19/10/2020 - 10:00

تقرير: ارتفاع حاد بالتوجه لتلقي علاج نفسي بظل كورونا

أكثر من 80% من الأطباء النفسيين في القطاع العام وأكثر من 72% في القطاع الخاص يقولون إنه خلال فترة الإغلاق الثاني تزايدت شدة الوضع النفسي للمعالَجين. "كورونا النفسية تبقى فترة أطول بعد غياب كورونا البيولوجية"

تقرير: ارتفاع حاد بالتوجه لتلقي علاج نفسي بظل كورونا

أم تحاول الترفيه عن طفلها خلال فترة الإغلاق (أ ب)

يتلقى قرابة 165 ألف شخص في إسرائيل علاجا نفسيا في الفترات العادية، لكن منذ بداية جائحة كورونا سُجّل ارتفاع في عدد المعالَجين في خدمات الصحة النفسية في القطاع العام بنسبة 59% وفي القطاع الخاص بنسبة 47%.

وظهرت هذه المعطيات في استطلاع بمبادرة منتدى المنظمات من أجل الصحة النفسية العامة، بالتعاون مع جمعية "عيران" ودائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، وأجرى الاستطلاع معهد القدس لبحث السياسات، حسبما ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني اليوم،، الإثنين.

وشمل الاستطلاع قرابة 750 طبيبا نفسيا في الخدمات الصحية العامة والخاصة، وأظهر بشكل واضح التبعات النفسية في مواجهة المجتمع لفيروس كورونا.

واشتدت الأزمة النفسية خلال الإغلاق الثاني، حيث ذكر أكثر من 80% من الأطباء النفسيين في القطاع العام وأكثر من 72% منهم في القطاع الخاص أنه خلال فترة الإغلاق الثاني تزايدت شدة الوضع النفسي للمعالَجين، وبرزت لديهم أعراض هلع، توتر، كآبة، صعوبات اقتصادية، مشاكل عائلية وزوجية، وصعوبات ترافق وضع صحي.

ووفقا للتقرير، فإن قرابة 60% من الأطباء النفسيين أفادوا بارتفاع الحاجة إلى علاج نفسي خلال الإغلاق الثاني. وفي أعقاب ذلك،سُجل ارتفاع حاد بنسبة 61% للمتوجهين إلى علاج في الخدمات العامة. وفي المقابل، أفاد 51% طبيبا نفسيا في الخدمات الخاصة بارتفاع عدد المتوجهين لعلاج نفسي، بينما قال 21% إنه طرأ انخفاض على عدد المتوجهين. وأفاد 41% من الأطباء النفسيين بارتفاع عدد طلبات إيقاف العلاج.

وتعكس هذه المعطيات التأثيرات الاقتصادية لفترة كورونا، بحصول ارتفاع بالحاجة إلى علاج نفسي، إلى جانب تراجع القدرة على تمويل علاج كهذا في القطاع الخاص.

وأوضح الخبير النفسي ياردين مندلسون أن "المجتمع الإسرائيلي يواجه ضائقة نفسية تتعمق من إغلاق إلى آخر. وعلاج نفسي متاح ومجاني هو شرط ضروري لكي يواجه الاقتصاد الإسرائيلي الأزمة. وخسارة أن المسؤولين عن مواجهة كورونا لم يدركوا حتى الآن أهمية ضم طبيب نفسي إلى صفوفهم".

وأضاف أن "كورونا يغيّر وعينا. فعندما تكون هناك مصاعب اقتصادية، العلاج النفسي هو بين الأمور الأولى التي تتساقط من الميزانية العائلة والجمهور يتوجه إلى صناديق المرضى. وهناك يصطدم المتوجهون بجهاز ضعيف وانتظار متواصل لموعد العلاج".

وقالت المديرة القطرية لجمعية "عيران" (إسعاف أولي نفسي)، الدكتورة شيري دانيالس، إن "كورونا النفسية تبقى فترة أطول بعد غياب كورونا البيولوجية. وإلى جانب الحاجة لتطوير لقاح جسدي، فإن مهمتنا ينبغي أن تكون بناء مناعة نفسية. وبانعدام اليقين والسيطرة، اشتدت الضائقة الاقتصادية، العزلة وغياب الدعم أدى إلى ارتفاع مقلق في منسوب الضائقة والحالات الخطيرة، وبالنسبة للسكان في خطر، تكون العزلة قاتلة أكثر من أي فيروس".

وأضافت أن "الإغلاق يبعد الأفراد عن الجهات التي يستمدون منها في الفترات الاعتيادية الدعم والعزاء وتشكل بالنسبة لهم مرساة أمان. ومن إغلاق إلى آخر تضاءلت موارد المواجهة لقسم منا، بحيث أن الإغلاق الثاني جاء فيما لدينا موارد داخلية وخارجية متاحة أقل ومس بالشعور بالقدرة على مواجهة الوضع".

التعليقات