11/03/2021 - 09:38

باردو: إسرائيل ليست قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية

رئيس الموساد السابق يؤكد أن الأرشيف النووي الذي سرقته إسرائيل "يشمل مواد عمرها أكثر من عشر سنوات. ليست مواد جديدة، رغم المحاولات لتصويرها كمواد جديدة. وهذه مواد كان قسم منها، وليس كلها، معروف لإسرائيل"

باردو: إسرائيل ليست قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية

نتنياهو يستعرض الأرشيف النووي الإيراني المسروق (مكتب الصحافة الحكومي)

قال رئيس الموساد السابق، تَمير باردو، إنه "يوجد إدراك منذ العام 2003 (في أعقاب غزة العراق)، أن المفاوضات هي المخرج للحدث (البرنامج النووي) في إيران. وليس استخدام القوة. والولايات المتحدة ليست مبنية لخطوة تستخدم فيها قوة واسعة الآن. والجميع يدرك أنه بقنبلة واحدة لا ينهون حدثا كهذا في إيران. ولا مجال للمقارنة بين الحدث العراقي أو السوري بالإيراني".

وأضاف باردو، الذي تحدث، أمس، خلال "مؤتمر الإستراتيجية والأمن القومي" الذي نظمته صحيفة "هآرتس"، أنه "إذا تصرفت إسرائيل كما ينبغي، فإني أعتقد أنه بإمكاننا الوصول إلى إطار تعاون مع الولايات المتحدة في السياق الإيراني. وإذا تلاعبنا، فربما لن نصل إلى ذلك. وتوجد لدولة إسرائيل قدرات دولة صغيرة. والأجدى أن نقف مكاننا".

وتأتي أقوال باردو على خلفية التهديدات التي تتعالى في إسرائيل حول هجوم عسكري إسرائيلي منفرد في إيران. وصرّح وزير الأمن، بيني غانتس، مؤخرا بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على تعديل الخطط العسكرية لهجوم كهذا، فيا هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بتوجيه ضربة لإيران من دون موافقة أميركية. وكان رئيس الموساد الأسبق، مئير داغان، قد منع في بداية العقد الفائت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، إيهود باراك، من شن هجوم في إيران، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم.

وأضاف باردو أنه "جرى تعاون رائع من أجل مكافحة إيران بين إسرائيل والولايات المتحدة. وجرت أحداث غير مسبوقة حتى العام 2012 -2013. وحصلت إسرائيل على تعاون مع الولايات المتحدة لم يكن موجودا أبدا من قبل".

وتابع "لكن إسرائيل لم تتعامل بالمثل مع الولايات المتحدة. ودخلت إسرائيل إلى استعدادات لخطوات نافذة (لشن هجوم). وأدركوا في الولايات المتحدة أن إسرائيل ستنفذ خطوة مستقلة. وقدروا أن إسرائيل لا يمكنها لوحدها القيام بذلك وأن ثمة احتمالا لفوضى عارمة في الشرق الأوسط سيضطر الولايات المتحدة إلى التدخل".

ومضى باردو أنه "فًرضت في تلك الفترة عقوبات عالمية على إيران. والاقتصاد الإيراني كان ينهار، وجميع أجهزة الاستخبارات في الغرب، وبضمنها الإسرائيلية، قدرت أنه بعد سنة ونصف السنة من العقوبات ستضع إيران في مأزق. وعندها، كان هناك بديلان، الانطلاق بسرعة إلى النووي الذي سيؤدي إلى رد فعل عسكري أميركي أو اتفاق أفضل".

(أ.ب.)

وشدد باردو على أن "الخطوات الإسرائيلية لم تسهم في هذه العملية. بل على العكس. لقد تسببت باتفاق جيد أقل من المتوقع. لماذا؟ لأن الأميركيين بكّروا المفاوضات مع الأميركيين من أجل منع هجوم إسرائيلي. وبسببنا لم تبدأ المفاوضات بعد سنة ونصف السنة. والأجدى ألا نكرر ذلك ثانية. والمفاوضات هي تسوية بين جانبين".

وقال باردو إنه لا يتعين على إسرائيل التحدث عن خيار عسكري. "إذا تكلمت، افعل. والكلام لا يضيف شيئا. والجميع يعلم أي أسلحة وقدرات بحوزة إسرائيل، وبضمنهم الإيرانيون. ومن يتكلم ولا يهاجم، يعبر عن ضعف. وإذا أرادت إسرائيل خطوة عسكرية، فلتنفذ. وبدلا من ذلك، إسرائيل تكلمت ولم تنفذ، وجعلت نفسها ضعيفة أكثر، بنظر الإيرانيين، ولكن بالأساس بنظر حليفاتها".

وحول سرقة الموساد للأرشيف النووي الإيراني، في العام 2018، لفت باردو إلى أن "الموساد أحضر أرشيفا نوويا يشمل مواد عمرها أكثر من عشر سنوات. ليست مواد جديدة، رغم المحاولات لتصويرها كمواد جديدة. وهذه مواد كان قسم منها، وليس كلها، معروف لإسرائيل، على إثر عمليات استخباراتية سابقة. واستنادا إلى هذه المواد جاءت العقوبات الأميركية (التي فرضها ترامب). ورغم ذلك، ما قاله نائب رئيس الموساد السابق، "أ"، صحيح. لقد فشلت دولة إسرائيل في إدارة الأزمة مع إيران وباتخاذ قرارات في الموضوع".

وخلال الندوة نفسها، قالت رئيس شعبة الأبحاث السابقة في الموساد، سيما شاين، إنه "في إسرائيل يكررون الأسلوب نفسه الذي لم ينجح بمنع اتفاق نووي في العام 2015، ويأملون بأن ينجح الآن. لماذا سينجح الآن؟ نحن دولة مقابل دولة دولة عظمى. وكان بحوزة إيران قبل الاتفاق 300 كيلوغرام يورانيوم مخصب، وبحوزتها اليوم ثلاثة أطنان وموقعي تخصيب. والسياسة لم تحقق هدفها. وترامب لم يكسر الإيرانيين. وهذه حقيقة".

وكشفت شاين أن "الإدارة الأميركية خلال ولاية أوباما طوّرت سلاحا خاصا لقصف منشأة فوردو في إيران. وهذا سلاح لقصف منشآت تحت سطح الأرض. وليس هذا وحسب، لقد بنت نموذجا لفوردو، وجربت هذا السلاح".

التعليقات