26/06/2020 - 17:40

"أسطول الحريّة": التصدّي... والمجزرة

بين عامي 2008 و2010، نجحت سفن عديدة في كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة منذ العام 2007. وتمكّن ناشطو سلام عرب ودوليّون من الوصول لقطاع غزّة ونقل مساعداتهم.

تكريما لشهداء "أسطول الحرية" (أ ب)

بين عامي 2008 و2010، نجحت سفن عديدة في كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة منذ العام 2007. وتمكّن ناشطو سلام عرب ودوليّون من الوصول لقطاع غزّة وإيصال المساعدات إليه.

وأثار هذا الاختراق غضب الاحتلال الإسرائيلي، الذي قرّر في العام 2010 وقف أساطيل الحريّة، نظرًا لصداها الدولي وتحدّيها للحصار والانطباع الذي تتركه بأن الحصار غير محكم بالإضافة إلى الخشية من نقل أسلحة إلى القطاع بحرًا، بحسب ما ذكر موقع "واللا"، اليوم، الجمعة.

وأسفرت محاولة الاحتلال وقف أسطول الحريّة عن ارتكاب مجزرة على متن "مافي مرمرة" أدّت إلى استشهاد 10 ناشطي سلام أتراك.

ووفق الموقع، طلبت إسرائيل من تركيا منع أسطول الحريّة من الإبحار إلى القطاع بداية العام 2010، إلا أن تركيا رفضت ذلك نظرًا لسلمية الرحلات، رغم العلاقة الوطيدة حينها بين الجيشين التركي والإسرائيلي.

وكانت الخشية الرئيسيّة لدى ضباط الجيش الإسرائيلي أن التورّط أمام المدنيين على الأسطول قد تؤدي إلى تدخّل مستقبلي للجيش التركي لحماية أساطيل الحريّة عبر سفن عسكريّة تحمل صواريخ، بحسب موقع "واللا"، الذي أضاف أنّ سلاح البحرية الإسرائيلي أوصى للقيادة السياسيّة بتخريب سفن أسطول الحريّة، "إلا أن هذا المقترح رُفض"، رغم أن عددًا من سفن الأسطول تعطّلت خلال الإبحار إلى القطاع، إذ انخفض عدد السفن المُبحرة من 15 سفينة إلى 6 سفن، اقتربت في 30 أيار/مايو من المياه الإقليمية لقطاع غزة.

ورصد الجيش الإسرائيلي في الرابعة من مساء 30 أيار/ مايو، الأسطول، الذي كانت تبتعد سفنه عن بعضها البعض "لعشرات ومئات الأمتار فقط"، وهو ما وصفه ضباط سلاح البحريّة الإسرائيلي بأنه "أسلوب خطير، أُعدّ لمنع السيطرة" على الأسطول.

ربط حبل المروحية الأول (أ ب)
ربط حبل المروحية الأول (أ ب)

وفجر اليوم التالي، الحادي والثلاثين من أيار، اقتربت قوّة عسكريّة إسرائيلية تُقدّر بألف جندي مدجّجين بالسلاح من أسطول الحريّة، خصوصًا نحو كبرى سفنه "مافي مرمرة"، وعند الرابعة والنصف فجرًا، أُعطي الجنود الإسرائيليون الضوء الأخضر للسيطرة على السفينة.

ونظرًا للأمواج المرتفعة، تجمّع الناشطون على متن السفينة في الطابق العلوي الذي قرّر ضباط الجيش الإسرائيلي أن تربض مروحّيتهم فيه، بالتزامن مع محاولة جنود البحريّة الصعود إلى السفينة من البحر عبر سلالم خاصّة، إلا أن الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح لاقوا مقاومة ضارية من قبل الناشطين السلميين على متن السّفينة.

ووفقًا للرواية الإسرائيلية، قام ناشط يتهمه الاحتلال بالانتماء لـ"هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات" المعروفة باسمها المختصر IHH، بربط سلم الطائرة المصنوع من الحبال بالسفينة "بشكل يعرّض المروحيّة والمقاتلين للخطر"، وعندها قام أحد الجنود على الطائرة بإلقاء الحبل الآخر بسرعة فيما تمت حمايته بواسطة "غطاء" من القنابل اليدوية، وقفز نحو السفينة، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار المقاومة.

وقام الناشطون على متن السفينة بإحاطة الجندي الإسرائيلي "وهاجموه بالقضبان والسكاكين" وفق ما ذكر "واللا"، الذي أضاف أن إحدى ضربات الناشطين أدّت إلى "طيران الخوذة من عن رأس الجندي"، الذي قام بسحب سلاحه دون أن يتمكّن من إطلاق النار.

بموازاة ذلك، اقتربت سرية الكوماندور البحري 13 التابعة لبحريّة الاحتلال من جدار "مافي مرمرة" لجذب الانتباه عن المروحيّة، وقام أحد جنود الاحتلال بالقفز إلى سطح السفينة، قبل أن يتعرّض لإطلاق نار من أحد الناشطين.

وعندها، وفق "واللا" وصلت التعليمات من قيادة العملية بالانتقال إلى الرصاص الحيّ.

وفي الأثناء، تمكّن قائد الفقرة العسكرية في المروحيّة وأربعة جنود من القفز إلى سطح السفينة مع استمرار تصدّي الناشطين لاقتحامهم، فقام أحد جنود الاحتلال بإطلاق النار على الموجودين وقتل ستّة منهم.

ووفق موقع "واللا"، كل هذه الاشتباكات حصلت خلال دقيقتين فقط. وفي الساعة 04:32 أُلقي ثلاثة جنود مصابين بجراح خطيرة من السطح العلوي إلى الجزء السفلي من السفينة ونقلوا إلى بطنها، دون أن يعرف الضباط أن ثلاثة من جنودهم اختفوا.

وبدأت بعد ذلك بثلاث دقائق محاولة أخرى لاقتحام السفينة بحرًا، باستخدام الرصاص الحي، ورغم ذلك، لاقت محاولتهم مقاومة شرسة من الناشطين.

وحتى الساعة 04:46 لم يتمكن جنود الاحتلال من الوصول إلى قمرة القيادة لوقف السفينة، قبل أن تهبط على سطحها مروحية ثالثة عليها 15 جنديا، تقدّم قائدهم إلى قمرة القيادة، وخلال تقدمه قتل 4 ناشطين.

وفقط عند الساعة 05:04 تمكّن من الدخول إلى قمرة القيادة وأمر القبطان بوقف تقدّم السفينة نحو قطاع غزّة.

وفي هذه الأثناء، تقدّم قارب ثالث للسرية 13 من السفينة، وقام الناشطون بإلقاء المعدّات من السفينة عليه لعرقلة صعود مقاتلي الاحتلال إلى السفينة، لكنّ المقاتلين أطلقوا النار وأصابوا ناشطًا على متن السفينة، ليتمكن الاحتلال، بعد نصف ساعة من المقاومة الشرسة، من السيطرة على سقف السفينة.

وفقط بعد مرور نصف ساعة من اختفاء الجنود الإسرائيليين الثلاثة أدركت قيادة الجيش الإسرائيلي فقدانهم، ولاحظ الطاقم الذي جاء على متن القارب الأخير أن الجنود الثلاثة يُنقلون إلى مقدّمة السفينة، وقام جنود الاحتلال حينها باستخدام سلاح غير مميت تجاه الناشطين المحيطين بالجنود، قبل أن يقفز جنديّان منهم إلى البحر، وقبل أن يتمكن الاحتلال، لاحقًا، من استعادة الجندي الباقي، والسيطرة بالكامل على السفينة.

التعليقات