31/05/2022 - 23:51

زيارة بايدن للبلاد قد تُلغَى: "واشنطن تنتظر استقرار النظام السياسيّ" الإسرائيليّ

أفاد تقرير إسرائيليّ، بأنه "ليس هناك يقين مطلق" بأن يجري الرئيس الأميركي، جو بايدن، زيارة إلى البلاد، كان يُتوقّع أن تُجرى خلال الشهر الجاري، موضحا أن الإدارة الأميركية، "لا تريد أن يُنظر إلى الزيارة على أنها محاولة للتأثير السياسيّ"، وذلك

زيارة بايدن للبلاد قد تُلغَى:

الرئيس الأميركيّ، بايدن (Getty Images)

أفاد تقرير إسرائيليّ، بأنه "ليس هناك يقين مطلق" بأن يجري الرئيس الأميركي، جو بايدن، زيارة إلى البلاد، يُتوقّع أن تُجرى خلال الشهر المقبل، موضحا أن الإدارة الأميركية، "لا تريد أن يُنظر إلى الزيارة على أنها محاولة للتأثير السياسيّ"، وذلك لأنها قد تُجرى قبل انتخابات إسرائيلية مُحتمَلة. كما أكدت واشنطن، قبيل انتصاف ليل الثلاثاء، أن إدارة بايدن "لا تزال ملتزمة بإعادة فتح قنصلية أميركية" في القدس الشرقية.

وذكر التقرير الذي أورده "واينت"، الموقع الإلكترونيّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، أنه "لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع على الزيارة الأولى التي يخطط لها الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل، ولكن حتى الآن لم يصدر البيت الأبيض بيانًا رسميًا بشأن هذه المسألة"، لافتا إلى أنّ سبب ذلك يعود "لانتظار واشنطن، استقرار النظام السياسيّ (في إسرائيل)، الذي لا يزال غير واضح، ما إذا كان سيتّجه نحو انتخابات عامة، أم لا".

وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن يناقش مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، الموجود حاليًا في واشنطن، زيارة بايدن المتوقعة، مع الإدارة الأميركية في البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي الأميركيّ، مشيرا إلى أن "الجانب الإسرائيليّ ينتظر إجابات من الأميركيين الذين قالوا إنهم سيعلنون عن إجراء الزيارة في الوقت المناسب لهم".

ونقل التقرير عن مصدر سياسيّ ذكر أنه مطّلع على الموضوع دون أن يسمّه، قوله إنّ التقديرات الإسرائيلية، "تشير إلى أن الولايات المتحدة تخشى أن يُنظر إلى زيارة رئاسية في هذا الوقت، على أنها محاولة أميركية للتأثير على الانتخابات في حال عُقِدت، وتفضل عدم الانحياز إلى زعيم معيّن".

كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الأميركيين لا يريدون "إضاعة الوقت" في زيارة لإسرائيل، قد تسقُط الحكومة بعدها بشهر.

سيارات بموكب بايدن (توضيحية - Getty Images)

وذكر التقرير أن التقديرات تشير إلى أن قرارا أميركيا نهائيا بشأن الزيارة، سيُتَّخذ ويُعلَن حتّى الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أنه لا يوجد حاليا موعد رسمي للزيارة، لكن يُقدر أنها ستتمّ في الفترة الواقعة بين 20 و26 حزيران/ يونيو المقبل، على أن تستمرّ ليومين.

وفي حين أفاد التقرير بأن بايدن قد يزور متحف المحرقة "يد فَشِم"، نوّه إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن بايدن لن يزور حائط البراق في القدس المحتلة، والذي اختُتمت فيه "مسيرة الأعلام" الاستيطانية التي نظمها عنصريون يهود، الأحد الماضي، وشهدت مشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين، وذلك بعد مرورها من بابي العامود والخليل مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في المدينة المحتلة.

وقال التقرير إنّه "لا يزال من غير الواضح، ما إذا كان الرئيس الأميركيّ، سيزور القدس الشرقية"، موضحا أنه "في واشنطن، خطّطوا لزيارة مستشفى في شرق المدينة، للإعلان عن مساعدة أميركية، لكن يبدو أن الفكرة (أُلغِيَت)".

وذكر التقرير أن بايدن، يُفترض أن يصل مناطق السلطة الفلسطينية، "ولكن ليس رام الله (حيث تقع المقاطعة ومقرّ الرئاسة الفلسطينية)، وربما يصل إلى بيت لحم، وكنيسة المهد".

