11/10/2022 - 10:19

شكوك إسرائيلية حيال توقيع اتفاق ترسيم الحدود بالأسابيع القريبة

ليس واضحا بعد إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستصادق نهائيا على الاتفاق قبل انتخابات الكنيست، مطلع الشهر المقبل، إلى جانب التماسات ضد الاتفاق قُدمت للمحكمة العليا. وإسرائيل ترصد توقف تهديدات حزب الله و"صمت" إيران

شكوك إسرائيلية حيال توقيع اتفاق ترسيم الحدود بالأسابيع القريبة

علامات وضعتها إسرائيل لحدود بحرية عند رأس الناقورة (Getty Images)

قالت مصادر أمنية إسرائيلية إنه بالرغم من تقدم المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، إلا أنه ما زالت هناك علامات استفهام حول "الدلالات السياسية والقانونية" في إسرائيل لهذه التطورات، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.

وإثر الالتماسات التي قُدمت إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وحملة رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، ضد الاتفاق، فإنه ليس واضحا حتى الآن إذا كان بإمكان الحكومة المصادقة عليه نهائيا وإيداعه في الكنيست، بحيث تتم المصادقة عليه قبل انتخابات الكنيست، التي ستجري مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويذكر أن نتنياهو صرح مؤخرا أنه في حال فوزه في الانتخابات وعاد إلى منصب رئيس الحكومة، فإنه لن يحترم الاتفاق مع لبنان بوساطة أميركية.

وستعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعا خاصا من أجل التداول إذا كانت ستطرح الاتفاق على الكنيست للمصادقة عليه، أو أنها ستطرحه خلال الأسبوعين المقبلين، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم. وإذا صادقت الحكومة على طرح الاتفاق، فإنه ستعقد جلسة خاصة للكنيست، التي لا تجتمع عادة بعد حل الكنيست وتبكير الانتخابات.

وفي هذه الحالة، فإن الحكومة قد تصادق على الاتفاق بشكل نهائي بعد أسبوعين، وقبل أيام قليلة من الانتخابات.

ونقلت "كان" عن مصادر سياسية قولها إن "إسرائيل معنية بلبنان كجارة مستقرة ومزدهرة ولا تشكل منصة لإرهاب حزب الله، وليس أداة طيّعة بأيدي إيران. وجهاز الأمن كله يؤيد الاتفاق ويؤكد أهميته من أجل الاستقرار الأمني".

واعتبر "هآرتس" أنه بالرغم من ارتفاع مستوى التوتر في الأيام الماضية، بعد رفض إسرائيل الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق، وتهديد وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، بإيعازه للجيش برفع حالة التأهب مقابل حزب الله، إلا أن "حزب الله يحافظ على نبرة ملجومة نسبيا ولا يطلق تهديدات كثيرة ضد إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى "صمت إيران، التي بالرغم من دعمها لحزب الله وتدخلها الكبير بما يحدث في لبنان، امتنعت عادة عن التطرق إلى المفاوضات" حول ترسيم الحدود البحرية. ورجحت الصحيفة أن هذا "الصمت الإيراني" سببه الأوضاع الداخلية في لبنان وخاصة الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب مقتل الشابة مهسا أميني (22 عامًا)، بعد أن أوقفتها "شرطة الأخلاق" الإيرانية.

ووفقا للصحيفة، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي يتابع بتأهب التطورات الداخلية في إيران، "لكنه يحاذر في توقعاته حيال احتمالات إسقاط النظام، الذي نجح بالتغلب بوحشية بالغة على احتجاجات الوقود وكذلك على ’الثورة الخضراء’ في العام 2009".

كذلك يعبرون في إسرائيل أن هناك "نجاحا نسبيا في لجم استمرار تقدم جهود التأثير الإيراني في سورية"، وبضمن ذلك انتشار ميليشيات موالية لإيراني في سورية، وهي المنظومة التي أقامها القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة أميركية في العراق، مطلع العام 2020.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إنه "تم لجم حلم سليماني"، بادعاء أنه "تراجع نقل الأسلحة عن طريق سورية إلى لبنان، ومعظم أفراد الميليشيات غادروا، وجرى تشويش جهد حزب الله من أجل فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل على طول الحدود في هضبة الجولان".

التعليقات