20/08/2020 - 11:32

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: ماذا يخفي نتنياهو أيضا في الاتفاق مع الإمارات؟

غضب في أجهزة الأمن الإسرائيلية من الطريقة "الملتوية" التي اتبعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للتستر على المحاور الأمنية التي ناقشها مع الطرفين الأميركي والإماراتي خلال المباحثات التي أفضت إلى الإعلان عن الاتفاق.

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: ماذا يخفي نتنياهو أيضا في الاتفاق مع الإمارات؟

نتنياهو وطائرة إف 35 خلفه في قاعدة جوية إسرائيلية (مكتب الصحافة الحكومي)

أثارت التقارير حول صفقة أسلحة محتملة تبيع من خلالها الولايات المتحدة طائرات إف 35 المتطورة إلى الإمارات، وذلك في سياق الإعلان عن التحالف الإماراتي الإسرائيلي برعاية أميركية، غضب أجهزة الأمن الإسرائيلية من الطريقة "الملتوية" التي اتبعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لإخفاء المحاور الأمنية التي ناقشها مع الطرفين الأميركي والإماراتي خلال المباحثات التي أفضت إلى الإعلان عن الاتفاق.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي، مساء الأربعاء، إن الإمارات مهتمة بشراء المقاتلات إف 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، وأضاف "يودون شراء الطائرات إف 35، سنرى ما سيحدث، الأمر قيد المراجعة".

ونقل المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، عن مصدر في الأجهزة الأمنية قوله: "بعد أن تبين أن مكتب رئيس الحكومة آثر السير في طرق خفية وملتوية بشأن القضايا الأمنية المحيطة بالاتفاق، اتضح أن هناك تحركًا آخر قد تم هنا دون إطلاع وزير الأمن ورئيس الأركان وقائد القوات الجوية".

وأضاف "لم تكن هناك مناقشات مركزة ومعمقة حول هذه القضية في المؤسسة الأمنية، بل كان هناك نوع من ‘الإحاطة المبطنة‘ وغير المباشرة للتهرب من المسؤولية من قبل رئيس الحكومة ومكتب رئيس الحكومة (في إشارة إلى مجلس الأمن القومي) والتي هدفت إلى إخفاء قضايا تقع في الأعماق الأكثر حساسية لأمن إسرائيل".

وأكدت مصادر في الأجهزة الأمنية أن المحادثة التي أجراها رئيس مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، مئير بن شبات، في الثاني من حزيران/ يونيو الماضي، مع قائد سلاح الجوي الإسرائيلي، عميكام نوركين، والتي تناولت الأفضلية العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، لم تتطرق صراحة إلى صفقة أميركية محتملة مع الإمارات لبيع طائرات إف 35.

وشدد أحد المصادر على أن المسؤولين في الأجهزة الأمنية يعتقدون أن "التصرف على هذا النحو واتباع هذا النهج يعزز من الشكوك حول وجود بنود أخرى (قضايا أمنية تضمنت اتفاق التحالف مع الإمارات) لا نعرف عنها شيئًا. كل عام هناك ما لا يقل عن 12 نقاشًا حول التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كان لا بد من مناقشة المسألة بعمق، المحادثة بين نوركين وبن شبات لم تكن كذلك".

ولفت مصدر آخر في الأجهزة الأمنية إلى أن نتنياهو اتبع نفس الطريقة (التلميح الذي اتبعه بن شبات خلال حديثه مع قائد سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي، لإسقاط المسؤولية عن الجهات السياسية بدعوى مشاركة المسألة مع الأجهزة الأمنية)، خلال حديثه مع وزير الأمن، بيني غانتس في هذا الخصوص.

وبحسب المصدر فإن نتنياهو بعث برسالة إلى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، حول مسألة بيع طائرات إف 35 والأسلحة المتطورة في 29 تموز/ يوليو الماضي، لكنه أطلع غانتس بصفه وزيرا للأمن على التفاصيل بعد ثلاثة أسابيع فقط.

كما أثار استياء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن نتنياهو وبن شبات أخفيا حتى الآن عن تعيين ملحق أمني – عسكري في أبو ظبي بموجب الاتفاق مع الإمارات، ولم يعلنا عن ذلك صراحة. فيما يشدد غانتس على أن هذا الملحق ومسائل أمنية، بما في ذلك "اتفاق عدم القتال" ستوكل إلى كادر خاص تابع لوزارة الأمن.

وأشار بوحبوط إلى حالة من القلق في صفوف قادة الجيش الإسرائيلي ومسؤولي وزارة الأمن بشأن احتمال إبرام إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صفقة تبيع من خلالها طائرات إف 35 للإمارات، وقلقون من ردة فعل البيت الأبيض إذا قدمت السعودية أو مصر أو الأردن طلبا لشراء أسلحة أميركية متطورة

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، إلى أن مناقشة نتنياهو هذه المسألة مع الأميركيين في ثلاث مناسبات مختلفة خلال الفترة الماضية، إحداها من خلال رسالة مكتوبة أرسلها إلى بومبيو، تشير إلى أن المسألة احتلت موقعا مركزيا خلال المباحثات التي أفضت إلى الإعلان عن التحالف الإماراتي الإسرائيلي.

إدارة ترامب سرعت المفاوضات مع الإمارات لبيع إف 35

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن إدارة ترامب سرّعت المفاوضات بشأن بيع الإمارات مقاتلات من الجيل الخامس طراز إف 35 وطائرات بدون طيار متطورة.

وأفادت الصحيفة بأن مسؤولي الإدارة الأميركية قدّموا في الأسابيع القليلة الماضية إحاطة للجيش الإماراتي عن الطائرة إف 35، لافتة إلى أن ذلك جرى على الرغم من شكوك ممثلي مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض حول الجدوى من اتخاذ مثل هذه الخطوة قبل إبرام الصفقة فعليا.

وأوضحت الصحيفة أن الصفقة لا تأتي كمكافئة مباشرة للإمارات على قبولها الإعلان عن التحالف السري الذي يجمعها بإسرائيل، لكن المسؤولين لا ينفون أن الزخم الجديد في قضية بيع الأسلحة - بعد سنوات من الطلبات من قبل الإمارات لشراء الطائرة المقاتلة والتي قوبلت بالرفض- مرتبط بالمبادرة الدبلوماسية الأوسع في إطار دفع دول عربية وخليجية للتحالف مع إسرائيل في مواجهة إيران.

ورغم ذلك، شددت الصحيفة على أنه حتى لو أعلن البيت الأبيض في عهد ترامب عن نيته بيع طائرات إف 35 للإمارات، فإن العملية سنستغرق من ست إلى ثماني سنوات ما يتيح لأي إدارة أميركية مقبلة، فرصة للتراجع عن الصفقة أو وقفها، علما بدون دعم الحكومة الإسرائيلية، من المستبعد أن يدعم الكونغرس إتمام مثل هذه الصفقة.

ولفتت الصحيفة إلى أن البيع المحتمل للطائرات تم ترتيبه بمساعدة كبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنر. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أنها "ستعمل دائما للحفاظ على ميزتها النوعية" العسكرية والتكنولوجية في المنطقة.

التعليقات