12/09/2022 - 13:22

برنياع: عمليات الموساد في إيران ستستمر حتى بعد توقيع الاتفاق النووي

رئيس الموساد: "الاتفاق النووي سيقرب إيران من تحقيق حلمها الإستراتيجي. وفائدة الاتفاق في المدى القصير، وهو خطير بالمدى المتوسط والبعيد"* رئيس الشاباك: انعدام الاستقرار في إسرائيل يشجع تكثيف العمليات ضدها

برنياع: عمليات الموساد في إيران ستستمر حتى بعد توقيع الاتفاق النووي

برنياع في الوسط (Getty Images)

وجه رئيس الموساد، دافيد برنياع، تهديدات لإيران خلال مداخلة في مؤتمر "معهد السياسة ضد الإرهاب" في جامعة رايخمان في مدينة هرتسليا، اليوم الإثنين، جاء فيها إن الموساد سيستمر في استهداف مسؤولين إيرانيين حتى لو تم التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

وقال برنياع إنه "حتى لو تم توقيع الاتفاق النووي، فإنه لن يمنح حصانة لإيران من عمليات الموساد"، وأضاف مهاجما مفاوضات إحياء الاتفاق النووي "أننا لا نشارك في لعبة غض النظر هذه. ونحن لا نغض النظر عن الحقيقة المثبتة".

واعتبر برنياع أن "الاتفاق النووي سيقرب إيران من تحقيق حلمها الإستراتيجي بحيازة سلاح نووي. وفائدة الاتفاق في المدى القصير جدا فقط، وهو خطير في المدى المتوسط والبعيد". وبحسبه، فإن الاتفاق "يستند إلى أكاذيب إيرانية من دون شك، وثبت ذلك بمساعدة مواد تم إحضارها من إيران" في إشارة إلى أرشيف البرنامج النووي الذي سرقه الموساد من طهران.

وتابع أن محادثات إحياء الاتفاق النووي "تجري فيما توسع إيران عملياتها في مجال الإرهاب، وليس ضد إسرائيليين فقط. والمحادثات النووية لا تشكل عاملا لاجما بأي شكل، بل على العكس. والعمليات الإرهابية تتسع نحو الأراضي الأميركية والأوروبية أيضا".

رئيس الوفد الإيراني في المفاوضات النووية في فيينا، الشهر الماضي (Getty Images)

وتابع أنه "لن يكون للنظام الإيراني حيّز حصانة. وسنسعى إلى معاقبة جميع الضالعين في محاولات تنفيذ أعمال عدائية. وعلى القيادة الإيرانية أن تدرك أن استخدام القوة ضد إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، سيكون الرد عليها مؤلما ضد المسؤولين عن ذلك وفي الأراضي الإيرانية".

وبحسبه، فإنه "لن نلاحق المُرسلين (الذين ينفذون عمليات بالوكالة) وإنما سنطارد الذي زودهم بالسلاح وأصدر لهم الأمر، وهذا سيحدث في إيران".

وقال برنياع إن مخابرات الحرس الثوري الإيراني أرسلت، قبل عدة أشهر، ثلاث خلايا إلى إسطنبول من أجل قتل إسرائيليين.

وأضاف أنه "كنّا قريبين جدا من استهداف إسرائيليين، والفوهة كانت موجهة إلى رؤوسهم فعليا. وأحبطنا بمساعدة الأتراك عملية إرهابية قبل وقت قصير جدا من الضغط على الزناد وأنقذنا حياة سائحين أبرياء، إسرائيليين ويهود".

وتابع برنياع أنه "بالرغم من أنه جرى إضعاف إيران، لكنها لا تزال تقود حملة عالمية لاستهداف إسرائيليين ويهود، وذلك لمجرد كونهم إسرائيليون ويهود. وفي الفترة الأخيرة أحبطنا عشرات العمليات في خارج البلاد، وبضمنها عمليات في قبرص وتركيا وكذلك في كولومبيا".

