30/08/2022 - 14:29

عائلة أوكرانية يهودية تفر من موطنها وتستقر بمستوطنة بالضفة

هذه العائلة هي واحدة من بين 60 عائلة يهودية فرّت من أوكرانيا بعد الغزو الروسي واستقرت في مستوطنات في الضفة الغربية، بعدما ساعدهم مجلس المستوطنات بتنظيم أوراق هجرتهم بادعاء "جعلها ذات معنى أعمق"

عائلة أوكرانية يهودية تفر من موطنها وتستقر بمستوطنة بالضفة

عائلة جيرمان في مستوطنة "معاليه أدوميم" (Getty Images)

تستغل إسرائيل المأساة في أوكرانيا، منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها، في نهاية شباط/فبراير الماضي، من أجهل تهجير مواطنين أوكرانيين يهود إلى إسرائيل، وخاصة إلى المستوطنات في الضفة الغربية. فقد أوفد مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، بعد الغزو الروسي، فرقًا إلى الدول الحدودية لأوكرانيا من أجل إقناع أوكرانيين يهود هربوا من موطنهم بالانتقال للسكن في المستوطنات في إطار مخطط إسرائيلي.

وبعد أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، فرّ الزوجان الأوكرانيان اليهوديان، أولينا وإدوارد جيرمان، من خاركيف إلى إسرائيل لتنتهي هجرتهم في مستوطنة "معاليه أدوميم"، الواقعة شرقي القدس المحتلة، والتي لا يعترف بها العالم والقانون الدولي بأنها أرض إسرائيلية.

وهاجر إلى إسرائيل أكثر من 30 ألف أوكراني، بينهم 12000 أوكراني يهودي وصلوا اليها بموجب "قانون العودة" الذي يمنح المواطنة لأجانب يهود أو من لديهم صلة قربى مع يهود.

والزوجان جيرمان كانا أستاذين جامعيين في موطنهما، وفرا برفقة أطفالهما الثلاثة، أثناء انطلاق قافلتهم التي نظمتها منظمات يهودية محلية من لفيف.

وساعدتهم جمعيات محلية في الوصول إلى بودابست حيث التقوا بمسؤولين من مجلس المستوطنات، ساعدوهم على تنظيم أوراق هجرتهم الى إسرائيل.

ولدى وصولهم، مُنحت عائلة جيرمان إقامة في مدينة في شمال إسرائيل، لكن العائلة كانت مصممة على الاستقرار في الأراضي المحتلة، وباشرت البحث عن مكان إقامة داخل مستوطنة.

وقال مدير مجلس المستوطنات، يغآل ديلموني، إن "أولئك الذين يريدون الهجرة نعرض عليهم خيار العيش هنا في المستوطنة، ويمكننا أن نوفر لهم اتصالا بالسلطات الإقليمية والعائلات الناطقة بالروسية التي يمكن أن ترافقهم في عملية الاندماج".

واعتبر أنه "إذا كنت تريد العيش هنا في أرض الكتاب المقدس، فإن ذلك يجعل عودتك الى إسرائيل ذات معنى أعمق". وبحسب ديلموني، انتقلت حوالى 60 عائلة أوكرانية، بما فيها عائلة أولينا وإدوارد جيرمان، للعيش في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة منذ بدء أزمة اللاجئين الاوكرانيين.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعرب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن قلقه من أن يفرّ يهود أوكرانيا من الحرب للانضمام إلى المهاجرين السابقين من الاتحاد السوفياتي في المستوطنات. واتهم الغرب بـ"الكيل بمكيالين" في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا، مؤكدا أن الغرب لا يعاقب إسرائيل بسبب احتلالها للضفة الغربية.

وشددت المحامية الفلسطينية، ديانا بوطو، التي تعمل في مجال حقوق الإنسان، أن "إرسال الأوكرانيين إلى المستوطنات هو استغلال خبيث لمحنتهم"، مشيرة إلى أن "الأوكرانيين يفرون من الحرب ومن الاحتلال، ثم يتحولون بعد ذلك الى أدوات لمجرمي الحرب".

وأظهر إدوارد جيرمان جهله بالواقع في فلسطين، أو تجاهله وتعمده التضليل، إذ ادعى أنه "لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لليهود أن يحتلوا يهودا" في الضفة الغربية.

وتابع زاعما أنه "لا ينبغي إجراء مقارنة بين روسيا وإسرائيل، بل يجب المقارنة بين أوكرانيا وإسرائيل. لأن أوكرانيا الآن هي دولة فتية تقاتل من أجل استقلالها. وسارت إسرائيل في هذا الطريق من قبلها".

التعليقات