30/01/2023 - 18:29

بلينكن لنتنياهو: ندعم الحفاظ على الوضع القائم بالقدس وندعو لـ"خطوات عاجلة" منعا للتصعيد

بلينكن يصل إلى البلاد في ظل حالة التصعيد المستمرة من قبل الاحتلال والتي أسفرت عن استشهاد 35 فلسطينيا بينهم 8 أطفال منذ مطلع العام، ويشدد على أن واشنطن لديها إيمان راسخ "بحل الدولتين عبر المفاوضات باعتباره السبيل الوحيد للصراع".

بلينكن لنتنياهو: ندعم الحفاظ على الوضع القائم بالقدس وندعو لـ

نتنياهو وبلينكن (Getty Images)

شدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء اليوم، الإثنين، على "التزام" واشنطن "الصلب" بأمن إسرائيل، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعقب اجتماعا ثنائيا بينهما، فيما أفاد بلينكن بأنه بحث مع نتنياهو "دفاع أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي".

وقال بلينكن إن "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى"، فيما اعتبر أن "أي شيء يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل"، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد".

وأشار بلينكن إلى التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على الوضع القائم في القدس (الستاتوس كو - Status quo)، وقال إن واشنطن "مستمرة في دعم التمسك بالوضع القائم في المواقع المقدسة في القدس"، فيما شدد على دعم إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لـ"حل الدولتين".

وقال بلينكن إن "هدفنا هو تحقيق المساواة بين المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث سيتمتع كلاهما بنفس الحريات"، وأضاف أن "كل ما يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل"، في حين أشار نتنياهو إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة تشتركان في قيم مشتركة وقيم ديمقراطية مشتركة".

وفي الشأن الإيراني، صرّح وزير الخارجية الأميركي بأن سياسة واشنطن هي أن "تمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وسنقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق ذلك"؛ من جانبه، تعهد نتنياهو بأن إسرائيل "ستعمل بكل طاقتها لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".

وحول مخططات الحكومة الإسرائيلية الجديدة لإضعاف الجهاز القضائي، حث بلينكن على حشد دعم واسع لمقترحات الحكومة الجديدة، وسط تصاعد الانقسام حول خطط "إصلاح" النظام القضائي، التي يدفع بها ائتلاف نتنياهو بقيادة وزير القضاء، ياريف ليفين، التي دفعت آلاف الإسرائيليين للخروج إلى الشوارع احتجاجا.

وجدد بلينكن تأكيده على دعم واشنطن "للمبادئ الديمقراطية الأساسية"، وقال "بناء توافق على مقترحات جديدة هو الطريقة الأكثر فاعلية لضمان تبنيها واستمرارها"، كما شدد على الحاجة إلى ديمقراطية قوية مع "نظام قضائي يساوي بين الجميع"، في حين شدد نتنياهو على أن "إسرائيل ستبقى ديمقراطية قوية ومزدهرة".

وقال بلينكن إن "العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة متجذرة ومبنية على المصالح والقيم المشتركة، هذا يشمل دعمنا للمبادئ والمؤسسات الديمقراطية، ودعم حقوق الإنسان، ونظاما قانونيا متساويا للجميع، وحقوق الأقليات، وسيادة القانون، وحرية الصحافة، والحفاظ على مجتمع مدني قوي في إسرائيل".

وعن الاختلاف في السياسات المتبعة لتحقيق "الأهداف المشتركة"، قال بلينكن إن "الأصدقاء" يعرفون كيف يتحدثون "باحترام وصدق" حتى عندما يختلفون مع بعضهم البعض، وقال إن "المحادثات التي أجريناها اليوم لم تكن استثناءً. المحادثات ستستمر، بما في ذلك مع أعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية والمجتمع المدني الإسرائيلي كجزء من عملية تهدف إلى حماية وتعزيز ركائز الديمقراطية التي نلتزم بها".

بلينكن: على الجميع اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها

ووصل وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق، اليوم، إلى البلاد، في زيارة تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس وغيرهم من المسؤولين. واستهل بلينكن زيارته بحثّ الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على اتخاذ خطوات لتهدئة التصعيد، داعيا إلى عدم "تأجيج التوترات".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بلينكن يجتمع في هذه اللحظات مع نتنياهو، على أن يعقد الاثنان مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام المحادثات، قبل أن يجتمع بلينكن بنظيره الإسرائيلي، إيلي كوهين، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وغيرهم من المسؤولين في تل أبيب، قبل أن يتوجه إلى رام الله، يوم غد، الثلاثاء، للاجتماع مع المسؤولين الفلسطينيين.

