25/05/2022 - 12:13

"شكوك إسرائيلية تجاه إردوغان": تشاووش أوغلو يلتقي لبيد

خبير إسرائيلي: "زيارة وزير الخارجية التركي تنقل الكرة إلى الملعب السياسي. وتجري هذه الزيارة بعد أن نجحت إسرائيل وتركيا باحتواء خلافات وحساسيات حول شهر رمضان وموجة الإرهاب، وهذا أمر لم تنجحا دائما في تنفيذه في الماضي"

وزير الخارجية التركي في متحف المحرقة بالقدس، اليوم (أ.ب.)

التقى وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مع نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، اليوم الأربعاء، في أول زيارة لوزير خارجية تركي لإسرائيل منذ 15 عاما. ويتوقع أن يلقي الوزيران تصريحات لوسائل الإعلام لاحقا.

وقال لبيد لدى استقباله نظيره التركي إنه "لن نتظاهر أن العلاقات بيننا لم تشهد هزات. ورغم ذلك، كنا نعود دائما إلى الحوار والعودة إلى التعاون. وشعبان لديهما تاريخا طويلا يعرفان دائما كيف يغلقان فصلا ويفتحان آخر جديد، وهذا ما نفعله اليوم. ونشأ في الشرق الأوسط في أعقاب اتفاقات أبراهام محور قوة ضد الإرهاب، وضد محاولات تقويض الاستقرار".

من جانبه، قال تشاووش أوغلو إن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأنه يعتقد أن استئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا سيؤقر إيجابا على الصراع.

واتفق وزيرا الخارجية على استئناف المحادثات من أجل عودة شركات الطيران الإسرائيلية إلى تسيير رحلات جوية إلى تركيا.

وقبل ذلك زار تشاووش أوغلو متحف تخليد ذكرى المحرقة النازية "يد فَشِم" في القدس. وقال الوزير التركي في المتحف إنه "يذكّر بمسؤوليتنا المشتركة بالقيام بكل ما باستطاعتنا كي لا تعاني البشرية من فظائع كهذه أبدا. والعنصرية وكراهية الأجانب ما زالت تهديدات جدية، وتركيا تعهدت بمواصلة كفاحها ضد معاداة السامية والإسلاموفوبيا وكافة أشكال عدم التسامح".

وأضاف الوزير التركي أن بلاده تفتخر بأنها "كانت ملاذا آمنا لأولئك الذين فروا من الملاحقات"، وأن "اتلدبلوماسيين الأتراك أنقذوا عددا لا نهائي من اليهود من خلال المخاطرة بحياتهم".

تشاووش أوغلو ولبيد، اليوم 0مكتب الصحافة الحكومي)

وبعد لقائه مع لبيد، سيلتقي تشاووش أوغلو مع وزير السياحة الإسرائيلي، يوئيل رزبوزوف، على مأدبة غداء، ثم سيقوم بزيارة شخصية إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى في القدس المحتلة، وبعدها سيشارك في لقاء مع إسرائيليين من أصول تركية.

وتأتي زيارة تشاووش أوغلو إلى إسرائيل بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى أنقرة ولقائه مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان. والمحور المركزي في المحادثات مع الجانبين هو محاولة إعادة سفيري الدولتين إلى أنقرة وتل أبيب.

وقال رئيس معهد "ميتافيم" الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية، د. نيمرود غورين، إنه "تجري بين إسرائيل وتركيا منذ قرابة السنة عملية تدريجية من أجل تحسين العلاقات، بناء الثقة مجددا وتوسيع قنوات حوار سياسي"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "هآرتس".

وأضاف غورين أنه "بعد الزياة الناجحة للرئيس هرتسوغ في تركيا، تنقل زيارة وزير الخارجية التركي الكرة إلى الملعب السياسي. وتجري هذه الزيارة بعد أن نجحت إسرائيل وتركيا باحتواء خلافات وحساسيات حول شهر رمضان وموجة الإرهاب، وهذا أمر لم تنجحا دائما في تنفيذه في الماضي".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في إسرائيل ما زالوا يتعاملون بشكوك تجاه الجهود التركية الرامية إلى إنهاء الأزمة بين الدولتين. وترفض الحكومة الإسرائيلية التعهد بأن زيارة تشاووش أوغلو ستمهد إلى إعادة السفيرين في الفترة القريبة.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى تقارب تركيا من دول أخرى في المنطقة، مثل مصر والإمارات، على أنها "خطوة تهدف إلى مساعدة إردوغان في التخلص من الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تواجهها تركيا. وفي المستوى السياسي (الإسرائيلي) يخشون من ’تقلب’ آخر للزعيم التركي، وخاصة بما يتعلق بتأييده للفلسطينيين، ويقود إلى أزمة أخرى بعد تبادل السفراء مباشرة".

وزار وزير الخارجية التركي رام الله، أمس، حيث التقى مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ونظيره الفلسطيني، رياض المالكي. ووقّع تشاووش أوغلو والمالكي، 6 اتفاقيات، تبعها توقيع 3 اتفاقيات من قبل مسؤولين من الجانبين.

المالكي وتشاووش أوغلو في رام الله، أمس (أ.ب.)

وشملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم بخصوص التعاون في مجالات البروتوكول والبيئة والمياه والقضاء، وتبادل وثائق الأرشيف التابعة للأوقاف في فترة الدولة العثمانية. كما وقّع البلدان مذكرة تفاهم بخصوص التعاون في تأهيل الشرطة والاعتراف المتبادل برخص القيادة واتفاقية البلد المضيف بين وقف المعارف التركي والحكومة الفلسطينية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الريادة والتمكين الفلسطينية، ورئاسة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنميتها التركية.

وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفلسطيني، إن دعم بلاده للقضية الفلسطينية منفصل تماما عن علاقاتها بإسرائيل. وأضاف أن تركيا ستواصل "التنسيق مع الجانب الفلسطيني بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودعمنا للقضية الفلسطينية منفصل عن علاقتنا مع تل أبيب". وأكد أن تركيا ستواصل "الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في كفاحهم من أجل دولة مستقلة ذات سيادة".

التعليقات