18/02/2022 - 09:44

إسرائيل تحشد قوات كبيرة في القدس المحتلة وتوقعات بتصعيد بالضفة

بينيت عقد مداولات تقرر بنهايتها حشد قوات شرطة وحرس الحدود في الشيخ جراح والبلدة القديمة: "نخشى اشتعال الوضع بعد صلاة الجمعة". وتقديرات الجيش الإسرائيلي أن تصعيدا في الضفة خلال شهر رمضان، وترقب رد فعل حماس

إسرائيل تحشد قوات كبيرة في القدس المحتلة وتوقعات بتصعيد بالضفة

قوات حرس الحدود يعتدون على متضامنين في الشيخ جراح، الشهر الماضي (أ.ب.)

تتوقع أجهزة الأمن الإسرائيلية تصعيدا محتملا في القدس المحتلة، اليوم الجمعة، على خلفية الأحداث الأخيرة في حي الشيخ جراح وعدوانية المستوطنين والشرطة الإسرائيلية ضد سكان الحي، فيما تشير تقديرات في الجيش الإسرائيلي إلى أن هذا التصعيد سيمتد إلى الضفة الغربية، وسيكون واسعا، خلال شهر رمضان في نيسان/أبريل المقبل.

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، أمس الخميس، مداولات حول الوضع في الشيخ جراح. ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان" عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله إنه "نخشى اشتعالا للوضع في الشيخ جراح بعد صلاة الجمعة"، اليوم.

وتقرر خلال هذه المداولات الاستمرار في نشر واسع لقوات الشرطة وحرس الحدود في الشيخ جراح. وتم نشر قوات كهذه في محيط باب العامود والبلدة القديمة في القدس. وشارك في المداولات كل من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بار ليف، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، وقائد الشرطة في منطقة القدس، دورون ترجمان، ومسؤولون أمنيون آخرون.

فلسطينيون يتصدون للمستوطنين في الشيخ جراح، الأحد الماضي (عرب 48)

وأفادت وكالة "وفا" بأن الشرطة الإسرائيلية فرضت إغلاقًا مشددًا على حي الشيخ جرّاح، أمس، بالتزامن مع اعتداء عناصر الشرطة على أهالي الحي والمرابطين فيه والمتضامنين. وأضافت أن "شرطة الاحتلال اعتدت على الأهالي والمتضامنين بالضرب، ومنعت المسعفين من الدخول لتقديم العلاج للمصابين"، مشيرةً إلى أن عناصر الشرطة هاجموا الأهالي وحاصرزهم على مقربة من منزل عائلة سالم المهددة بالإخلاء القسري في المنطقة الغربية من الحي، ونصبت حواجز حديدية على مداخل الحي لمنع دخول المتضامنين لمساندة أهالي الحي.

وغذى أعضاء كنيست من أحزاب اليمين التوتر في الشيخ جراح بحضورهم إلى الحي، بعد أن كان عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، قد أشعل التوتر فيه، قبل أيام.

وتتعزز التقديرات في الجيش الإسرائيلي بشأن تصعيد واسع وكبير في الضفة الغربية، "في موعد ما خلال نيسان/أبريل المقبل، وبين بداية شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي"، وذلك في أعقاب أحداث الأسابيع الأخيرة في الشيخ جراح وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في أنحاء الضفة، وفقا لصحيفة "هآرتس".


بن غفير يقتحم الشيخ جراح برفقة وفد عن الليكود (عرب 48)

ويعكف قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة، آفي بلوت، على إعداد وثائق ليرسلها إلى الضباط في الفرقة العسكرية تحت شعار "حرب غدا"، حسب الصحيفة. ويعكس هذا الشعار عقيدة في الجيش الإسرائيلي نشأت في أعقاب حرب تشرين الأول/أكتوبر العام 1973، وهدفها منع تكرار عامل المفاجأة الذي حدث في تلك الحرب والحفاظ على القوات في حالة تأهب مستمرة.

ولفت المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، إلى احتمال تفسير الجيش للوضع بشكل خاطئ، ما سيؤدي إلى تصعيد. "ثمة خطر دائما من نبوءة تحقق نفسها، بحيث يتم تفسير ظل جبال على أنها جبال ويقود ذلك إلى تنفيذ خطوات استباقية أو إلى رد شديد جدا من جانب إسرائيل".

وستجري القوات الإسرائيلية ستة تدريبات في الضفة الغربية، تحاكي تصعيدا "قد يحدث من خلال حماسة دينية في القدس وبداية شهر رمضان". وأشارت الصحيفة إلى أحداث الفترة الأخيرة في الضفة، حيث يواجه الفلسطينيون حملات الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال باشتباكات مسلحة، كما تضاعفت الأحداث التي يلقي فيها فلسطينيون حجارة وزجاجات حارقة على سيارات المستوطنين، في الأشهر الأخيرة.

وفي خلفية ذلك، تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم في أنحاء الضفة الغربية، واستيلائهم على أراض بملكية فلسطينية خاصة وإقامة بؤر استيطانية فيها، مثل "حوميش" و"إفياتار".

وأضافت الصحيفة أن قسما من ضباط الجيش الإسرائيلي يرون بتراكم هذه الأحداث أنها "برميل بارود ينتظر شرارة كي ينفجر".

كذلك نقل المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، عن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي تحذيرهم من "نبوءات تحقق نفسها" حول تصعيد متوقع في الضفة. ونقل عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن توترا حاصلا في الضفة، وأن "الأشهر القريبة المقبلة، وخاصة خلال شهر رمضان ومناسبات أخرى، ستكون حساسة جدا وقابلة للاشتعال".

وبحسبه، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي قادر على التأثير على الوضع ولجم تصعيد، من خلال "تسهيلات إنسانية متوقعة للسلطة الفلسطينية قبيل رمضان". ويعتبر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أنه "لا توجد حتى الآن مؤشرات على تصعيد أمني في قطاع غزة، والاعتقاد هو أن حماس ليست معنية بمواجهة حاليا، ولن تدخل إلى مواجهة بسبب الشيخ جراح فقط". وفي مقابل ذلك، فإن مواجهات حول المسجد الاقصى "من شأنها أن تغير صورة الوضع في القطاع".

وأضاف مسؤول أمني إسرائيلي أن "حدثا واحدا خطيرا بإمكانه دائما أن يسبب اشتعالا للوضع. لكن حتى الآن لا نرصد نوايا من جانب حماس لتصعيد الوضع الأمني في الجنوب".

التعليقات