وزير الخارجية الأميركي في مطار اللد (Getty Images)

وفي كلمة ألقاها فور وصوله إلى مطار بن غوريون في اللد، في أول زيارة له منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، شدد بلينكن على أهمية توقيت الزيارة، وقال إنه "لا شك في أن هذه لحظة صعبة للغاية؛ رأينا، على مدار عدة أشهر، تصاعدا في العنف يلحق ضررا بكثيرين".

وعن عملية إطلاق النار في القدس التي نفذها الشهيد خيري علقم يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين، قال بلينكن إن "موت الأبرياء في حوادث إرهابية هو دائما جريمة شنعاء، لكن الهجوم على الناس خارج مكان عبادتهم هو أمر مروع بشكل خاص"، وأضاف "نحن ندين ذلك بأشد طريقة ممكنة. كما ندين كل من ابتهج بقتل المدنيين. الدعوات للانتقام من الأبرياء ليست الحل".

وشدد وزير الخارجية الأميركي في كلمته على مسؤولية الجانبين في منع التصعيد، واستمرار ما أسماه "جولة جديدة ومروعة من العنف". وبحسب قوله، "تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها"، وأفاد بأنه "يريد التحدث مع الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية" وسيحث الجانبين على "اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد".

وأضاف "أريد أن أكون قادرًا على سماع ما يقوله الأشخاص الذين يتأثّرون بشكل يومي" بسبب الصراع. ولم يتطرق بلينكن إلى استشهاد 10 فلسطينيين في مخيم جنين في اقتحام لقوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي. ومنذ مطلع العام الجاري استشهد 35 فلسطينيا بينهم 8 أطفال وامرأة مسنة برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، وسجلت جنين العدد الأكبر من الشهداء منذ مطلع العام بواقع 20 شهيدا.

وقال بلينكن إن اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات "هي الطريقة الوحيدة لوقف المد المتصاعد للعنف الذي أودى بحياة الكثيرين من الإسرائيليين والفلسطينيين"، فيما ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن كوهين استقبل بلينكن لدى وصوله وتحدث معه عن "أهمية النضال المشترك ضد البرنامج النووي الإيراني والترويج لإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية".

وأشارت إلى أن كوهين وبلينكن "تحدثا عن توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام لتشمل دول عربية وإسلامية أخرى"، وأضافت "شكر وزير الخارجية كوهين وزير الخارجية الأميركي، على بيان الإدانة الذي أصدره بعد هجمات القدس في نهاية الأسبوع وأكد على أهمية التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة".

ونقل البيان عن كوهن قوله إن "التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة هو أحد ركائز الأمن القومي لدولة إسرائيل وعلاقاتها الخارجية"، معتبرا أن زيارة بلينكن إلى إسرائيل "حدث مهم لعلاقاتنا، وأشكر وزير الخارجية على التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي، والرسالة الواضحة ضد الإرهاب التي أعرب عنها فور وصوله إلى إسرائيل".

وإسرائيل هي المحطة الثانية لبلينكن ضمن جولة بدأها من مصر الأحد وينهيها في الضفة الغربية المحتلة، يوم غد، الثلاثاء، وقبل مغادرة القاهرة متجها إلى البلاد، قال بلينكن إن واشنطن لديها إيمان راسخ "بحل الدولتين عبر المفاوضات باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع".

حماس: زيارة بلينكن لإسرائيل "تكرس الدعم المتواصل للاحتلال"

من جانبه، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، زيارة بلينكن إلى إسرائيل، معتبرة أنها "تكرس الدعم المتواصل للاحتلال". وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن "زيارة بلينكن للاحتلال تكرس حالة الشراكة والدعم المتواصل له".

كما اعتبر أن "هذه الزيارة تُمثّل غطاءً للحكومة المتطرفة لتمرير سياساتها الإجرامية وعدوانها بحق الشعب الفلسطيني ومقدّساته وأسراه"، بحسب القانوع. وحذّر القانوع من "التداعيات المترتبة عن استمرار تصعيد الحكومة (الإسرائيلية) لعدوانها على الأرض والشعب والمقدسات".

وبلينكن هو ثالث مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور المنطقة منذ تشكيل حكومة نتنياهو، حيث سبقه كل من مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ("سي آي إيه")، ويليام بيرنز، فيما تشهد الأراضي الفلسطينية، منذ فترة، تصعيدا متواصلا من قبل حكومة الاحتلال وقواته في الضفة والقدس المحتلتين.

التعليقات