17/01/2022 - 09:58

جهاز الصحة الإسرائيلي: خلاف حول فحوصات كورونا والحجر الصحي

الخلاف يأتي بعد دعوة رابطة أطباء صحة الجمهور لبينيت بتغيير التعامل مع وباء كورونا، وإعفاء المصابين بلا أعراض من الحجر. معارضوا هذا التوجه يصفونه بأنه عديم المسؤولية، إزاء انتشار كورونا الواسع

جهاز الصحة الإسرائيلي: خلاف حول فحوصات كورونا والحجر الصحي

طوابير طويلة لفحوصات كورونا السريعة في تل أبيب (أ.ب.)

يسود خلاف كبير بين المسؤولين في جهاز الصحة الإسرائيلي حول سياسة الحكومة لمواجهة فيروس كورونا، في أعقاب دعوات لتقليص عدد الفحوصات وأيام الحجر الصحي.

ويأتي هذا الخلاف في أعقاب دعوة رابطة أطباء صحة الجمهور لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت، في نهاية الأسبوع الماضي، بتغيير التعامل مع وباء كورونا، بحيث يتم إجراء فحوصات وإدخال إلى الحجر الصحي أشخاصا أصيبوا بالفيروس في حال ظهور أعراض المرض عليهم فقط، أو إذا كانوا ضمن مجموعة السكان في خطر، أو إذا كانوا يخالطون سكانا في خطر، وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين.

وأصيب بكورونا في الأيام السبعة الأخيرة أكثر من 282 ألف شخص، وتم إجراء قرابة 2.6 مليون فحص سريع و PCR. إلا أن الرأي السائد بين معظم الخبراء هو أن المعطيات حول الإصابات أقل من عدد الإصابات الحقيقي، الذي يصل إلى 100 ألف يوميا، بحسبهم.

وبسبب الأعباء على جهاز الصحة من جراء ارتفاع عدد مرضى كورونا بحالة خطيرة، والذي وصل أمس إلى 436، فإن مصادر في جهاز الصحة ترى أنه ينبغي تغيير شكل مواجهة جائحة كورونا.

ونقلت الصحيفة عن مدير كلية صحة الجمهور في جامعة بئر السبع، بروفيسور ناداف دافيدوفيتش، قوله "إننا نتواجد على ما يبدو في ذروة فترة تناقل العدوى، وفي موجة لم نشهد مثلها، حيث معامل تناقل العدوى مرتفع وهذا الأمر يتطلب إعادة التفكير في نظام الفحوصات والحجر الصحي، وفحص التكلفة مقابل النجاعة".

تطعيم بالجرعة الرابعة ضد كورونا في القدس (أ.ب.)

من جهة أخرى، أعلنت نقابة الأطباء رفضها لهذا التوجه واعتبرت أنه توجه غير مسؤول. وقال رئيس نقابة الأطباء، بروفيسور تسيون حغاي، إن بيان رابطة أطباء صحة الجمهور "يربك الجمهور وينقل رسالة مفادها أنه لا حاجة لإجراء فحص، وأنه في حال الإصابة بالفيروس فإن هذا ليس بالأمر الخطير. وإرسال رسالة كهذه خلال الموجة، وخاصة في ذروتها، إشكالي وعديم المسؤولية".

وأضاف حغاي أنه "لا نعرف حتى الآن معلومات كافية حول المصابين التي لا تظهر أعراض عليهم. كما أن هناك أدلة على أن مرضى ينقلون العدوى قبل يوم من ظهور الأعراض عليهم. وما زلنا لا نعلم شيئا عن ظاهرة لونغ كوفيد لمتحورة أوميكرون"أي ظهور أعراض لفترة طويلة تمتد لأسابيع أحيانا بعد الإصابة بالمتحورة.

وتابع أنه "من الجائز أن نصل إلى وضع يصاب فيه 50% من سكان الدولة بالعدوى، وعندها قد تتغير السياسة، ولكن تغيير السياسة في هذه المرحلة هو أمر لا يقبله العقل". كذلك تعارض رابطة أطباء الأمراض المعدية تغيير السياسة الحالية.

من جانبها، أشارت مديرة العلاج المكثف في مستشفى "إيخيلوف"، بروفيسور عيديت ماتوت، إلى أنه "خلال الشهر الحالي رأينا وأدركنا أن أوميكرون ينقل العدوى بشكل سريع لكن قدرتها على إلحاق ضرر ضئيلة. ولأسفي، بدلا من التعامل مع هذه المتحورة بالشكل الملائم، يضطر الأفراد إلى أن يكون محتجزين في بيوتهم، ونحن عمليا في نوع من الإغلاق والدولة توشك على الانهيار".

وقال مدير معهد أبحاث صندوق المرضى العام ورئيس طاقم الخبراء لمكافحة كورونا، بروفيسور ران بلتسر، إنه يعارض إلغاء الحجر الصحي عن مصابين بكورونا بلا أعراض "في هذه المرحلة على الأقل". وأوضح "أننا نرى الكثير من المرضى في حالة خطيرة، وخاصة بين مجموعة السكان في خطر، ويتوقع أن تستمر الارقام بالارتفاع إلى حد اقصى في الاسابيع القريبة. وآمل ألا نسير في أعقاب الولايات المتحدة، حيث عدد المسررين بالمستشفيات سجلوا رقما قياسيا منذ بداية الوباء. وليس معقولا تشجيع خطوات يمكن أن تسبب تصاعد تناقل العدوى".

رغم ذلك، أوعز وزير الصحة، نيتسان هوروفيتس، لمدير عام الوزارة، بروفيسور نحمان أش، بتقصير مدة الحجر الصحي من سبعة أيام إلى خمسة، على غرار الخطة التي صودق عليها في الولايات المتحدة. وجاء قرار هوروفيتس في أعقاب ضغوط مارسها وزراء خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس، وطالبوا بتقليص مدة الحجر الصحي وإعفاء الذين لا تظهر عليهم الأعراض من الحجر.

التعليقات