07/04/2022 - 12:13

إسرائيل تعتزم زيادة صادرات الغاز لأوروبا بعد العقوبات على روسيا

تقرير: إسرائيل تحتل مكانة مركزية في تصدير الغاز إلى أوروبا، إثر الضغوط الأميركية لتوفير حلول بديلة للغاز الروسي* مسؤولة أميركية: خط أنابيب الغاز من شرق البحر المتوسط لأوروبا غير مجد

إسرائيل تعتزم زيادة صادرات الغاز لأوروبا بعد العقوبات على روسيا

منصة حقل الغاز "ليفياتان" (Getty Images)

باتت إسرائيل تحتل مكانة مركزية في تصدير الغاز إلى أوروبا، إثر الضغوط الأميركية لتوفير حلول بديلة للغاز الروسي والعقوبات على موسكو في أعقاب غزو أوكرانيا. ومكانة إسرائيل في هذا السياق ناجمة عن استخراجها للغاز من حقول في البحر المتوسط وموقعها الجغرافي، وبالأساس بسبب "اتفاقيات أبراهام" وعلاقاتها مع مصر والأردن والولايات المتحدة خصوصا، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "غلوبس" اليوم، الخميس.

وأشارت الصحيفة إلى أن أهمية ارتباط إسرائيل بمنظومة الطاقة الإقليمية لا تنحصر ببيع الغاز والجوانب الاقتصادية، وإنما "بتعزيز وترسيخ الحلف السياسي الإقليمي المعتدل أيضا".

واعتبرت الصحيفة أنه "لولا اتفاقيات أبراهام لما كانت الاتصالات بين دول المنطقة والحلول (لتصدير الغاز) ممكنة"، وأن الحاجة إلى حلول لتزويد أوروبا بالغاز "أعاد الأميركيين للتدخل بشكل أكبر في دفع الاتفاقيات في المنطقة، وبضمنها إدخال دول أخرى إلى هذه الدائرة".

وبحث مسؤولون إسرائيليون موضوع تصدير الغاز إلى أوروبا في عدد من اللقاءات، في الفترة الأخيرة، بينها اجتماع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات ومصر والمغرب والبحرين في النقب، ولقاء الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، ولقاءات عقدتها وزير الطاقة الإسرائيلي، كارين إلهرار، في مصر، ولقاءات عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، مع رؤساء ووزراء خارجية دول في المنطقة.

يشار إلى أن روسيا كانت تزود أوروبا بأكثر من 150 مليون متر مكعب من الغاز سنويا، أي حوالي 40% من احتياجات الغاز في أوروبا. وتحاول الولايات المتحدة تزويد أوروبا بالغاز من عدة مصادر، بحيث تزود بنفسها 15 – 20 مليون متر مكعب، وقطر 20 – 30 مليون متر مكعب، ودول "إيستميد" (دول شرق المتوسط – إسرائيل، مصر، اليونان وقبرص) 20 مليون متر مكعب، بينها 10 مليون متر مكعب على الأقل من حقل الغاز الإسرائيلي "ليفياتان".

وذكرت وكالة رويترز أن جهات إسرائيلية وأميركية وكردية – عراقية بحثت نقل الغاز من إقليم كردستان العراق إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. وبحسب الصحيفة، فإنه خلال محادثات شاركت فيها دول خليجية أيضا، وعلى رأسها الإمارات، جرى الحديث عن مدّ أنبوب غاز من الخليج إلى العراق وربطه بأنبوب تركي الذي ينقل الغاز حاليا إلى أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن إسرائيل تساعد في هذه المفاوضات، لكن ثمة إشكالية في حل كهذا بسبب الوضع الأمني في العراق.

وحل آخر مطروح الآن، يقضي بنقل الغاز من إسرائيل إلى تركيا من خلال مدّ أنبوب في أعماق البحر من حقل "ليفياتان"، وزادة ضخ الغاز منه. وتبلغ تكلفة مد أنبوب كهذا لمسافة 550 كيلومترا تصل إلى 1.5 مليار دولار، بينما تكلفة أنبوب "إيستميد"، من إسرائيل إلى أوروبا عن طريق اليونان، هي 6 مليارات دولار، حسب الصحيفة.

وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، اليوم، إن أوروبا بحاجة لأن تجد سريعا مصادر بديلة للطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن خط أنابيب مقترحا لنقل الغاز من منطقة شرق البحر المتوسط إلى أوروبا عبر إسرائيل وقبرص واليونان غير مجد.

وأضافت نولاند في تصريحات لصحافيين، نقلتها وكالة رويترز، أن "الفكرة هي بناء خط أنابيب طويل للغاية في مياه شديدة العمق على مدى أكثر من عشرة أعوام ونعتقد أنه باهظ التكلفة وغير مجد اقتصاديا وسيستغرق وقتا طويلا جدا". وقالت للصحافيين في العاصمة القبرصية نيقوسيا "بصراحة.. ليس لدينا عشرة أعوام".

وكانت قبرص وإسرائيل واليونان تدرس إنشاء خط أنابيب يربط اكتشافات الغاز في شرق المتوسط بأوروبا، لكن المشروع تعثر بعد سحب الولايات المتحدة دعمها السياسي للمشروع في كانون الثاني/يناير. ومن المنتظر أن تتخذ البلدان الثلاثة هذا العام قرارا بخصوص جدوى خط الأنابيب (إيست ميد) الذي تبلغ تكلفته ستة مليارات دولار.

كذلك يجري بحث طريقة أخرى لنقل الغاز من خلال ضغط الغاز وليس تسييله، وهذه عملية أقصر بكثير ولا تحتاج إلى بناء منشآت تسييل، وإنما إلى ضواغط توضع في الموانئ وضغط الغاز في حاويات، ولدى وصوله إلى غايته بالإمكان إعادته إلى وضعه الطبيعي.

التعليقات