26/07/2022 - 16:45

لبيد: جاهزون لحوار مع روسيا حول نشاط الوكالة اليهودية

زاخاروفا ردا على تصريحات لبيد بشأن قضية الوكالة اليهودية: "بودي أن أسأل: ألا يعتقد هؤلاء الأشخاص (أي لبيد) أن نشاطهم وتصريحاتها في الأشهر الأخيرة قد أثّرت على العلاقات؟ هذا خطاب غير بناء وغير موضوعي من جانب تل أبيب"

لبيد: جاهزون لحوار مع روسيا حول نشاط الوكالة اليهودية

لبيد وبوتين (Getty Images - دمج "عرب 48")

قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن قضية تصفية نشاط الوكالة اليهودية في روسيا لن تؤثر على العلاقات بين روسيا وإسرائيل، وتحدث في تصريح لوسائل الإعلام في موسكو بلهجة أكثر اعتدالا تجاه إسرائيل من تلك التي تحدثت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق من اليوم.

وقال بيسكوف إنه "يجب التعامل مع هذا الوضع بحذر شديد. وبالفعل، هناك أسئلة من وجهة نظر امتثال الوكالة اليهودية للتشريعات الروسية، وليست هناك حاجة لتسييس هذا الوضع وإسقاط هذا الوضع على كامل العلاقات الروسية الإسرائيلية".

ويرد بيسكوف بذلك على رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، الذي صرح أول من أمس بأن وقف نشاط الوكالة اليهودية في روسيا "خطير وينعكس على العلاقات" بين الدولتين.

وأضاف بيسكوف أنه "في الوقت نفسه، يتوجب الإدراك أنه يجب على جميع المنظمات أن تمتثل للتشريعات الروسية، وهذا مطلب عام للجميع".

ورد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية على تصريحات بيسكوف ببيان مقتضب، جاء فيه إن "علاقات إسرائيل – روسيا تستند إلى تراث وعلاقة متواصلة ومصالح مشتركة. ومكان الجالية اليهودية في هذه العلاقات مركزيّ. وإذا كانت هناك فعلا قضايا قانونيا، تتعالى بالنسبة لأنشطة هامة للوكالة اليهودية في روسيا، فإسرائيل، مثلما كانت دائما، مستعدة وجاهزة لإجراء حوار حول ذلك من خلال الحفاظ على العلاقات الهامة بين الدولتين".

وتطرقت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، إلى تعامل الحكومة الإسرائيلية مع قضية إنهاء عمل الوكالة اليهودية في روسيا، وانتقدت موقف إسرائيل من الحرب في أوكرانيا.

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أنه يتم النظر في قضية الوكالة اليهودية في "المستوى القانوني".

إلا أن زاخاروفا أعربت عن أسف موسكو على مواقف إسرائيل، وانتقدت "المواقف غير البناءة لإسرائيل والسياسة التي تنتهجها في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك موقف تل أبيب من الوضع في أوكرانيا، ودعمها للسلطات الأوكرانية".

وتطرقت زاخاروفا إلى أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أول من أمس، أن وقف أنشطة الوكالة اليهودية في روسيا "خطير وسينعكس على العلاقات". وقالت المتحدثة الروسية إنه "بودي أن أسأل: ألا يعتقد هؤلاء الأشخاص أن نشاطهم وتصريحاتها في الأشهر الأخيرة قد أثّرت على العلاقات؟".

بوتين يقلد زاخاروفا وساما (أرشيفية - Getty Images)

وأضافت زاخاروفا أنه "لأسفي، في مستوى التصريحات سمعنا خطابا غير بناء وغير موضوعي بالأساس من جانب تل أبيب. وهذا كان غير واضح أبدا وغريبا بالنسبة لنا. فمن مثل إسرائيل اطلعت بالطبع، على الصورة الكاملة لما يحدث، وبضمن ذلك بشأن أوكرانيا، وبما في ذلك بفضل (يهود) الشتات وضلوع إسرائيل في العلاقات مع أوكرانيا وكذلك مع روسيا".

وقالت زاخاروفا إن "القيادة الإسرائيلية سمحت لنفسها بتصريحات معادية لروسيا. ووُجه الموقف الإسرائيلي بشكل حصري إلى الجانب المؤيد لأوكرانيا، وليس بمفهوم الشعب الأوكراني، وإنما بمفهوم دعم نظام كييف فقط لا غير، وهذا الموقف منسق بالكامل مع الصوت الغريب والمهووس للغرب. وهذا أثار أسئلة فعلا".

وأعلنت مصادر قضائية في موسكو في وقت سابق، عن أن القضاء سينظر في استئناف إدارة موسكو بشأن تصفية الوكالة اليهودية، بعد غد، الخميس.

وكانت المحكمة في موسكو قد تلقت، الخميس الماضي، دعوى قضائية إدارية من القسم الرئيسي في وزارة العدل الروسية بشأن تصفية عمل الوكالة اليهودية واستبعادها من سجل الدولة الموحد للكيانات القانونية للوكالة .

وقال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي تولى رئاسة الوكالة اليهودية سابقا، إنه "كلما تحدثنا أقل سيكون أفضل، وهذا سيسمح بعناية صحيحة في القضية كلها". وأشار إلى أنه يعمل من خلال التعاون مع لبيد.

وأضاف هرتسوغ أن "روسيا دولة هامة في المنطقة وبشكل عام، ويمكن أن تكون هناك سيناريوهات مختلفة وعشرة تسويغات مختلفة حول سبب وكيفية تطور هذا الحدث" في إشارة إلى قضية الوكالة اليهودية. "وأنا أفضل عدم الاعتماد على التحليلات. فأحيانا نرى أمورا لا نفهمها دائما، والأمور التي نراها من هنا لا يرونها من هناك. دعونا نفسح المجال للإجراءات".

وشكك سياسيون إسرائيليون في نجاعة الخط المتشدد الذي يتبعه لبيد ضد روسيا، في حال قررت وقف أنشطة الوكالة اليهودية. كذلك تحفظوا من خطوات إسرائيلية يمكن أن تصعد الأزمة في العلاقة مع روسيا وتلحق ضررا بمصالح إسرائيلية.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي ضالع في محاولات تسوية الأزمة قوله، إنه "استعراض عضلات مقابل روسيا من خلال تسريبات إلى وسائل الإعلام في البلاد هو أمر لطيف جدا، لكن خطوات كهذه قد تؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدولتين وتلحق ضررا بمصالح إسرائيلية هامة" مثل التنسيق العسكري بين الجيشين الإسرائيلي والروسي لشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متكررة في سورية.

التعليقات