04/02/2022 - 15:51

السفير الأميركي يلتقي كوخافي بعد اغتيال القرشي واستشهاد مسن فلسطيني

تقرير: الاستخبارات الأميركية تأكدت من مكان القرشي في مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، واغتالته فجر أمس* الأميركيون يحاولون إخفاء عدد القتلى بعملية الاغتيال، والمرصد السوري يقول إن عددهم 13، بينهم 4 أطفال

السفير الأميركي يلتقي كوخافي بعد اغتيال القرشي واستشهاد مسن فلسطيني

المبنى الذي تواجد فيه القرشي لدى اغتياله، أمس (أ.ب.)

التقى السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اليوم الجمعة، على خلفية اغتيال زعيم تنظيم "داعش"، أبو عبد الله الهاشمي القرشي، فجر أمس، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان". وأشارت الإذاعة إلى ان اللقاء جاء ايضا على خلفية مطالبة الولايات المتحدة بإجراء تحقيق جنائي في استشهاد المسن الفلسطيني أسعد عمر، بعد أن أوقفه جنود إسرائيليون واعتدوا عليه وتركوه في بيت مهجور في قرية جلجليا قرب رام الله. وكانت الولايات المتحدة أطلعت إسرائيل على عملية اغتيال القرشي قبل خروجها إلى حيز التنفيذ.

وجاء في تقرير لوكالة فرانس برس، اليوم، أن الاستخبارات الأميركية تأكدت، بحلول مطلع كانون الأول/ديسبمر، من أنّ الرجل الذي يسكن الطابق العلوي من منزل عادي في أطمة بشمال سورية ولم يغادر المبنى يوماً ولا يخرج سوى للاستحمام على السطح، هو زعيم تنظيم "داعش"، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وأطلع المسؤولون في الاستخبارات الأميركية الرئيس، جو بايدن، في غرفة العمليات في البيت الأبيض، على خياراته لشل حركة القرشي، أحد أهمّ الجهاديين المطلوبين في الولايات المتحدة.

ويقول المسؤولون الأميركيون إنه كان بإمكانهم بسهولة أن يستخدموا صاروخاً دقيقاً لقتل القرشي بعد أن حدّدوا دائرة وجوده، العام الماضي، قبل تحديد موقعه بشكل أكثر دقّة.

وصرّح مسؤول أميركي كبير للصحافيين، الخميس، أنّ بايدن اختار المسار الأخطر لتقليص إمكانية قتل المدنيين الذين يعيشون أيضاً في المنزل، المكوّن من ثلاثة طوابق والواقع وسط أشجار زيتون بالقرب من الحدود التركية.

وأضاف المسؤول أنّ الهجوم الذي شنّته وحدة كوماندوس، في ساعة مبكرة من فجر أمس، كان "معقداً بشكل لا يصدّق"، نظراً لوجود العديد من المنازل المجاورة ووجود العديد من النساء والأطفال في المبنى.

وزير الدفاع الأميركي ومسؤولون أمنيون يتابعون عملية الاغتيال أثناء حدوثها (أ.ب.)

وفي نهاية المطاف، عندما حاصرت القوات الخاصة الأميركية المنزل وطلبت من جميع من بداخله الخروج، فجّر القرشي نفسه مع زوجته وطفليه - وهي نتيجة كان الأميركيون يستعدّون لها لكنّهم كانوا يأملون ألا تحصل.

وقذف الانفجار "الهائل" العديد من الأشخاص من المبنى بمن فيهم القرشي، الذي عُثر عليه ميتاً على الأرض خارج المنزل، على حدّ تعبير قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، الذي أشار إلى أن "تحليل بصمات الأصابع والحمض النووي أكّد أنّه الحاج عبد الله"، مستخدماً الاسم الذي تطلقه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على القرشي.

وأجرت وحدة الكوماندوس تمرينات متكرّرة ودقيقة على العملية. وقد تدرّبت على كل السيناريوهات، من استسلام القرشي إلى اندلاع معركة بالأسلحة االنارية، وكان أحد الاحتمالات أن يفجّر القرشي نفسه.

