28/11/2022 - 12:00

تقرير: تغيير الوضع القائم بالأقصى بات حاصلا وبن غفير سيوسعه

لمخطط بن غفير بتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف شركاء في الشرطة حاليا، الذين "يغضون الطرف" عن صلوات يهودية بالهمس، وبعد توليه منصب الوزير سيصدر تعليمات للشرطة بتوسيع "غض الطرف"

تقرير: تغيير الوضع القائم بالأقصى بات حاصلا وبن غفير سيوسعه

بن غفير يتقدم اقتحام المستوطنين في الحرم القدسي الشريف، أيار/مايو الماضي (Getty Images))

لا يتوقع أن يمنع رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بعد تشكيله الحكومة المقبلة من رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي والمدان بالإرهاب، إيتمار بن غفير، بعد أن يتولى منصب وزير "الأمن القومي"، تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، وفي مركزه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وذلك لأن هذا التغيير في الوضع القائم قد أصبح حاصلا.

وتدل أقوال بن غفير، قبل الانتخابات الإسرائيلية وفي الأيام الأخيرة، على أنه عازم على تنفيذ التغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. ويتمثل هذا التغيير بالسماح لجماعات يهودية متطرفة بأداء صلوات في الحرم، وليس الاقتحامات الاستفزازية التي ينفذنها فقط.

وقال بن غفير لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان"، أمس، إنه سيطالب أن يبحث المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) في هذا الموضوع. ويصف السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي بأنه "مساواة في الحقوق لليهود"، ومنعهم من الصلاة فيه "سياسة عنصرية".

وكان نتنياهو كرئيس للحكومة، عام 2020، قد رفض طلب بن غفير بالمصادقة على صلاة يهود في الحرم القدسي. وإثر ذلك قرر بن غفير خوض انتخابات الكنيست في قائمة مستقلة، لم تتجاوز نسبة الحسم، ما أدى إلى خسارة معسكر نتنياهو نحو 20 ألف صوت.


اعتقالات واعتداءات على الفلسطينيين بالأقصى، أيار/مايو 2021 (رامي خطيب)

وبعد ذلك، قال نتنياهو إنه من أجل الانضمام إلى قوائم في اليمين "كان لبن غفير شرط واحد فقط، وهو أن أصادق على صلاة يهود في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وربما هذا أمر يبدو منطقيا بالنسبة لكم لكني أعلم أنه كان سيشعل الشرق الأوسط ويثير غضب مليارات المسلمين علينا. وقلت إنه توجد حدود، وهناك أمور لا أوافق على تنفيذها من أجل الفوز بالانتخابات، وسأحافظ على دولة إسرائيل".

إلا أن نتنياهو بات متعلقا الآن بالأحزاب في معسكره ومن دون أي واحد منها لن يتمكن من تشكيل حكومة، بهدف محاولة النجاة من محاكمته بتهم فساد خطيرة. ويتوقع ألا يرفض نتنياهو مطالب بن غفير بتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي. ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين، عن مصادر مطلعة على المفاوضات الائتلافية ادعاءها أن هذا الموضوع لم يطرح في المفاوضات، وأن "بن غفير يحاذر من طرح هذه القضية. وهذه أمور يتفق عليها مع نتنياهو بصورة مباشرة".

ويبدو أن حكومة نتنياهو لن تعلن رسميا عن تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. ووفقا للصحيفة، يوجد لبن غفير شريكا في هذا الموضوع داخل الشرطة، وهو قائد الشرطة في منطقة القدس، دورون تورجمان، الذي يعرف بن غفير وزوجته شخصيا في إطار تشجيعهما لاقتحامات اليهود المتطرفين للحرم.

وأفادت الصحيفة بأنه خلال ولاية تورجمان تزايد "غض الطرف" عن صلوات اليهود في الجزء الشرقي من الحرم، "بعيدا عن أنظار المصلين المسلمين. وهناك، أمام أنظار أفراد الشرطة الذين يرافقونهم تطور عُرف لأداء صلوات قصيرة وبالهمس. وليس صدفة أن تورجمان لا يستخدم تعبير ’الوضع القائم’ هناك وإنما يستخدم تعبير ’عُرف المكان’، وهو أمر يتغير ببطء وبحذر، أمام أنظار أفراد الأوقاف (الإسلامية) التي تتابع دخول اليهود" إلى الحرم.

وإزاء تحذير نتنياهو من خطورة صلاة اليهود في الحرم، رجحت الصحيفة أن يصدر بن غفير، كوزير "للأمن القومي"، تعليمات للمفتش العام للشرطة وإلى تورجمان "بتوسيع سياسة غض الطرف، والصلوات بالهمس تصبح بصوت مرتفع أكثر، وحاشدة أكثر، وفي المقابل تتراجع سياسة إنفاذ القانون (على منع الصلوات اليهودية) أكثر حتى يترسخ وضع عُرف المكان".

وأضافت الصحيفة أن المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، المهدد برسالة تحذير عن مسؤوليته في أحداث الجرمق ويريد إرضاء بن غفير كي يحسم مستقبله، وكذلك تورجمان الذي يتطلع لتولي منصب المفتش العام للشرطة، "سيواجهان صعوبة بالوقوف ضد الرغبة المعلنة لوزير الأمن القومي، التي باتت روحه تهبّ في أزقة الخليل وأروقة مقر قيادة الشرطة".

التعليقات