30/01/2022 - 11:30

إسرائيل تسعى لتحويل العلاقات مع تركيا من "جامدة" إلى "فاترة"

تقرير: الأمر الأساسي الذي برز في المداولات الإسرائيلية، هو "التشكيك في نوايا إردوغان"، و"التخوف المركزي"، هو أن الغاية من سعي إردوغان إلى تحسين العلاقات هي "مساعدته بإنقاذ بلاده من الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تواجهها"

إسرائيل تسعى لتحويل العلاقات مع تركيا من

إردوغان يبيبن تزايد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية (أرشيف - أ.ب.)

قال مصدر إسرائيلي مطلع، على خلفية لقاء مرتقب بين الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان، إن إسرائيل تسعى حاليا إلى تحسين جزئي لعلاقاتها مع تركيا، "وتحويلها من علاقات ’جامدة’ إلى ’فاترة’"، حسبما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد.

وبحسب الصحيفة، فإنه في إسرائيل يواجهون صعوبة في رسم اتجاه تقدم العلاقات مع تركيا في الفترة القريبة، وأن "التخوف المركزي"، الذي تعالى في مداولات مختلفة عُقدت في إسرائيل مؤخرا، هو أن الغاية من سعي إردوغان إلى تحسين العلاقات هي "مساعدته في إنقاذ بلاده من الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تواجهها"، وأنه "عندما تنشأ أزمة أخرى بين إسرائيل وتركيا، سينقلب التعامل التركي مع إسرائيل مجددا".

والأمر الأساسي الذي برز في هذه المداولات الإسرائيلية، التي جرت في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والموساد، وجرى خلالها التداول في إمكانيات تحسين العلاقات، هو "التشكيك في نوايا إردوغان".

ويظهر بوضوح أن إسرائيل تتحسب من مواقف إردوغان على إثر جرائمها بحق الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى نشوء أزمة بين الجانبين، في ايار/مايو العام 2018، عندما طردت تركيا السفير الإسرائيلي و"أهانته بتفتيش أمني" احتجاجا على استشهاد 61 فلسطينيا في قطاع غزة بنيران الجيش الإسرائيلي، ثم غادر السفير التركي تل أبيب.

هرتسوغ يصل أبو ظبي، اليوم (أ.ب.)

وأطلق إردوغان تصريحات، في الأشهر الأخيرة، عبر فيها عن موافقته على تحسين العلاقات مع إسرائيل، وتحدث مرتين مع هرتسوغ، هنأه في المرة الأولى بانتخابه رئيسا وعزاه في المرة الثانية بوفاة والدته.

وتحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، هاتفيا مع إردوغان ليشكره على إطلاق سراح زوجين إسرائيليين، زارا تركيا واعتقلا بشبهة التجسس، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. كما هاتف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، مؤخرا، بعد إصابة الأخير بفيروس كورونا.

وبحسب الصحيفة، فإن أداء إردوغان بالإفراج عن الزوجين الإسرائيليين، "وجهوده في الأسابيع الأخيرة في لجم خطوات لناشطي حماس في تركيا"، اعتبر في إسرائيل أنه "مؤشر إيجابي" على جدية إردوغان.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع على الاتصالات بين إسرائيل وتركيا، في الأسابيع الأخيرة، قوله إن "إردوغان يظهر مؤشرات إيجابية جدا في محاربة الإرهاب وأدائه مقابل ناشطي حماس في تركيا. وهذا أمر بالغ الأهمية، لأنه هذا أحد المواضيع المركزية بالنسبة لنا التي تردعنا من تحسين العلاقات، وهو أنه يستضيف تنظيما إرهابيا لديه".

ولم يعقب هرتسوغ بصورة علنية على لقاء قريب محتمل بينه وبين إردوغان، لكن بينيت قال في مقابلة معه، أول من أمس، إنه "لا أرفض اللقاء بين رئيسنا وإردوغان". وأضاف بينيت أنه متشكك تجاه النوايا التركية، لكنه أشار إلى أنه يفضل "اللعب في الملعب كله" من أجل التركيز على إيران. وتابع بينيت أنه "ليست لدي أوهام بالنسبة لتركيا، ورأيت ما حدث خلال الأزمات في غزة. ونحن نعرف هذا الحراك جيدا".

وقال مصدر إسرائيلي إنه بالإمكان فحص جدية إردوغان من خلال لقاء بينه وبين هرتسوغ. "ولقاء بمستوى رئيسين هو لقاء تناسبي. وهذه أداة بالإمكان استخدامها. فالرئيس هو شخصية رمزية وليس سياسية، وهرتسوغ يجري أصلا حوارا خاصا به مقابل الأتراك. وبالإمكان البدء بقناة كهذه وبعدها فحص التطورات والانعكاسات. وهذا سيجري ببطء".

وشددت مصادر إسرائيلية، في الفترة الأخيرة، على أن تحسين العلاقات مع تركيا لن يكون على حساب علاقاتها مع حليفتيها اليونان والقبرص. وقال مصدر إسرائيلي للصحيفة إن "أثينا ونيقوسيا لم تعبرا عن معارضتهما لتسخين العلاقة، وإسرائيل أوضحت لهما أن التعاون الأمني معهما سيستمر وأنهما أيضا تدفعان حوارا مع إردوغان".

التعليقات