وادعى مسؤول عسكري كبير أنّ "أحد مخاوفنا الرئيسية هو أن يقتل نفسه وينهار المبنى ويقتل كلّ من فيه". وأضاف أنّ فريق العملية تشاور مع مهندسين بشأن قوة المبنى الخرساني، وخلصوا "بثقة عالية" إلى أنّ الانفجار لن يؤدّي إلا إلى تدمير الطابق العلوي.

ويقع المنزل الذي كان القرشي يتوارى فيه ببلدة أطمة في محافظة إدلب، على بُعد 15 كيلومتراً فقط إلى الشمال من المكان الذي قتل فيه سلفه، أبو بكر البغدادي، نفسه في 2019 لتجنّب اعتقاله من قبل الولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة وضعت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يزودها بمعلومات تتيح اعتقال القرشي، عندما تولى قيادة التنظيم الجهادي. وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، تم إطلاع بايدن على الوضع، ليعطي الضوء الأخضر للعملية، يوم الثلاثاء الماضي. وجرت العملية بحسب الخطة، تقريباً.

وبينما كان بايدن ونائبته، كامالا هاريس، ومسؤولون آخرون يتابعون وقائع العملية في الوقت الحقيقي في غرفة العمليات، كانت مروحيات أميركية تحلّق فوق فرقة الكوماندوس التي حاصرت المبنى وحذّرت الجيران.

وأوضح المسؤول الكبير أنّ الفريق دعا الجميع إلى الخروج من المبنى. وخرج زوجان وأطفالهما يعيشون في الطابق الأول وتمّ نقلهم إلى مكان آمن. وبعد لحظات سمع دوي انفجار في الطابق العلوي أدّى إلى تدمير نصف المبنى بينما بقي الطابق السفلي سليماً. وبدأت الوحدة الأميركية التحرّك. لكنّ زوجين في الطابق الثاني تحصّنا في منزلهما وباشرا إطلاق النار على الجنود.

حطام المروحية الأميركية التي سقطت خلال عملية اغتيال القرشي، أمس (أ.ب.)

وقال المسؤول إنّ "القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية وزوجته قتلا"، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل عن هويتهما، موضحاً أنّ أربعة أطفال خرجوا من المبنى وتمّ نقلهم إلى مكان آمن.

وبعد الهجوم بقي السؤال مطروحاً عن إجمالي عدد الأشخاص الذين قتلوا خلاله. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سبعة مدنيين كانوا من بين 13 قتيلا سقطوا، وأنّ بين هؤلاء القتلى المدنيين أربعة أطفال.

وأكّد المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أنّ ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا، هم زوجة القرشي وطفلاهما. وفي الوقت نفسه، قال المسؤول العسكري الأميركي إنّه تم إنقاذ ثمانية أطفال وشخصين بالغين، لكنه أشار إلى أنّه لم يُعرف عدد الأطفال الذين كانوا في الطابق العلوي عند وقوع الانفجار، وأنّ الزوجين في الطابق الآخر رزقا بعدد أكبر من الأطفال.

وقال إنّ القوات الأميركية تعرّضت لنيران أطلقها مسلّحون محليون مجهولون خلال العملية. وردّت القوات الأميركية على مصادر النيران ما أدّى إلى مقتل شخصين على الأقلّ في حين لم يصب أي أميركي بأذى.

وعلى صعيد العملية، قال المسؤولون إنّ الخطب الوحيد الذي تخلّلها هو أنّ إحدى المروحيات التي كانت تنقل العسكريين إلى الموقع أصيبت بمشاكل ميكانيكية وهبطت في حقل قريب حيث تمّ تدميرها.

ويذكّر ذلك بالهجوم الذي جرى في العام 2011، على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في باكستان، حيث هبطت مروحية أميركية وكان لا بدّ من تدميرها بسبب التكنولوجيا الحسّاسة الموجودة على متنها.

التعليقات