13/02/2021 - 18:48

تقديرات إسرائيلية: الغارات الإسرائيلية ستنتج ضغطا بين داعمي الأسد

قدّرت مصادر أمنيّة إسرائيليّة أنّ رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سيعمل على تسريع تهدئة وتيرة تموضع إيران و"حزب الله" اللبناني في سورية، نتيجة "حقيقة شعوره بقلّة الحيلة والضعف" تجاه الضربات الإسرائيلية.

تقديرات إسرائيلية: الغارات الإسرائيلية ستنتج ضغطا بين داعمي الأسد

أي دور لماهر الاسد في جنوبي سورية؟

قدّرت مصادر أمنيّة إسرائيليّة أنّ رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سيعمل على تسريع تهدئة وتيرة تموضع إيران و"حزب الله" اللبناني في سورية، نتيجة "حقيقة شعوره بقلّة الحيلة والضعف" تجاه الضربات الإسرائيلية.

وزعم المراسل السياسي لموقع "واللا"، أمير بوحبوط، اليوم، السبت، أن الأسد "لا يريد فقدان الجنوب، ولا يحبّ، بأفضل التعابير، الجهود التي يقوم بها ’حزب الله’ وإيران للسيطرة على ممتلكات الجيش السوري. لذلك، قبل عدّة أشهر، نقل شقيقه ماهر من الشمال إلى الجنوب".

ونقل بوحبوط تقديرات أمنية إسرائيليّة أن نظام الأسد "لن يوافق، مع الوقت، على الصدامات والضجيج اللذين ينتجهما ’حزب الله’ وإيران في جنوبي سورية، وسيحاول تقليصهما بطرق هادئة عبر إعادة السيطرة إليه"، وعدّت الأجهزة الأمنية نقل ماهر الأسد إلى الجنوب خطوة على هذه الطريق.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع لموقع "واللا"، اليوم، السبت، إن هذه الفترة "حسّاسة جدًّا، وإذا قرأنا الخارطة جيّدًا، سنستطيع التأثير على الواقع والدفع بمصالح إسرائيل"، وتابع "من المهمّ القول إن الواقع قد يتغيّر بسرعة ويفاجِئ. على الجيش الإسرائيلي أن يعود مستعدًّا – ليس فقط من الجبهة اللبنانيّة، إنما من الجبهة السورية أيضًا".

وادّعى المصدر العسكري الإسرائيلي أنّ الأسد منح الإيرانيّين أرضًا على شواطئ اللاذقيّة "تمكّنهم من الوصول إلى البحر المتوسّط. هذا مقلق جدّا وخطير".

وتزعم الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، وفق "واللا"، أنّ "كل اللاعبين في سورية يحاولون العمل كالمعتاد، لكنّهم يراقبون البيت الأبيض وينتظرون رؤية كيف سيعمل الرئيس جو بايدن، وما ستكون سياسته تجاه الشرق الأوسط عمومًا، وسورية خصوصًا".

وفي هذه المرحلة، نقل "واللا" تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة أن الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب من سورية، "وهذا خبر جيّد لإسرائيل. طالما أن الجيش الأميركي موجود في المنطقة، سيكون لذلك تأثير ليس فقط على الرئيس الأسد، إنما على الروس أيضًا، الذين، في هذه المرحلة، يتيحون الضربات الإسرائيليّة على أهداف لإيران و’حزب الله’ في سورية".

وكثّفت إسرائيل هجماتها في سورية خلال الأسابيع الأخيرة، أكبرها هجوم قبل أكثر من أسبوع، حيث هاجمت مواقع في دمشق والجولان.

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة الماضي، الهجمات الإسرائيلية في سورية، بأنها "معركة حقيقية في منطقة مطار دمشق".

وبدأ القصف الإسرائيلي قرابة الساعة 23:00 من مساء الأربعاء، بادعاء وصول شحنات أسلحة من إيران إلى سورية. "وبوجود علاقة أم لا، خرج هذا القصف إلى حيز التنفيذ بعد ساعات من محاولة حزب الله استهداف طائرة إسرائيلية بدون طيار في أجواء صيدا".

وحسب الصحيفة، فإن الهجوم الإسرائيلي في سورية "كان مركّزا وناجحا. وحلقت في الجو عشرات الطائرات"، فيما أطلقت الدفاعات الجوية السورية "أكثر من 30 صاروخ أرض – جو من أنواع مختلفة باتجاه الطائرات".

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا الهجوم السادس في سورية خلال الشهر الأخير"، مشيرة إلى أن كمية الهجمات هذه تأتي "ضد التموضع الإيراني في الدولة. فقد زاد الإيرانيون كمية الأسلحة المهربة إلى سورية بشكل كبير. وقسم من السلاح يبقى في دمشق، وقسم آخر يفترض أن يصل إلى حزب الله. وغاية هذه الهجمات منع وصول كميات وأنواع الأسلحة إلى مستويات كبيرة".

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن "إيران عادت إلى نقل أسلحة إلى سورية عن طريق الجو"، وأضافت أنه "في إسرائيل لا يستطيعون تأكيد أو نفي الاعتقاد بأن هذه الأنشطة مرتبطة بوجود رئيس أميركي جديد، جو بايدن".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة التي تبعثها إسرائيل إلى إيران من خلال هذه الهجمات هي أنه "سنهاجم أي شحنة أسلحة تصل إلى سورية. وسنمنع بأي ثمن إقامة حزب الله ثانٍ في سورية. وسنستمر بالهجمات والحفاظ على مصالحنا، وليس مهما أي إدارة موجودة في واشنطن".

وتابعت الصحيفة أن الهجمات حملت رسالة إلى النظام السوري أيضا، بحيث أنها "أوضحت لرئيس النظام بشار الأسد أنه ليس ’دمية’ وإنما لاعب نشط، سيدفع الثمن على الضيافة التي يوفرها للإيرانيين وعلى إطلاق الصواريخ باتجاه الطائرات (الإسرائيلية) التي حلقت في سماء دمشق".

التعليقات