25/03/2022 - 10:32

الاحتلال يوثق تفاصيل ناشطين أجانب لمنع دخولهم البلاد بالمستقبل

جنود الاحتلال يصورون ويجمعون معلومات شخصية عن ناشطي حقوق إنسان أجانب، بواسطة نظام "ذئب أزرق"، لمتابعة ومراقبة تحركاتهم في الضفة الغربية. وناشطة أميركية تؤكد أن الجنود تحدثوا معها بألفاظ مهينة

الاحتلال يوثق تفاصيل ناشطين أجانب لمنع دخولهم البلاد بالمستقبل

جنود الاحتلال يعتدون على ناشطات حقوق إنسان أجنبيات في الخليل (أرشيف - "مركز اللاعنف اليهودي")

سعى جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جنوب جبل الخليل، مؤخرا، إلى تصوير وجمع معلومات شخصية عن ناشطي حقوق إنسان أجانب، وإدخال هذه المعطيات إلى مخزون معلومات عسكري لغرض تتبع ومراقبة تحركاتهم، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة.

ويظهر في أشرطة فيديو حصلت عليها منظمة Center for Jewish Nonviolence (مركز اللاعنف اليهودي) جنود يتحدثون عن نظام "ذئب أزرق"، الذي طوره جيش الاحتلال بهدف جمع معلومات وتفاصيل عن الفلسطينيين في الضفة الغربية من أجل مراقبة وتتبع تحركاتهم. وتحدث الجنود عن هذا النظام في سياق الناشطين الأجانب.

ووثق الجنود الناشطين الأجانب بواسطة كاميرات رقمية التي زودهم بها الجيش الإسرائيلي، بهدف تغذية النظام بتفاصيل وصور الفلسطينيين. ويظهر في شريط مصور مُركز الأمن في إحدى المستوطنات يقول للجنود إن "قائد اللواء (العسكري) قال لي إن ثمة أهمية كبيرة لتصوير وجوه الناشطين اليساريين ووجوه ناشطي حقوق الإنسان الأجانب، كي يمنعونهم من الدخول إلى المطار في المرة القادمة".

وتواجد ناشطو حقوق إنسان أجانب، غالبيتهم يحملون الجنسية الأوروبية، بالقرب من قرية سوسيا جنوبي الخليل، قبل أسبوعين، بهدف مساعدة المزارعين الفلسطينيين. ووصل إلى المكان جنود إسرائيليون. ووثق شريط مصور أحد الجنود يتحدث عن إحدى الناشطات الأجنبيات ويسأل ضابطا "هل هي موجودة في مخزون المعلومات؟". وأمر أحد الضباط الجندي، الذي كان يحمل كاميرا رقمية، بتصوير الناشطة. وعندها سأل الجندي زملاءه "أين الـ’ذئب أزرق’؟"، وأجابه جندي آخر "إنهم لا يوافقون على التقاط صور لهم، وهم يخافون من الكاميرات".

وكان بين الناشطين أشخاص يتحدثون اللغة العبرية وفهموا المحادثة بين الجنود، وخشيوا أن يقوم الجنود بتصويرهم. وقال أحد الجنود، في الشريط المصور، إن الناشطين "يهربون منا، وهم أوروبيون بالأساس"، وذلك بعد ابتعاد الناشطين عن المكان. ثم توجه أحد الجنود إلى الناشطين الأجانب "بنعومة" وسأل إحدى الناشطات "أتسمحين بالتقاط صورة معك؟ ربما صورة سيلفي سوية؟". وتواجد مركز الأمن في إحدى المستوطنات إلى جانب الجنود، وكان يصور الناشطين.

وبعد أن صوّر الجنود الناشطين، سأل قائد القوة العسكرية الجنود "هل توجد صور لجميعهم؟"، وأضاف "خاصة هذه"، مشيرا إلى ناشطة أوروبية رفضت تصويرها. وطالب الضابط الجنود: "أي أحد ألتقط صورا فليبعثها إلي بواسطة واتسآب. ينبغي تحميل الصور" على نظام "ذئب أزرق".

ونقلت الصحيفة عن ناشطة حقوق الإنسان الأميركية، مايا بيكل (23 عاما)، وهي من منظمة "مركز اللاعنف اليهودي"، قولها إنه "حضرنا إلى المكان بعد أن قال راعي أغنام فلسطيني إن الجنود طردوه واعتدوا على زوجته. وعندما وصلنا، تحدث معنا الجنود بصورة مهينة. وهذا كان مختلفا جدا، لأن الجنود يصورون عادة الحدث كله، وهذه المرة أصروا على تصوير وجوهنا. وحاولوا الاقتراب نحو وجوهنا بالقوة حاملين الكاميرات".

وأضافت بيكل أن الناشطين استدعوا الشرطة وأبلغوا أن الجنود يحاولون طردهم من المكان من دون أمر عسكري وأنه جرى الاعتداء على راعي الأغنام. وقالت إن "أفراد الشرطة الذي جاؤوا سألوا مباشرة من هي مايا، وأخذوا جواز سفري وصوروني. وحاولوا إدخال اسمي إلى نظامهم ولم ينجحوا بذلك، وعندها صوروا جواز سفري ووجهي".

وتابعت الناشطة أن "الجنود تحدثوا عن نظام ذئب أزرق، لكني أدركت ذلك فقط بعد هذه الواقعة. وما سمعناه هو أنهم تحدثوا مع مركز الأمن (المستوطن)، الذي قال إن قائد لواء الخليل طلب تصوير الوجوه كي لا ندخل إلى إسرائيل في المرة القادمة". وأكدت أن الجنود تحدثوا معها بألفاظ مهينة.

التعليقات