20/03/2022 - 23:55

خطاب زيلينسكي يضع السياسة الإسرائيلية بشأن الغزو الروسي أمام تحديات صعبة

أظهر خطاب الرئيس الأوكراني أمام أعضاء الكنيست أن السلطات في كييف تفضل الحصول على مساعدات نوعية من الجانب الإسرائيلي بما في ذلك الانضمام إلى العقوبات الغربية وإمداد كييف بالسلاح، عوضا عن "خدمات الوساطة" غير الفعالة التي يقدمها بينيت

خطاب زيلينسكي يضع السياسة الإسرائيلية بشأن الغزو الروسي أمام تحديات صعبة

خطاب زيلينسكي يعرض على شاشة في ساحة بلدية تل أبيب (أ ب)

أظهر خطاب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي، أن السلطات في كييف تفضل الحصول على مساعدات نوعية من الجانب الإسرائيلي بما في ذلك الانضمام إلى العقوبات الغربية وإمداد كييف بالسلاح، عوضا عن خدمات الوساطة غير الفعالة التي يقدمها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت.

كما كشف خطاب زيلينسكي بما لا يدع مجالا للشك، استياء الحكومة الأوكرانية من الازدواجية الإسرائيلية في سبيل الحياد الذي تنشده تل أبيب في محاولة لعدم استفزاز موسكو، وهروبها إلى مربع الوساطة، للامتناع عن الوقوف صراحة إلى جانب حلفائها الغربيين في دعم كييف.

ويضع خطاب الرئيس الأوكراني، بحسب ما لفت المحلل السياسي في موقع "واللا" الإلكتروني، باراك رافيد، السياسة التي تنتهجها إسرائيل في هذا الشأن، أمام العديد من التحديات الصعبة، وقد تتحول الانتقادات الأوكرانية، إلى انتقادات مماثلة شديدة اللهجة تجاه إسرائيل من قبل القوى الغربية.

وشدد رافيد على أن الحياد الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية على نفسها يضرها أكثر مما ينفعها، مشيرا إلى الدعم الكبير الذي لقيه خطاب زيلينسكي من قبل السفارة الأميركية في إسرائيل.

كما انتقد المحلل الإسرائيلي الازدواجية التي تعاطى من خلالها أعضاء الكنيست مع خطاب الرئيس الأوكراني، ورفضهم لإكثاره من استخدام المقارنات بين السلطات في موسكو وصعود النازية إلى الحكم في ألمانيا، وكأن التشبيهات والاستعارات من خلال استخدام جرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية حكر على الساسة الإسرائيليين.

وأفادت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الأحد، بأن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيت، "ليس راضيا تماما" عن خطاب الرئيس الأوكراني، وما شمل خطاب زيلينسكي من انتقادات حادة للسياسة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية إزاء الغزو الروسي لبلاده.

وقال مصدر رفيع في الحكومة الإسرائيلية، تحدث للقناة 13 الإسرائيلية، إن إسرائيل ستواصل، على الرغم من كل ذلك، محاولة الوساطة بين موسكو وكييف، كما شدد على أن إسرائيل "لن تقدم الدعم العسكري لكييف"، معتبرا إلى أن تشبيهات "الجرائم الروسية في أوكرانيا" بالجرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية بأنها "ازدراء خطير للمحرقة".

وعلى صلة، قال السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، إنه "كان على إسرائيل، التي تعرض نفسها كوسيط موضوعي بين السلطات في موسكو وكييف، أن تمنح ممثلي روسيا المجال لمخاطبة أعضاء الكنيست"، كما أعطت الفرصة للرئيس الأوكراني.

وعن العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا، قال السفير الروسي إن "على الجمهور الإسرائيلي عدم تصديق الصور التي تصدر له"، مشددا على "الانتشار الواسع للأخبار الكاذبة والمضللة على شاشات التلفزة"، وأضاف "جوابي المقتضب على العقوبات هو أننا سنصمد، لن نصمد فحسب، وإنما سنستغل الظروف الراهنة لخدمة المصلحة الروسية".

وأضاف، في مقابلة مع القناة 13، "نحن لا نغزو أوكرانيا لانتهاك سيادتها أو سيادة شعبها أو تعيين حكومة جديدة موالية لموسكو، نحن نسعى لاجتثاث النازية من هذه الدولة ونزع سلاحها والحفاظ على سلامة المدنيين في شرق أوكرانيا - في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك".

ونفى فيكتوروف أن تكون القوات الروسية تستهدف المدنيين في أوكرانيا، وقال: "أنا أتألم لرؤية المدنيين يُقتلون في هذه العملية العسكرية، لكنني أعد أننا لن ننسى ذلك ولن نغفر للإدارة الأميركية أو للقوميين الأوكرانيين".

التعليقات