21/02/2023 - 10:35

إضعاف القضاء: لا مؤشرات لتوافق محتمل بين ائتلاف نتنياهو والمعارضة

صبيحة التصويت في الكنيست على تشريعات في خطة إضعاف جهاز القضاء، لم تتغير مواقف الجانبين ولا مؤشرات على حوار محتمل بينهما. المعارضة تشترط الحوار بوقف التشريعات والائتلاف يرفض: "نتنياهو الحلقة الأضعف"

إضعاف القضاء: لا مؤشرات لتوافق محتمل بين ائتلاف نتنياهو والمعارضة

سجال صاخب بين الائتلاف والمعارضة في لجنة القانون والدستور بالكنيست، الأسبوع الماضي (Getty Images)

لا تظهر أي مؤشرات لاحتمال التوصل إلى توافق بين ائتلاف نتنياهو والمعارضة بشأن خطة إضعاف جهاز القضاء، وعلى ما يبدو أن الجانبين لن يدخلا أيضا إلى مفاوضات حول هذه الخطة التي تصفها الحكومة بأنها "إصلاحات قضائية".

وقال وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهار، للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم الثلاثاء، إن الحكومة "عازمة على استكمال الإصلاحات"، وادعى أن وجهة الحكومة نحو "نقاش وحوار"، لكنه أردف أن "الكرة بأيدي المعارضة الآن".

من جانبه، قال رئيس قائمة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، إن "الحوار هو أمر ضروري، لكنه مشروط بوقف مطلق لكافة الإجراءات" التشريعية. وأضافت عضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين، من الحزب نفسه، في مقابلة لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الدعوات للحوار التي تصدر عن ممثلي الحكومة "هي بالأساس دعوات في وسائل الإعلام". وتابعت متهكمة، أن "ما حدث ليلة أمس"، أي المصادقة على قسم من تشريعات خطة إضعاف جهاز القضاء، "يدل على صدق نوايا هذه الحكومة للحوار".

وصادقت الهيئة العامة للكنيست، الليلة الماضية، بالقراءة الأولى على تعديل "قانون أساس: القضاء"، الذي يسمح للائتلاف بالسيطرة الكاملة على لجنة تعيين القضاة ويمنع المحكمة العليا من إلغاء قوانين أساس.

الاحتجاجات قرب الكنيست ضد الخطة، أمس ( Getty Images)

وفيما اعتبر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن المصادقة على التعديل هي "ليلة عظيمة ويوم عظيم"، وصف حزب "ييش عتيد" برئاسة رئيس المعارضة، يائير لبيد، أن هذه كانت "إحدى الليالي الأكثر حلكة للديمقراطية الإسرائيلية منذ قيام الدولة".

وقالت رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، إنه "أدعو زملائي لبيد وغانتس مرة أخرى إلى إبلاغ الرئيس (الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ) بأنه بالرغم من نواياه الحسنة (في التوسط بحوار)، إلا أنه لن نجري أي اتصالات وأي حوار مع هذه المجموعة المفترسة" في إشارة إلى حكومة نتنياهو.

وأضافت ميخائيلي أن "الأمر الأخطر الآن على الديمقراطية هو تعليق الاحتجاجات الهائلة والأهم في تاريخ الدولة. على العكس. الآن هو الوقت المناسب للضغط على دواس الغاز بكل القوة".

وقال وزير القضاء، ياريف ليفين، الذين يقود خطة إضعاف جهاز القضاء، في الكنيست إن المصادقة على تشريعات متعلقة بها هي "تعزيز الديمقراطية وليس نهاية الديمقراطية". وأضاف مخاطبا المعارضة أنه "أعتزم أن أمدّ يدي، من أجل أنه ربما أخيرا نجري حوارا انطلاقا من عزم للتوصل إلى تفاهمات".

وتطرق هرتسوغ إلى التصويت في الكنيست، اليوم، قائلا إن "هذا صباح صعب"، وتابع أنه ينبغي "بذل أي جهد من أجل أن يكون بالإمكان الاستمرار بالحوار بعد التصويت"، علما أن حوارا كهذا لم يبدأ أصلا. وأضاف أن كان الأجدر بالائتلاف أن "يجد طريقة ليمد يده بصورة تسمح بالثقة بهذه الإجراءات. وأنا أتوجه إلى الائتلاف لأن القوة بيده. وأثبتوا سخاء المنتصرين، وجدوا طريقة لإحضار المعارضة إلى حوار".

وأضاف هرتسوغ أنه "يوجد شعور بالحداد وليس بالاحتفال، لأنه الكثيرون من الذين صوتوا لصالح هذا الائتلاف ومواطنين كُثر قلقون جدا حيال وحدة الشعب".

وفي ظل إصرار الحكومة على الاستمرار في تشريع خطة إضعاف القضاء، وفي مقابل التحذيرات من عواقبها ومطالبة الإدارة الأميركية بالتوصل إلى توافق حولها وتصاعد الاحتجاجات، فإنه حتى لو أراد نتنياهو التوصل إلى حوار مع المعارضة وتسوية، إلا أنه ثمة شك إذا كان سيتمكن من ذلك، بادعاء أنه لا يسيطر على الوضع.

وكتب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، أنه "ثمة شك إذا كانت المجموعة التي تحرك نتنياهو مثل دمية على خيط ستسمح بذلك. فالرجل يُستخدم كخرقة قماش بأيدي آخرين: زوجته سارة التي تطوق إلى الانتقام من المحكمة العليا التي استهدفت قراراتها حساب العائلة في البنك. ونجله يائير المصاب بجنون كامل، واتهم الشاباك أمس بمحاولة الانقلاب على والده. وليفين، وبالطبع (قادة الأحزاب الحريدية) غولدكنوبف ودرعي وغفني وسموتريتش وبن غفير، سيحبطون أي نية لدى نتنياهو بتليين موقفه. فنتنياهو هو الحلقة الضعيفة".

التعليقات