10/10/2022 - 23:46

الاحتلال يحشد قواته في شعفاط وأنباء عن الاستعداد لاقتحام المخيم

أفادت مصادر محلية في مخيم شعفاط بأن نحو عشر حافلات محملة بجنود الاحتلال وصلت إلى محيط المخيم، وسط أنباء عن أن الاحتلال بصدد القيام باجتياح واسع للمخيم ولضاحية السلام، لاعتقال منفذ الهجوم، والذي تشتبه سلطات الاحتلال بتواجده مختبئًا داخل المخيم.

الاحتلال يحشد قواته في شعفاط وأنباء عن الاستعداد لاقتحام المخيم

من المواجهات في مخيم شعفاط، الإثنين (Getty Images)

دفع الاحتلال الإسرائيلي بأعداد كبيرة من عناصره إلى محيط مخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة وإلى ضاحية السلام المتاخمة، وذلك تمهيدا لاقتحامها، في حملة مداهمات تهدف إلى اعتقال منفذ عملية إطلاق النار التي شهدها جاجز شعفاط، مساء السبت الماضي، وسط مواجهات عنيفة اندلعت مساء الإثنين، في المخيم.

يأتي ذلك في أعقاب تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن الشاب عدي التميمي (22 عاما)، الذي ينسب له الاحتلال مسؤولية تنفيذ عملية إطلاق النار في شعفاط، يختبئ داخل المخيم، ويتلقى المساعدات من الأهالي، ويخطط للهروب من المخيم إلى الضفة الغربية المحتلة، فور توفر الفرصة المناسبة.

وفي وقت سابق، مساء الإثنين، وصل وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، برقة عدد من كبار ضباط جيشه، إلى حاجز شعفاط، شمال شرق القدس المحتلة. واجتمع غانتس مع كبار الضباط من الشرطة واستمع منهم إلى تفاصيل العملية التي أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة آخرين، والنتائج التي خلص إليها تحقيق شرطة الاحتلال في سلوك عناصره في الميدان.

وأفادت مصادر محلية في مخيم شعفاط بأن نحو عشر حافلات محملة بجنود الاحتلال وصلت إلى محيط المخيم، وسط أنباء عن أن الاحتلال بصدد القيام باجتياح واسع للمخيم ولضاحية السلام، لاعتقال منفذ الهجوم، والذي تشتبه سلطات الاحتلال بتواجده مختبئًا داخل المخيم.

وانطلقت مساء الإثنين، مسيرة من داخل مخيم شعفاط باتجاه ضاحية السلام، دعمًا وإسنادًا لعائلة منفذ الهجوم التي اعتقلت قوات الاحتلال بعد العملية والديه وأحد أشقائه وابن عمه، فيما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات استهدفت أفرادا من عائلته في قرية دير نظام، شمال غرب مدينة رام الله.

وأسفرت المواجهات التي اندلعت الإثنين، داخل المخيم وفي ضاحية السلام، عن تسجيل أكثر من خمس عشرة إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إحداها أصابت شابًا في رأسه، بينما سجلت نحو مائة إصابة اختناقًا بالغاز السام المسيل للدموع.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية دير نظام واعتقلت المواطن منجد محمد تميمي، واعتدت عليه بالضرب، بعد أن حاولت الاستيلاء على جرافته، كما اعتقلت كلا من مالك أحمد تميمي، وسامح أحمد تميمي، وسامي توفيق تميمي.

وأضافت المصادر ذاتها أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في القرية، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون وقوع إصابات.

وتأتي هذه المواجهات في ظل دعوات لنشطاء مقدسيين للقيام بفعاليات احتجاجية قرب الحاجز العسكري الذي ألحق استمرار إغلاقه أضرارًا فادحة بالمواطنين، والذي يأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها قوات الاحتلال بحق 150 ألف مقدسي يقطنون المخيم وضاحية السلام وبلدة عناتا المجاورة، والتي تخضع هي الأخرى لحصار.

وتحولت أحياء مخيم شعفاط وبلدة عناتا، إلى ساحات تنكيل بالأهالي خلال اليومين الماضيين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخلها، فارضة بذلك حصارا مطبقا على المنطقة.

وانتشر المئات من جنود الاحتلال في أحياء: مخيم شعفاط، ورأس خميس، ورأس شحادة، وضاحية السلام، وبلدة عناتا، وأغلقوا المدخلين الوحيدين المؤديين إلى تلك المنطقة، وهما حاجز مخيم شعفاط و"بوابة" عناتا.

ووصفت الوكالة الفلسطينية الحصار الذي فرضه الاحتلال على المنطقة بأنه "عملية احتجاز 130 ألف مقدسي يقطنون في تلك الأحياء كرهائن بحجة البحث عن مطلوبين"، حيث شرع جنود الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل واستهداف المواطنين وإطلاق قنابل الغاز، وقنابل الصوت، والأعيرة "المطاطية" تجاه المواطنين ومنازلهم.

وأفادت مصادر محلية باعتقال قرابة 20 مقدسيا خلال اليومين الماضيين، فيما مُنع المصابون من الخروج لتلقي العلاج، كما مُنعت مركبات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين، بحسب بيان صدر عن جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني.

من جانبه، قال رئيس بلدية عناتا، طه الرفاعي، إن قوات الاحتلال تواصل فرض حصار وإغلاق على أحياء مختلفة في المنطقة، وتجبر أكثر من 130 ألف نسمة على التزام مساكنهم وعدم الخروج لأعمالهم، كما تمنع طلبة الجامعات والمدارس من التوجه إلى جامعاتهم ومدارسهم.

بدوره، قال الناطق باسم محافظة القدس، معروف الرفاعي، وهو من سكان عناتا، إن "المنطقة تتعرض لإغلاق جميع المنافذ والمخارج، كما تم منع المرضى من الوصول للعيادات والمراكز الصحية، من بينهم أكثر من 3000 مريض بأمراض مزمنة، كذلك منع أكثر من 1500 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من التوجه لمراكز التأهيل، بينما منع طلبة المدارس والجامعات من الذهاب لمدارسهم وجامعاتهم".

وأضاف أنه "تكدست النفايات في الشوارع، وأصبح المواطنون يعانون من شح المواد الغذائية الأساسية في المحال التجارية، ما خلف أوضاعا إنسانية صعبة". ودعا الرفاعي المؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية إلى ضرورة التدخل للضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار عن المنطقة.

التعليقات