وأوضح التقرير أن "هناك علامة استفهام، حول ما إذا كان بايدن سيتحدث إلى الجمهور الإسرائيلي، كما فعل أسلافه، (دونالد) ترامب، و(باراك) أوباما"، مشيرا إلى أن "ما يؤثر بشكل كبير على خطة الزيارة، هو سِنّ بايدن المتقدّم، (إذ) لن يرغب الأميركيون في جدول أعمال مزدحم للغاية، ومن المحتمل ألّا يكون هناك الكثير من الأحداث في جدول الرئيس".

وكان طاقم من البيت الأبيض قد زار إسرائيل قبل نحو 3 أسابيع، وبحَث عدة إمكانيات بخصوص موعد الزيارة. وبحسب برنامج الزيارة الذي جرى التداول فيه، فإن بايدن سيستقبل استقبالا رسميا في مطار بن غوريون في اللد، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ورؤساء الائتلاف، ويتوقع أن يزور موقعا لبطارية "القبة الحديدية" بهدف التعبير عن التزامه بأمن إسرائيل وتحويل ميزانية خاصة لإسرائيل من أجل شراء صواريخ اعتراضية. وربما يتم إحضار بطارية كهذه إلى المطار.

واشنطن "لا تزال ملتزمة بفتح قنصلية في القدس" الشرقيّة

وفي سياق ذي صلة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الثلاثاء، إن إدارة بايدن "لا تزال ملتزمة بإعادة فتح قنصلية أميركية في القدس" الشرقية.

وأفاد بأن مناقشة المسألة مع الإسرائيليين والفلسطينيين، تتواصل، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

كما أشار إلى أن هناك بعض "الحساسيات الاستثنائية" بشأن إعادة فتح القنصلية.

وعارضت إسرائيل علنا خطة إعادة فتح القنصلية التي تخدم الفلسطينيين، بعد أن أغلقها الرئيس الأميركيّ السابق، دونالد ترامب، ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة في عام 2018.

بلينكن يهاتف عبّاس

وبعيد تصريحات برايس، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن الرئيس الفلسطينيّ، محمود عباس، تلقى الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

وجرى خلال الاتصال، بحث آخر المستجدات والوضع الخطير الذي وصلت إليه الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في القدس، ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

بلينكن وعباس في المقاطعة (Getty Images)

وأشار الرئيس الفلسطينيّ إلى أن "الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أو تحمله، في ظل غياب الأفق السياسي والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة الأعمال أحادية الجانب، وبخاصة في القدس، والاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعات المتطرفين من المستوطنين وبأعداد كبيرة وأداء الصلوات في باحاته، والسماح لهذه المجموعات المتطرفة برفع الأعلام الإسرائيلية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع الفلسطينيين من آداء شعائرهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، في انتهاك صارخ للستاتسكو التاريخي، ومواصلة طرد الفلسطينيين من أحياء القدس وهدم منازلهم وقتل الأطفال وابناء شعبنا العزل، واستمرار جرائم الاستيطان وإرهاب المستوطنين"، وفق الوكالة.

وأكد عبّاس أن "القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف ممارساتها الإجرامية والاحتلالية وما تقوم به من إجراءات تطهير عرقي وتمييز عنصري، وفي ظل الصمت الأميركي على هذه الاستفزازات والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي".

وشدد على "ضرورة رفع منظمة التحرير الفلسطينية عن القائمة الأميركية للإرهاب وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، ومكتب منظمة التحرير في واشنطن بصفتها شريكا كاملا وملتزما في عملية السلام".

وذكر أن "القيادة الفلسطينية ستواصل إجراء الاتصالات من أجل حشد الدعم الدولي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، ولوضع حد لجرائم الاحتلال التي وصلت لحد لا يمكن قبوله".

بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، "التزام إدارة الرئيس بايدن بحل الدولتين ووقف التوسع الاستيطاني والحفاظ على الوضع القائم ووقف طرد الفلسطينيين من أحياء القدس ووقف الأعمال الأحادية من الجانبين"، مشددا على "التزام الإدارة بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، وأن الإدارة الأميركية سترسل وفدا رفيع المستوى للتحضير لزيارة الرئيس بايدن، ومناقشة كل القضايا التي طرحها الرئيس (عباس) في هذا الاتصال، وإعداد المناخ المناسب لإنجاح زيارة الرئيس بايدن لفلسطين والمنطقة"، بحسب الوكالة.

وأعرب عن "حرص الإدارة الأميركية على القيام بالتحقيق في مقتل (استشهاد) الصحافية شيرين أبو عاقلة بهدف ملاحقة ومحاسبة القتلة".

التعليقات