مارس رئيس إدارة "مفعال هبايس"، أفيغدور يتسحاقي، ضغوطات غير عادية على رؤساء القناة 13 الإسرائيلية، وذلك في محاولة منه لمنع بث التحقيق الصحافي المتعلق بالرئيس السابق للموساد، يوسي كوهين، الذين وفقا للتحقيق أطلع عندما كان لا يزال رئيسا للموساد، امرأة ربطته بها علاقة غرامية وزوجها، على معلومات سرية حساسة.
وجاء في برنامج "همكور" الذي بث التحقيق في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن كوهين كان على صلة بشخص وزوجته وهي مضيفة طيران ارتبطت بعلاقة غرامية مع كوهين منذ العام 2018، واجتمع بهما في منزلهما في رمات هشارون في أكثر من مناسبة.
ووفقا لـ"همكور" كشف كوهين في هذه اللقاءات عن معلومات تتعلق بانتحاله لشخصية مرشد سياحي عربي كغطاء لأنشطة نفذها بإحدى الدول العربية.
وأفادت صحيفة "هآرتس"، اليوم الإثنين، بأن يتسحاقي مارس ضغوطات على رؤساء القناة 13 الإسرائيلية في محاولة منه لمنع بث التحقيق عن كوهين الذي أعده الصحافي رافيد دروكر، ضمن برنامج "همكور".
وبحسب الصحيفة، فإنه عندما رفضت إدارة القناة 13 هذا التوجه وبثت التحقيق، قام يتسحاقي بإلغاء اجتماع بين ممثلي "مفعال هبايس" والقناة 13 بخصوص نطاق الإعلانات عن العام 2022، حيث تعرضت القناة لضربة اقتصادية وخسائر جراء عدم نشر إعلانات "مفعال هبايس" في القناة.
وأكد يتسحاقي في محادثة مع صحيفة "هآرتس" أنه توجه للرئيس التنفيذي لشركة "ريشت" آفي بن طال، قبل بث التحقيق، وأعرب عن استيائه من نية بثه، وقال إن "الحديث يدور عن محتوى غير مناسب والأجدر التحفظ به وعدم نشره".
وخاطب يتسحاقي الصحافي دروكر قائلا "منذ متى تتعامل الصحافة مع مثل هذه القمامة الصفراء؟"، مشير إلى أن إدارة القناة كان ردها بأنه "لا توجد وسيلة إعلامية كانت ستتخلى عن مثل هذه المواد التي كانت ستصلها".
وبحسب يتسحاقي ، فإن التوجه للقناة 13 بشأن التحقيق تم بمبادرة منه وليس بناء على طلب كوهين، قائلا "أنا لست مقربا من كوهين، التقيته مرتين فقط، مرة واحدة في حدث تكريما ليوسف تشحانوفر الذي حصل على "جائزة إسرائيل".
وفي المرة الثانية، التقى يتسحاقي وكوهين قبيل نشر التحقيق على القناة 13. وقال يتسحاقي "التقينا وطلب أن يتم استشارته في أمور مختلفة تتعلق بمستقبله، وأخبرني أيضا عن التقرير الذي سينشر قريبا على القناة 13".
ووفقا لمصادر مطلعة على تفاصيل القضية، فقد تم تفعيل الضغط من قبل يتسحاقي بشأن التحقيق في توقيت حساس. ففي ذلك الوقت، حاولت القناة 13 تجديد الاتفاقية التجارية بين القناة و"مفعال هبايس"، لعام 2022، لكن نشأت خلافات بين الطرفين.
في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، كان من المقرر أن يلتقي بن طال مع يتسحاقي ، في محاولة للتوصل إلى تفاهم. ومع ذلك، وبعد السماح ببث التحقيق بشأن كوهين، تم إلغاء الاجتماع.
ومنذ بداية العام الجاري، أوقف "مفعال هبايس" الإعلانات بشكل شبه كامل على القناة 13. ووفقا لبيانات من العام 2021، تم تخصيص 36.4% من ميزانية إعلانات "مفعال هبايس" للقناة 13 ، مقارنة بـ 53.4% للقناة 12 الإسرائيلية.
ومنذ بداية العام الجاري حدث تغيير حاد في توزيع الميزانية، حيث أتضح أن ما يقارب من 90% من الميزانية حولت إلى الشركات المنافسة في القناة 12، الأمر الذي تسبب بخسائر مالية وضرر اقتصادي للقناة 13، بحسب الصحيفة.
التعليقات