02/01/2022 - 23:19

القصف الإسرائيليّ بغزّة "محدود": غضب في جيش الاحتلال من التسريبات

التسريبات التي صدرت بشأن الهجوم الإسرائيليّ المُرتَقَب، والتي صدرت قبل تنفيذه؛ تسبّبت في "إغضاب عدد غير قليل من الضباط في الجيش"

القصف الإسرائيليّ بغزّة

خلال قصف الاحتلال في غزّة ("الأناضول")

ذكر تقرير صحافيّ إسرائيليّ أنّ إسرائيل "قبلت رواية" حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، بشأنّ التقارير التي أفادت بأنّ إطلاق القذيفتين من قطاع غزة، تجاه البحر قبالة مدينة تل أبيب، لم يكن عن قصد، وتم بفعل الأحوال الجوية الماطرة ونتيجة لخلل فنيّ، زاعمًا أن سلطات الاحتلال، فضّلت شنّ هجوم بسيط ومحدود على عكس الماضي. كما أشار التقرير إلى أنّ التسريبات التي صدرت بشأن الهجوم الإسرائيليّ المُرتَقَب، والتي صدرت قبل تنفيذه؛ تسبّبت في "إغضاب عدد غير قليل من الضباط في الجيش".

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ "واينت"، مساء الأحد، إنّ إعلان جيش الاحتلال عن القصف في غزّة، حاول أن يعطي للاعتداء على القطاع المحاصَر بُعدًا وثِقَلا، "أكثر بقليل من إمكانيّة الردّ التي اختارها القادة السياسيون"، وبخاصّة داخليًّا.

وذكر جيش الاحتلال في بيان أصدره في نحو الساعة الواحدة والنصف، بعد انتصاف ليل السبت، أنّ "طائرات ومروحيات مقاتِلة، هاجمت سلسلة من الأهداف في مجمّع صواريخ إرهابيّ تابع لحماس. إضافة إلى ذلك، هاجمت الدبابات مواقع عسكرية لحركة حماس على حدود قطاع غزة".

كما انتشرت مقاطع مصوّرة، بعد صدور البيان بساعتين، باللونين الأسود والأبيض، مُلتَقَطة من عدسة طائرة بدون طيار وأجهزة مراقبة، توثّق الهجوم، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن "هذه المقاطع تشبه هجمات مماثلة (نفّذها جيش الاحتلال) في الماضي، ولكن لا يبدو أن ما كان يحدث ( في المرات السابقة) يحدث في هذه المرة" كذلك.

خلال قصف الاحتلال في غزّة ("الأناضول")

وذكر التقرير أنه "بعد ساعات قليلة من إطلاق القذيفتين اللتين سقطتا في البحر قبالة (تل أبيب)، قدمت القيادة العسكرية لوزير الأمن (بيني غانتس) ورئيس الحكومة (نفتالي بينيت)، مجموعة من الخيارات لمهاجمة غزة".

وأشار إلى أن مجموعة الخيارات التي قُدِّمت إلى غانتس وبينيت؛ "لم تتضمن اغتيالات مستهدِفة أو أعمالا دراماتيكية"، بل هدفت إلى "إلحاق أضرار" بقدرات حماس العسكريّة، مثل الأسلحة المضادّة للدبابات، وغيرها.

وقال إن "المستوى السياسي اختار في النهاية هدفا واحدا في الواقع، وُصِف بـ’سلسلة أهداف’ (وهو) مجمّع تُنتج حماس فيه الصواريخ، وآخر تعرّض للهجوم في الماضي".

وأوضح أنّه في غضون ذلك، "نُشِرت تقارير عدّة بين الساعة 23:00 (الحادية عشر قبيل انتصاف ليل السبت) ومنتصف الليل، (تفيد بأنّ) هجوم الجيش الإسرائيلي قد بدأ بالفعل (حينها)، وهو ما لم يحدث بالفعل".

بينيت وغانتس ولبيد يتوسّطهما (المكتب الإعلامي للكنيست)

وتطرّق التقرير إلى تصريحات بينيت بشأن القذيفتين اللتين أُطِلقتا قبالة تل أبيب، عادًّا أن الأخير "ألمح إلى أنه يقبل ادّعاء حماس بأن الإطلاق كان غير مقصود، رغم أنه رفض المزاعم في غزة بأن الإطلاق كان بسبب البرق"، وذلك لأنه قال إنّ "موجِّه القذائف على تل أبيب، يجب أن يتحمل العواقب".

اقرأ/ي أيضًا | هدوء غزة "هش" والتصعيد مرتبط بجهود الوساطة والتصعيد في سجون الاحتلال

اقرأ/ي أيضًا | ليل غزة.. "تصعيد حذر"

وأشار التقرير ذاته إلى أنّ التسريبات الإسرائيلية "حول الهجوم المرتقب (والتي صدرت قبل أن يُنفَّذ)، أدت إلى ’نفخ البالون’ (مُصطَلَح يُشار به إلى تعاظُم أمر ما) وإغضاب عدد غير قليل من الضباط في الجيش... والنتيجة: هجوم من الجوّ على هدف وحيد، وعدد من مواقع حراسة حماس بالدبابات"، الأمر الذي عدّ التقرير أنه "مختلف جدا عن الحالات المماثلة في الماضي".

وصباح السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أُطلقا من غزة، وسقطا في عرض البحر المتوسط قبالة ساحل منطقة "غوش دان" وسط البلاد، التي تضم مدينة تل أبيب.

ولم تعلن أي جهة في قطاع غزة مسؤوليتها عن إطلاق أي صواريخ؛ فيما ذكرت تقارير أن فصائل المقاومة عزت إطلاق القذيفتين إلى سوء الأحوال الجوية.

ومنذ التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أطلقت خمسة صواريخ من غزة باتجاه أهداف إسرائيلية، بحسب ما جاء في التقرير السنوي للجيش الإسرائيلي الذي نشر في 28 كانون الأول/ ديسمبر.

وفي وقت سابق، رجحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد، وأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترفض الادعاءات بأن إطلاق القذيفتين لم يكن عن قصد.

وفي ساعة مبكّرة من فجر الأحد، شنّ الجيش الإسرائيلي، غارات على مواقع في غزة، قال إنها ردا على إطلاق صاروخين من القطاع، صباح السبت، سقطا في عرض البحر، قبالة تل أبيب.

وشنت مقاتلات إسرائيلية، نحو 10 غارات على موقع يتبع لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، غرب خان يونس (موقع القادسية)، وفق شهود عيان. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية، 4 نقاط مراقبة، تستخدمها قوات أمنية تتبع لحركة حماس في مراقبة الشريط الحدودي، شمالي القطاع، بحسب المصادر ذاتها.

وأطلقت قوات الدفاع الجوي التابعة لفصائل المقاومة صاروخين من طراز "سام 7"، تجاه مروحيات تابعة للاحتلال قبالة سواحل غرب مدينة غزة.

ولوحظ بعد إطلاق المقاومة نيران مضادة رشاشة تجاه طائرات الاحتلال، لجوء جيش الاحتلال لاستخدام المدفعية لقصف بعض المراصد التابعة للحركة حماس، قرب الشريط الأمني الفاصل.

ولم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع إصابات جراء الغارات.

التعليقات