15/12/2021 - 09:35

معطيات: تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بتشجيع من الدولة

منظمات حقوقية: "عنف المستوطنين ليس ظاهرة جديدة. ويلاحظ بعد سنوات طويلة من عدم إنفاذ القانون تجاه المجرمين والدعم من جانب سلطات الدولة، أن هذه الظاهرة آخذة بالتصاعد، والمشاغبين يصعدون وتيرة الاعتداءات وخطورتها"

معطيات: تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بتشجيع من الدولة

مستوطنون يلقون حجارة على فلسطينيين بوجود قوات الجيش (أرشيف - وفا)

أكدت معطيات صادرة عن جهاز الأمن الإسرائيلي ومنظمات حقوقية، نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، على اتساع اعتداءات جماعات المستوطنين الإرهابية، وذلك خلافا لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، أمس، الذي زعم أنها "ظاهرة هامشية".

ووفقا لمعطيات جهاز الأمن، فإنه في العام الحالي تم توثيق 135 اعتداء ألقى فيه مستوطنون الحجارة باتجاه فلسطينيين، بينما كان عدد هذه الاعتداءات 90 في العام 2019. كما تم توثيق 250 اعتداء آخر في العام الحالي مقابل 100 في العام 2019.

وأشارت المعطيات إلى تزايد عنف المستوطنين ضد قوات الأمن الإسرائيلية، من 50 اعتداء في العام 2019 إلى 60 في السنة الأخيرة.

ووفقا لمنظمة "ييش دين" الحقوقية، فإنه تم توثيق 540 اعتداء للمستوطنين ضد فلسطينيين، في السنوات الثلاث الأخيرة، لكن الفلسطينيين قدموا 238 شكوى حيالها فقط إلى الشرطة الإسرائيلية بمساعدة "ييش دين". وجرى تقديم 12 لائحة اتهام فقط ضد مستوطنين في هذه الشكاوي.

وأفادت منظمة "بتسيلم" الحقوقية، التي تجمع معلومات حول اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وتوثق قسما منها، بأنه تم رصد تصعيدا بنسبة 28% في اعتداءات المستوطنين، حيث نُفذ 247 اعتداء في العام الحالي مقابل 192 في العام الماضي. وذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم، أنها طلبت من الشرطة معلومات حول عدد الملفات التي فتحتها ضد مستوطنين في العام الحالي.

ونقلت الصحيفة عن مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية قولهم إن اعتداءات المستوطنين مستمرة منذ العام 2000، وأنه يشارك في إلقاء الحجارة عليهم مجموعات تضم 20 – 30 مستوطنا، وأشاروا إلى التأثير البالغ لهذه الاعتداءات على الأطفال والنساء. وقال مصعب صوفان، من قرية بورين، إنه "في كل مرة نتصل بالشرطة، وهم يحضرون ويذهبون ولا يحدث شيئا".

وإثر تقاعس الشرطة الإسرائيلية وعدم التحقيق بجدية في الشكاوى، نقلت الصحيفة عن مواطنين فلسطينيين قولهم إنهم توقفوا عن تقديم شكاوي كهذه. وشرعت "ييش دين" بتوثيق الأسباب التي تجعل الفلسطينيين يمتنعون عن تقديم شكاوي في إطار مشروع "لا يشتكون".

وشملت المعطيات التي تم جمعها في مشروع "لا يشتكون" 416 شكوى من فلسطينيين. وتبين أن 43% من المشتكين قالوا إنهم غير معنيين بتقديم شكاوي إلى الشرطة الإسرائيلية، وعزا 51% ذلك غلى عدم ثقتهم بالسلطات الإسرائيلية، وقال 21% إنهم يتخوفون من الانتقام أو فقدان تصريح العمل، ولم يذكر 22% سببا. وقال آخرون إنهم يئسوا من إجراءات تقديم الشكوى أو أنهم موظفون في السلطة الفلسطينية، ولذلك لا يمكنهم تقديم شكوى في إسرائيل.

اعتداءات المستوطنين في القدس

وقالت مديرة دائرة الأبحاث في "ييش دين"، زيف شتهل، إن المنظمة رصدت تصاعدا في اعتداءات المستوطنين وخطورتها، في الأشهر الأخيرة، إلى جانب تراجع ملحوظ في استعداد الفلسطينيين لتقديم شكاوي في الشرطة الإسرائيلية.

وأضافت أنه "كما هو معروف، عنف المستوطنين ليس ظاهرة جديدة. ويلاحظ بعد سنوات طويلة من عدم إنفاذ القانون بشكل فعّال تجاه المجرمين والدعم من جانب سلطات الدولة، أن هذه الظاهرة آخذة بالتصاعد، والمشاغبين يكتسبون جرأة أكبر لتصعيد وتيرة الاعتداءات وخطورتها".

وأفاد تقرير نشرته حركة "سلام الآن"ن مؤخرا، بأن 63% من اعتداءات المستوطنين التي وثقتها "ييش دين" وقعت قرب بؤر استيطانية عشوائية. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن تصاعد هذه الاعتداءات مرتبط بالبؤر الاستيطانية العشوائية.

وأضاف المصدر الأمني أنه "طرأ ارتفاع في الجريمة القومية في منطقتي (مستوطنتي) يتسهار وشيلو، إن كان بإتلاف أشجار زيتون أو بإلقاء حجارة على سيارات فلسطينية عند مفترقات الطرق". وأضاف أن هذا التصعيد حاصل في منطقة جنوب جبل الخليل التي اقيمت فيها عدة بؤر استيطانية عشوائية و"مزارع زراعية" في السنوات الأخيرة.

وقال مدير عام "بتسيلم"، حغاي إلعاد، إن "الحديث عن اتجاه كهذا أو ذاك يمنع رؤية الصورة الكاملة. فهذا واقع دائم، ويحقق إنجازات إستراتيجية في سياق السيطرة على أراض فلسطينية. وهذا أمر تنفذه إسرائيل بعدة طرق، قسم منها منظمة بمصادقة المحكمة، وأحيانا يتم ذلك بالعنف الذي يحقق نتائج إستراتيجية".

وبيّن تقرير نشرته "بتسيلم" كيف تتسبب اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في مناطق أقيمت فيها البؤر الاستيطانية بإبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم وسيطرت البؤر الاستيطانية على هذه الأراضي. وشدد حغاي أنه "توجد هنا خدعة دعائية مريحة جدا للدولة. فالدولة وكذلك المستوطنين يريد سلب الأراضي من الفلسطينيين".

التعليقات