبين من التحقيق الصحافي أنه بعد علم قائد الوحدة العسكرية، غاي إلياهو، سعى مع جنوده إلى تنسيق إفاداتهم وتزوير وثيقة،، كما تبين أن ضباطا في لواء "غولاني" تجاهلوا الاعتداء على سيارات الفلسطينيين، الذي اعتبر أنه "تدفيع ثمن" على غرار الاعتداءات الإرهابية التي تنفذها جماعة "شبيبة التلال" الاستيطانية. وحسب التقرير، فإن إلياهو أدين وحكم عليه بالسجن في أعقاب هذا الاعتداء.

وكشفت الصحيفة أن إلياهو قرر تجاهل اعتداء جنوده بزعم أنه جاء انتقاما لمصرع ثلاثة من جنوده، قبل الاعتداء على سيارات الفلسطينيين بيومين، من جراء حادث طرق، حيث اصطدمت سيارتهم بشاحنة يقودها سائق فلسطيني من القدس، في شارع رقم 6.

ولم يتم إبلاغ قادة اللواء بداية عن اعتداءات الجنود، لكن في اليوم التالي وصل جندي من "الإدارة المدنية" إلى القاعدة العسكرية التي تواجد فيها الجنود المعتدين، طالبا التحدث مع قائد الكتيبة، شمعون سيسو، وأبلغه أن بحوزته توثيق صوره فلسطينيون ويظهر فيه الجنود أثناء اعتدائهم على السيارات في مخيم للاجئين في نابلس، ويظهر بوضوح قيامهم بثقب إطارات السيارات. وبعد ساعات قليلة تم نشر الموضوع في الإعلام بشكل مقتضب، وأن الجيش سيحثث في هذا الاعتداء.

وبعد أن أمر سيسو بالتحقيق في الاعتداء، وعلم إلياهو بتوثيق الاعتداء، اعترف الأخير وادعى أنه "الجنود شعروا أنهم بحاجة للانتقام منن العرب، لأن الشاحنة التي صدمت سيارة الجنود كان يقودها عربي من القدس الشرقية"، وانهم فعلوا ذلك من أجل "إفراغ غضبهم" حسب تعبيره. وأضاف "شعرت أن عليّ أن أسمح لهم بالتنفيس عن أنفسهم، وأردنا الانتقام على العملية" أي حادث الطرق.

وأضافت الصحيفة أنه بعد انتهاء التحقيق، تشاور سيسو مع عدد من ضباط كتيبة الدورية الراجلة في لواء "غولاني"، التي يقودها، وقرر ألا ينقل القضية إلى النيابة العسكرية وألا يعاقب إلياهو. ولم تكن نتائج التحقيق مطابقة لإفادات الجنود، ولم يظهر فيها أن عددا من الجنود شاركوا في الاعتداء وأن إلياهو أطلق يد الجنود للاعتداء بحرية.

وتابعت الصحيفة أن عددا من ضباط كتيبة الدورية الراجلة لم يشعروا بارتياح من معالجة الموضوع، وفي مرحلة معينة تم إبلاغ قائد اللواء، شلومي بيندر. "لكن في الأيام اللاحقة لم يظهر أي تغيير والأمور في الكتيبة استمرت كالمعتاد. ولم تصل أي رسالة من مكتب بيندر، الذي تمت ترقيته، بعد فترة قصيرة، إلى رتبة عميد وهو يقود اليوم الفرقة العسكرية 91".

وبعد محاولة ضباط وجنود السؤال عن مصير التحقيق العسكري، تلقوا رسالة مفادها أن "هذه القصة يجب أن تبقى داخل كتيبة الدورية الراجلة ولا توجد أي نية لمعاقبة أي جندي".

وعقّب الناطق العسكري الإسرائيلي على التقرير بالزعم أن "هذا حدث غير مألوف وخطير، ثقب جندي واحد إطارات سيارات من دون أن تكون هناك حاجة لذلك خلال نشاط عسكري. وبعد ذلك مباشرة تم التحقيق بالحدث منن جانب قائد الكتيبة وتقرر تعليق عمل الجندي من الأنشطة العسكرية وتوبيخ قائد الوحدة (إلياهو) لأنه لم يوقف الجندي عن فعلته. وبعد هذا الحدث جرى التشديد أمام الكتيبة كلها على خطورة الحدث، والتوضيح أن أفعالا كهذه سيتم التعامل معها بشدة في المستقبل".

لكن على الرغم من هذا التعقيب المليء بالأكاذيب، إلا أن الصحيفة قالت إن التحقيق الذي أجرته أكد أنه "لم يتم إبعاد أي جندي" عن الكتيبة.

التعليقات