11/04/2021 - 15:32

هل يصعّد نتنياهو ضد إيران من أجل تشكيل حكومة؟

محلل: "قد يكون التصعيد الأمني القشة التي تقسم روح معارضة بينيت وسموتريتش، اللذين لا يزالان يمتنعان عن الانضمام إلى حكومة يطرحها نتنياهو"* الليكود يهاجم بينيت وأعضاء كنيست من شاس يعارضون ضمّه إلى الحكومة

هل يصعّد نتنياهو ضد إيران من أجل تشكيل حكومة؟

نتنياهو في المحكمة، الإثنين الماضي (أ.ب.)

هاجمت مصادر في حزب الليكود رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، على خلفية محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تشكيل حكومة جديدة. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الأحد، عن المصادر في الليكود قولهم إن بينيت يحاول كسب الوقت ولذلك هو ليس معنيا بإجراء مفاوضات حقيقية مع الليكود.

وأضاف المصادر المقربة من نتنياهو أنها متأكدة من أن تحالف الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، سينضمون إلى حكومة يشكلها نتنياهو ولن يُفشلوا تشكيلها. وقالت "كان" إن أقوال المقربين من نتنياهو تأتي على خلفية أقوال قياديين في "يمينا"، خلال نهاية الأسبوع الماضي، أن سموتريتش هو العقبة الحقيقية التي تمنع تقدم محادثات تشكيل الحكومة.

ورغم معارضته الشديدة لتشكيل حكومة برئاسة نتنياهو بدعم من القائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية)، كشف موقع "واللا" الإلكتروني، اليوم، عن أن سموتريتش استدعى استطلاعا داخليا حول إمكانية تشكيل حكومة كهذه من خلال امتناع القائمة الموحدة عن التصويت لدى تنصيبها في الكنيست.

ونقل "واللا" عن مصادر سياسية قولها إن أكثر بقليل من 50% من المستطلعين قالوا إنهم يفضلون حكومة كهذه إذا منع تشكيلها انتخابات خامسة. وعقب حزب الصهيونية الدينية مدعيا أن الأنباء عن استطلاع كهذا هي خدعة إعلامية، وأن "أي محاولة من أجل ممارسة ضغوط بطريقة كاذبة كهذه أو تلك من جانب جهات معنية بممارسة سياسة على حساب الصهيونية الدينية لن تنجح".

من جهة ثانية، قال نائب وزير الداخلية، يوآف بن تسور، من حزب شاس، لإذاعة "كول بَرَمّا"، اليوم، إنه تجري اتصالات مع رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، من أجل ضمه إلى حكومة برئاسة نتنياهو. "توجد اتصالات مع غانتس كي ينضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو. والسياسة هي فن المستحيل، وكل شيء وارد. والوزير (أرييه) درعي يجري الاتصالات لتشكيل الحكومة سوية مع نتنياهو، ونحن لا نتدخل. والقرار بشأن الاعتماد على القائمة الموحدة سيتخذ بموجب حسم مجلس حكماء التوراة".

ونفى "كاحول لافان" أقوال بن تسور، وقال في بيان مقتضب إن "هذا كذب مطلق. كاحول لافان يعمل من أجل تغيير نتنياهو وتشكيل حكومة مستقيمة. نقطة".

وقال عضو الكنيست يتسجاق بيندروس، من شاس، للإذاعة نفسها، إن "نريد (رئيس حزب "تيكفا حداشا" غدعون) ساعر وزئيف إلكين في الحكومة، لأن مواقفهما تجاه المحكمة العليا مشابهة لموقفنا. ولا يوجد احتمال لأن نجلس مع بينيت ولبيد (رئيس حزب ييش عتيد")، وفي هذه الحالة سنخدم الجمهور من المعارضة" في حال تشكيل المعسكر المناوئ لنتنياهو الحكومة. واضاف "سنشارك في حكومة يمين – حريديين، ولا نقاطع (رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور) ليبرمان ولبيد، لكن ليس بإمكاننا الجلوس في حكومة كهذه".

نتنياهو وغانتس في الكنيست، الثلاثاء الماضي (أ.ب.)

من جانبه، ألمح المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، إلى احتمال أن يحل نتنياهو المأزق السياسي من خلال تصعيد أمني مقابل إيران: "الهجمات المنسوبة لإسرائيل (تفجير في سفينة إيرانية، الأسبوع الماضي، واستهداف شبكة الكهرباء في منشأة نطنز، الليلة الماضية) تحدث في توقيت سياسي حساس. وقد يكون التصعيد الأمني القشة التي تقسم روح معارضة بينيت وسموتريتش، اللذين لا يزالان يمتنعان عن الانضمام إلى حكومة يمين التي يطرحها نتنياهو".

وأضاف هرئيل أنه "توجد هنا خلطة غير صحية من الاعتبارات الأمنية والسياسية. وتحدث هذه الأمور فيما ليس واضحا طوال الوقت مدى إنصات رئيس الحكومة إلى القضايا الأمنية الملحة، وفيما هو منشغل بالتطورات الكثيرة في محاكمته".

بدورها، أشارت محللة الشؤون الحزبية في موقع "واللا" الإلكتروني، طال شاليف، إلى أنه "معروف عن نتنياهو أنه يؤجل القرارات الصعبة والخطوات الدراماتيكية حتى اللحظة الأخيرة، وهذه هي الآلية التي اتبعها طوال السنين والمفاوضات الائتلافية لتشكيل حكوماته".

وأضافت أن قلق نتنياهو يزداد، إذ تبقى له ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع من مهلة تشكيل الحكومة، وفي حال لم يتمكن من إنهاء هذه المهمة، فإنه قد يشكل المعسكر المناوئ له حكومة.

وتابعت أنه بعد جولة المحادثات الأولى، "انسدت كافة طرق نتنياهو عند محور بينيت – سموتريتش – ساعر، وحقيقة أنه في الليكود يدرسون سيناريوهات تستثنيه، هي سبب آخر لقلقه".

التعليقات