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع، أمس، إن الاعتقاد في إسرائيل هو أنه لن يتم التوقيع على اتفاق نووي بين إيران والدول العظمى قبل الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، التي ستجري في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن تقديرات أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا هي أن انطلاق إيران لصنع سلاح نووي ليس سيناريو معقولا في الوقت الراهن.

وأضاف أنه "ينقص إيران الكثير جدا كي تصل إلى سلاح. والانطلاقة يمكن أن تحدث الآن فقط نحو تجميع كمية اليورانيوم المطلوبة، ولا توجد لدى إيران في هذه المرحلة قدرة على إنتاج باقي عناصر القنبلة. وواضح لإيران أنه عندما تحرِّك إصبعا في هذا الاتجاه، فإنها ستنتقل لمعالجة مجلس الأمن الدولي ولن تخرج من هناك".

رئيس الشاباك: انعدام الاستقرار في إسرائيل يشجع تكثيف العمليات ضدها

حذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، رونين بار، في المؤتمر نفسه، أمس، من أن انعدام الاستقرار السياسي في إسرائيل يؤثر ويشجع على تكثيف عمليات ضد إسرائيل.

وقال بار إنه "من خلال المواد الاستخباراتية التي نقرأها، التحقيقات التي نجريها مع منفذي عمليات وكذلك من معرفة منذ سنوات طويلة لخصومنا أينما كانوا، بالإمكان القول اليوم ومن دون أدنى شك، أن انعدام الاستقرار الداخلي (في إسرائيل)، والانقسام الداخلي المتزايد، وتحطيم القواسم المشتركة التاريخية، والخطاب الآخذ بالتطرف، هذه كلها تشكل حقنة تشجيع لدول محور الشر، والمنظمات الفلسطينية ومنفذي العمليات الفردية. وفي هذا الموضوع، بإمكان الشاباك أن يحذر فقط وبالتأكيد ليس المعالجة، وهذا بأيدي كل واحد منّا".

وتطرق بار إلى تزايد عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية وإلى أداء أجهزة الأمن الفلسطينية، والتي وصفها بأنها "فقدت سيطرتها الميدانية". وقال إنه "دخلنا إلى ما يشبه حلقة مغلقة. وأفرادنا يسعون لتنفيذ اعتقالات كل ليلة، ويتعرضون لإطلاق نار. والثمن يتمثل أيضا بفلسطينيين مستهدفين (شهداء وجرحى) وبتراجع آخر في مكانة الأجهزة (الفلسطينية). ووقع هذا العام أكثر من 130 عملية إطلاق نار مقابل 98 في العام 2021".

وادعى بار أن عمليات الجيش الإسرائيلي تصاعدت بسبب "قدرة محدودة على الحكم" من جانب السلطة الفلسطينية. أضاف أنه "نفذنا أكثر من 2000 اعتقال، ورفعنا حجم اعتقالات تجار السلاح بعشرات النسب المئوية". واعتبر أنه من أجل تهدئة الوضع في الضفة، يجب تكثيف عمليات أجهزة الأمن الفلسطينية.

وتابع رئيس الشاباك أن الفراغ الحاصل بسبب "غياب حكم السلطة" عبأته الشبكات الاجتماعية. وبحسبه، فإن "غياب جهات تأثير بطريركية وعشائرية وسياسية في الشبكة، يتحدى مكانة المدرسة والمعلم. وتراجع القدرة على الحكم يمس بالثقة بالدولة ومؤسساتها التي باتت تعتبر أقل أهمية". ووصف الشبكات الاجتماعية بأنها "ميدان القتال" لأجهزة الأمن.

واعتبر أن "غاية التحريض المركزية هم الشبان. وليس مستغربا أنه في مظاهر العنف الواسعة التي شهدناها مؤخرا، بدءا بأعمال الشغب أثناء حارس الأسوار (العدوان على غزة العام الماضي) وفي جبل الهيكل (المسجد الأقصى) في شهر رمضان الأخير وحتى فئات داخل شبيبة التلال (أي المستوطنين المتطرفين)، وجدنا شبانا في سن 14 – 20 عاما بأعداد كبيرة جدا. وهذا جيل بدون رعاة".

التعليقات