11/09/2022 - 22:47

رسائل مصريّة تحذيريّة لإسرائيل: الوضع قد يخرج عن السيطرة في الضفة

حذّر مسؤولون مصريّون، سلطات الاحتلال الإسرائيليّ من أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، "قد يخرج عن نطاق السيطرة"؛ كما وجّهوا انتقادا لجيش الاحتلال بسبب تزايُد اقتحاماته للضفة.

رسائل مصريّة تحذيريّة لإسرائيل: الوضع قد يخرج عن السيطرة في الضفة

خلال تشييع الشهيد حمد أبو جلدة، الأحد (Getty Images)

حذّر مسؤولون مصريّون، سلطات الاحتلال الإسرائيليّ من أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، قد يخرج عن نطاق السيطرة؛ كما وجّهوا انتقادا لجيش الاحتلال بسبب تزايُد اقتحاماته للضفة.

جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البثّ الإسرائيلي العامة ("كان 11")، مساء الأحد، نقلا عن مسؤولين مصريين لم تسمّهم، وذلك في تقرير ذكرت خلاله أن الجانب المصريّ "قلق من التصعيد في الضفة الغربية مؤخرا".

وبحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" في وقت سابق الأحد، تحاول إسرائيل دفع أجهزة الأمن الفلسطينية إلى تنفيذ حملات اعتقال ضد ناشطين ومسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في منطقتي جنين ونابلس، بادعاء منع تصعيد واسع في الضفة الغربية.

مسلحون خلال مشاركتهم في جنازة شهيد في نابلس (Getty Images)

وتعتبر إسرائيل أن قرارا في هذا الاتجاه، ينبغي أن يصدر عن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ولذلك توجهت إسرائيل إلى دول، بينها مصر وقطر، إضافة إلى الولايات المتحدة، من أجل ممارسة ضغوط في هذا الاتجاه على عباس.

وأفادت هيئة البث بأنّ المسؤولين المصريين، انتقدوا سلوك جيش الاحتلال، وأشاروا إلى أنهم يرون أن الزيادة في اقتحامات الجيش الإسرائيلي وعملياته في الضفة؛ "تحرِج السلطة الفلسطينية وتضعِف موقفها أكثر".

ووفق التقرير ذاته، حذّر المسؤولون المصريّون من أنه إذا استمر الوضع في الضفة على ما هو عليه، فإن إسرائيل "ستواجه انفجارا وفوضى سياسية في الضفة مع اقتراب اليوم الذي يلي أبو مازن (أي رحيل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس)".

مشاركون في تشييع الشهيد حمد أبو جلدة، الأحد (Getty Images)

وكان الرئيس الفلسطيني، قد التقى الثلاثاء الماضي، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالقاهرة، فيما ذكرت ("كان 11") اليوم، أن اللقاء بينهما، ربّما يكون "في محاولة لتقويته (عباس) في مواجهة التوترات المتزايدة في الضفة، والتي تمسّ وضعه، ومكانة القيادة الفلسطينية".

وفي سياق ذي صلة، ذكر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، خلال مشاركته في مؤتمر بشأن "الإرهاب"، عُقِد في مركز "رايخمان" في هرتسليا، مساء الأحد، أنّه يتعيّن على الرئيس الفلسطينيّ، تعزيز الآليات الأمنية، وإجراء إصلاحات مدنية، بسبب ضعف موقفه في الشارع الفلسطيني، وفق وصفه.

وقال بار إنّ "الجمهور الفلسطيني يريدها (الإصلاحات) أيضًا، لكن رقصة التانغو هذه تحتاج إلى اثنين"، على حدّ قوله.

وأشار إلى أن "العنف في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) يتزايد، ودخلنا في دائرة مغلقة من العنف".

خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت دجن (Getty Images)

وأضاف أن عناصر جيش الاحتلال "يضطرون كل ليلة لإجراء اعتقالات... والثمن هو سقوط ضحايا فلسطينيين، وتدهور آخر في مكانة الأجهزة (المختلفة التابعة للسلطة الفلسطينية)". وعَدّ أن ذلك "تعبير عن غياب الحُكْم".

وكان عباس والسيسي قد بحثا الأوضاع الفلسطينية، وأهمية الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة، بحسب ما أُعلن حينها.

ووضع الرئيس الفلسطيني نظيره المصري في "صورة الأوضاع في فلسطين، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". كما استعرض عباس خلال اللقاء "آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، والجهود المبذولة لتحريك عملية السلام".

وتبادل الرئيسان "وجهات النظر حول مختلف القضايا في المنطقة، وبحثا تعزيز العلاقات الثنائية وسُبل تنميتها وتطويرها في شتى المجالات".

فيما أفادت الرئاسة المصرية في بيان بأن "الرئيسين اتفقا خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما (..) من أجل متابعة الخطوات المقبلة وجهود دعم القضية الفلسطينية".

وأكد الرئيس المصري بحسب البيان "أهمية تكاتف كافة الجهود خلال المرحلة الحالية من أجل دعم الموقف الفلسطيني والحفاظ على التهدئة، خصوصا في قطاع غزة"، وفق البيان.

وأنهت وساطة مصرية في 7 آب/ أغسطس الماضي، 3 أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشدد الرئيس المصري على "استمرار مصر في تقديم كل الدعم الممكن للقضية الفلسطينية"، وسط إشادة فلسطينية بالدور المصري، وفق البيان ذاته.

وحضر اللقاء حينها، رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ونظيره الفلسطيني ماجد فرج، إلى جانب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، وسفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.

وفي وقت سابق اليوم، استشهد الشاب حمد أبو جلدة (24 عاما)، وهو من مخيم جنين، نتيجة إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لمدينة جنين في السادس من أيلول/سبتمبر الحالي.

التعليقات