18/01/2023 - 20:48

البرلمان الأوروبي يدعو لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة "إرهابية"

إسرائيل تضغط لإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية التابعة للاتحاد الأوروبي، وترحب بتوصية صادرة عن البرلمان الأوروبي بهذا الشأن.

البرلمان الأوروبي يدعو لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة

توضيحية (Getty Images)

أوصى البرلمان الأوروبي، اليوم الأربعاء، بإدراج "الحرس الثوري" الإيراني، على القائمة السوداء التابعة للاتحاد الأوروبي "للمنظمات الإرهابية"، في قرار سرعان ما رحب به وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في بيان مصور بثه مساء اليوم.

وجاء في نص تم تبنيه على نطاق واسع أن أعضاء البرلمان الأوروبي خلال جلسة عامة "يدعون الاتحاد والدول الأعضاء فيه إلى إدراج ‘الحرس الثوري‘ الإيراني على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية".

ويضاف القرار الذي تم تبنيه بـ"بأغلبية ساحقة من 598 مقابل 9"، بحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى التقرير السنوي حول السياسة الخارجية المشتركة للاتحاد الأوروبي.

وأدان البرلمان الأوروبي "حملة القمع الوحشية التي شنتها إيران، بما في ذلك الحرس الثوري، على المظاهرات التي أعقبت وفاة مهسا أميني، بعد اعتقالها العنيف وإهانتها وإساءة معاملتها من جانب شرطة الأخلاق الإيرانية".

ودعا النص الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية "نظرا لنشاطه الإرهابي وقمع المحتجين وتزويد روسيا بطائرات مسيرة".

ولا يملك البرلمان الأوروبي أي سلطة لإجبار الاتحاد الأوروبي على إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمته للمنظمات الإرهابية. لكن النص الوارد في تعديل على قرار اقترحته النائبة البولندية المحافظة آنا فوتيجا يمثل رسالة سياسية واضحة لطهران.

ويعني تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته وحمل شعاره في العلن سيعد جريمة جنائية.

وأشارت الخارجية الإسرائيلية إلى أنه "من المتوقع أن يصدر البرلمان الأوروبي غدا قرارا آخر لتعامل مع إيران، ويتضمن كذلك دعوة جديدة إلى إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية".

واعتبر الوزير الإسرائيلي أن "إيران دولة إرهابية تصدّر الإرهاب إلى الشرق الأوسط وأوروبا والعالم أجمع. إدخال الحرس الثوري، إلى قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، ستكون خطوة مهمة في الحرب ضد النظام الإيراني".

وشدد على ضرورة "حاربة النظام الإيراني، سواء في المجال النووي أو في مجال تمويل الإرهاب وتوجيهه"، وأشار إلى أن إسرائيل تضغط على حلفائها في الاتحاد الأوروبي لتبني قرار بإدارج "الحرس الثوري" الإيراني على قائمة "المنظمات الإرهابية".

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة مهسا أميني في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وقد حكم على العديد من الأشخاص بالإعدام على خلفية الاحتجاجات فيما نفّذ الحكم ببعضهم.

والاثنين الماضي، تجمّع حوالي 12 ألف شخص من كل أنحاء أوروبا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ للمطالبة بإدراج "الحرس الثوري" على هذه القائمة السوداء، كما فعلت الولايات المتحدة.

وقد تلقى المتظاهرون دعم رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، التي جاءت للقائهم.

من جهته، قال المفوض الأوروبي للعدالة، ديدييه رايندرز، أمس، الثلاثاء، خلال مناقشة في البرلمان إنه "أنا أضمن أن كل الخيارات التي تسمح للاتحاد الأوروبي بالرد على الأحداث في إيران ستبقى مطروحة على الطاولة".

ويفترض أن يعيد النواب الأوروبيون يوم غد، الخميس، تأكيد هذا المطلب في تصويت على تقرير مكرّس فقط للرد الأوروبي على التظاهرات وعمليات الإعدام في إيران.

والنص الذي سيطرح للتصويت الخميس، أكثر اكتمالا من النص الذي اعتمد الأربعاء، ويشير خصوصا إلى إدراج فيلق القدس وقوات الباسيج التابعة لـ"الحرس الثوري" على القائمة السوداء.

ومع أخذ دور الحرس الثوري في الاقتصاد الإيراني من خلال شركات يسيطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر في الاعتبار، يدعو النص أيضا إلى حظر "أي نشاط اقتصادي أو مالي" معه.

وأمس، الثلاثاء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها تؤيد إدراج "الحرس الثوري" الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للرد على ما وصفته بـ"سحق" النظام الإيراني لحقوق الإنسان الأساسية.

وقالت فون دير لاين للصحفيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري: "رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع وهم يدهسون حقوق الإنسان الأساسية".

ويناقش الاتحاد الأوروبي فرض حزمة رابعة من العقوبات على طهران بسبب معاملتها للمتظاهرين وتوريدها أسلحة إلى روسيا. وقالت مصادر دبلوماسية إنه سيجري إضافة أعضاء بالحرس الثوري الإيراني إلى قائمة العقوبات الأسبوع المقبل.

وقالت فون دير لان: "ننظر بالفعل في فرض جولة جديدة من العقوبات وسأؤيد أيضا إدراج الحرس الثوري (على قائمة المنظمات الإرهابية). لقد سمعت العديد من الوزراء يطلبون ذلك وأعتقد أنهم على حق".

ويحظى الحرس الثوري الإيراني، الذي تأسس بعد الثورة الإسلامية عام 1979 لحماية نظام حكم رجال الدين الشيعة، بسطوة كبيرة في إيران، إذ يسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد والقوات المسلحة وهو المسؤول عن برامج إيران للصواريخ الباليستية وبرامجها النووية.

التعليقات