15/12/2021 - 22:00

رغم حظر دخول الأجانب.. إسرائيل سمحت بمواصلة "السياحة اليهودية"

كشف تقرير صحافي، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية سمحت بدخول مجموعات يهودية قدمت إلى البلاد في جولات سياحية استيطانية، على الرغم من حظر دخول الأجانب إلى البلاد نهاية الشهر الماضي، مع بدء انتشار متحورة "أوميكرون".

رغم حظر دخول الأجانب.. إسرائيل سمحت بمواصلة

سياح يهود في معصرة زيتون أثرية في خربة سيلون المهجرة (أ ب)

كشف تقرير صحافي، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية سمحت بدخول مجموعات يهودية قدمت إلى البلاد في جولات سياحية استيطانية، على الرغم من حظر دخول الأجانب إلى البلاد نهاية الشهر الماضي، مع بدء انتشار متحورة "أوميكرون".

وذكر التقرير الذي أورده موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني، أن الحكومة الإسرائيلية شكلت لجنة تضم ممثلين عن وزارات الصحة والخارجية والداخلية لتنظيم دخول الأجانب، في أعقاب قرار الإغلاق وفرض القيود على العائدين من الخارج وحظر دخول الأجانب.

وأوضح التقرير أن القرار شمل المجموعات السياحية التي عرفت طبيعة زيارتها بـ"السياحة اليهودية"، التابعة لمشروع "تاغليت" وغيرها من الجمعيات الاستيطانية والسياحية اليهودية، رغم الحظر المفروض على دخول الأجانب إلى إسرائيل.

ومشروع "تاغليت" الحكومي الإسرائيلي وغيره من المشاريع المماثلة، قائمة على جلب شبان من أصول يهودية إلى إسرائيل، في محاولة لتقريبهم من إسرائيل، وتشجيعهم على الهجرة إليها والخدمة في جيشها. وخلال هذه الرحلات، يزور المشاركون في هذه المشاريع، مواقع في البلاد، بينها مستوطنات في الضفة الغربية والقدس والجولان السوري المحتل، وينكشفون على الرواية الإسرائيلية حصرا.

من صفحة "تاغليت" في "فيسبوك"

وطلبت اللجنة الحكومية المذكورة من أعضاء مجموعات "السياحة اليهودية" الخضوع للحجر الصحي لمدة ثلاثة أيام، والخروج منه فور الحصول على نتيجة سالبة لفحص PCR لتشخيص الإصابة بكورونا، وهي نفس مدة الحجر التي فرضت على المواطنين الإسرائيليين العائدين من الخارج.

وكشف التقرير أن القرار الحكومي شمل رحلات "سياحية يهودية" من الأرجنتين والمكسيك وتشيلي وكوستاريكا وفرنسا والولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى أوكرانيا وروسيا، اللتان تم تعريفهما على أنهما دولتان برتقاليتان، وحذرت وزارة الصحة من أنهما قد تتحولان إلى اللون الأحمر قريبًا.

وبحسب التقرير، فإن قرار الحكومة الإسرائيلية بمواصلة "السياحة اليهودية" دون قيود، رغم حظر دخول الأجانب الذي دخل حيز التنفيذ نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، جاء بمبادرة وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، التي طلبت يوم الأحد الماضي، استثناء "السياحة اليهودية" من القرار، بدعوى أنها "مشاريع ذات أهمية قومية".

يأتي ذلك في ظل تقييد الحكومة الإسرائيلية الأنشطة السياحية المسيحية وفرضها القيود تزامنا مع فترة عيد الميلاد ورأس السنة؛ وأفادت "هآرتس" بأن الكنيسة المسيحية احتجت على التمييز بين الجماعات على أساس ديني.

وفي الوقت الحالي، لا تزال القيود سارية على السياح الأجانب الآخرين، وتم تمديدها لمدة أسبوع لتنتهي في الـ29 من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، بما في ذلك على الحجاج المسيحيون الذين يتوافدون عادة على مواقع مثل القدس والناصرة وبيت لحم، في الضفة الغربية المحتلة التي يقدسها المسيحيون باعتبارها مسقط رأس السيد المسيح.

وذكر التقرير أن مسؤولين كنسيين توجهوا إلى وزارة الصحة والخارجية بطلب للموافقة على دخول عشرات القساوسة والراهبات إلى البلاد، وذلك خلال فترة الأعياد، لكن طلبهم قوبل بالرفض.

وشدد مسؤول رفيع بالكنيسة، على أن هناك تمييزا بتعامل الحكومة الإسرائيلية، وقال: "ليست لدينا نية للمساومة، هناك قضية أساسية هنا، لماذا يحصل سياح ‘تاغليت‘ - وهم مواطنون أجانب - على مثل هذه المنحة، في حين أن الحجاج (المسيحيون) لا يحصلون على مثل هذه الفرصة؛ الفرق الوحيد هو أنهم (سياح تاغليت) يهود".

كما اعتبر مصدر في قطاع السياحة أن السماح بدخول مجموعات "تاغليت" رغم الحظر على دخول الأجانب، "يثير الشكوك حول اتخاذ الحكومة سياسات تمييزية على أساس ديني".

وقال الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إن المعاملة الانتقائية ترقى إلى مستوى التمييز ضد الحجاج المسيحيين.

وكتب على "فيسبوك" أنه "لا ينبغي أبدا قبول التمييز العنصري بأي شكل من الأشكال!... أحث السلطات الإسرائيلية على معاملة كل من يريد زيارة البلاد على قدم المساواة دون أي تمييز بسبب الدين".

وقال مسؤول بالكنيسة الكاثوليكية إن مسؤولي الكنيسة أصيبوا بالصدمة والغضب من القرار الإسرائيلي. وأضاف أن الكنيسة الكاثوليكية، إلى جانب طوائف أخرى، ناشدت وزارة السياحة الإسرائيلية السماح للحجاج المسيحيين بالحضور لقضاء فترة الأعياد في البلاد.

وأدى قرار حظر دخول البلاد إلى تدمير صناعة السياحة في البلاد. ويقول مسؤولون في بيت لحم، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على زوار عيد الميلاد، إن القيود أفسدت موسم الأعياد للعام الثاني على التوالي.

التعليقات